4 دول خارج الاتحاد الأوروبي قد تعيد تشكيل أمن أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبابات تابعة للقوات الأوكرانية في منطقة خيرسون بأوكرانيا، 28 يونيو 2021 - via REUTERS
دبابات تابعة للقوات الأوكرانية في منطقة خيرسون بأوكرانيا، 28 يونيو 2021 - via REUTERS
دبي -الشرق

يفتح التعاون بين 4 دول في القوقاز آفاقاً لإعادة تشكيل الأمن الأوروبي، والتصدي للنفوذ الروسي، وما يفرضه من تحديات، وفق ما ذكره تقرير لمجلة "ناشيونال إنتريست" الأميركية.

وأشارت المجلة في تقرير نشرته الاثنين، إلى آفاق للتعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي و"مجموعة جوام" التي تضم جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان ومولدوفا، وإمكانية ترسيخ أعضاء المجموعة الأربعة في المجتمع الأوروبي-الأطلسي.

وذكّرت المجلة بأن الدول الأربع تعاونت في مجموعة جوام الإقليمية، لأكثر من عقدين منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، إذ "جمَّدت" 3 دول منها الصراعات التي دبرتها روسيا، كما أن الدول الأربعة لم تدعم المشاركة في التكامل الذي تقوده روسيا في رابطة الدول المستقلة.

وأوضحت أن أعضاء جوام سعوا أيضاً إلى مستويات مختلفة من التكامل والتعاون، من خلال الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي التي تم إطلاقها في عام 2010.

غير أن أعضاء المجموعة، وفقاً للمجلة، كان موقفهم متبايناً من الناتو، إذ سعت جورجيا وأوكرانيا إلى الحصول على العضوية، بينما تفضل أذربيجان التعاون، فيما أعلنت مولدوفا الحياد.

إعلان باتومي

وفي شأن الأمن الأوروبي، قالت المجلة إن إعلان باتومي، الذي تمت صياغته في 19 يوليو في جورجيا، ووقعه رؤساء أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، تعهد بأن تعمل الدول الثلاث معاً من أجل "مستقبل أوروبي سلمي وديمقراطي ومزدهر".

وجاء في الإعلان: "نعيد تأكيد التزامنا الثابت بالمضي قدماً في عملية اندماجنا في الاتحاد الأوروبي، من خلال إصلاحات شاملة لتقوية مؤسساتنا الديمقراطية، وتقريب تشريعاتنا بشكل تدريجي، في القطاعات ذات الصلة بالعناصر الأساسية لمكتسبات الاتحاد الأوروبي".

كما أشار إلى اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي باعتبارها "خرائط طريق رئيسية للإصلاحات، وأن تنفيذها المستمر يشكل الأساس لتعزيز الارتباط السياسي، وزيادة تعميق التكامل الاقتصادي والقطاعي، للشركاء الثلاثة المرتبطين بالاتحاد الأوروبي".

وأعاد إعلان باتومي التأكيد على الحاجة إلى "منظور أوروبي" لجورجيا وأوكرانيا ومولدوفا، كأفضل وسيلة لتقديم حوافز لهم لمتابعة الإصلاحات.

وترى تلك الدول أن المادة 49 من معاهدة روما الخاصة بالاتحاد الأوروبي، تصنفها على أنها دول "أوروبية"، وبالتالي تعتقد أنها "قد تتقدَّم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

وعد متكرر

وكررت المادة 68 من بيان قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الصادر في يونيو الماضي أن جورجيا وأوكرانيا ستتلقيان خطط عمل العضوية، وهو وعد يتكرر دون جدول زمني أو موعد نهائي في كل قمة للحلف، منذ عام 2008.

وقالت المجلة إنه مع الأخذ في الاعتبار هذه الحقائق، يحتاج كل من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي إلى التفكير "خارج الصندوق"، فيما يتعلق بكيفية دمج أعضاء جوام الأربعة داخل المجتمع الأورو-أطلسي.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، مقالاً في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، مطلع شهر أغسطس، بعنوان "أوكرانيا جزء من الغرب.. على الاتحاد الأوروبي والناتو معاملتها وفق ذلك".

وذكر كوليبا في مقاله: "العواصم الغربية لديها أيضاً فرصة في البلدان الأخرى التي كانت موسكو تسيطر فيها تاريخياً. جيران جورجيا في القوقاز وأرمينيا وأذربيجان، يستحقون عناية خاصة. إن تصحيح هذه العلاقات يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً نحو تعزيز الثقة بين الغرب وتركيا، وهي حليف مهم في الناتو ". 

الحد من النفوذ الروسي

ويرى كوليبا أن التحالف بين تركيا وأذربيجان يمكن أن يحد من النفوذ الروسي. وأوضحت "ناشيونال إنتريست" أن تطورين في جنوب القوقاز يشيران إلى وجود فرصة سانحة لذلك، الأول هو توقيع إعلان شوشا بين تركيا وأذربيجان، الأمر الذي أوجد بحكم الأمر الواقع شراكة استراتيجية وعسكرية بين البلدين، والثاني النقاش حول افتتاح قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان.

وقالت المجلة إن كلا التطورين يقدمان لصانعي السياسة، في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ديناميكية جديدة في جنوب القوقاز، وعلى نطاق أوسع على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، والشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي.

وأشارت إلى أن تركيا، العضو في الناتو، توفر في الواقع مظلة أمنية فوق أذربيجان، فبعد إغلاق القواعد الأميركية في أوزبكستان في عام 2005 وقرغيزستان في عام 2014، ستكون القاعدة العسكرية التركية في أذربيجان هي القاعدة العسكرية الوحيدة غير الروسية في أوراسيا، وهي المنطقة التي اعتبرها الكرملين، منذ فترة طويلة، مجال نفوذه الحصري. 

واعتبرت المجلة أنه يمكن دمج جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان ومولدوفا، بدعم نشط من تركيا - وربما بولندا - في المجتمع الأوروبي الأطلسي، في صيغة "جوام بلس" التي ستعزز الأمن على جانبي الناتو، الشرقي والجنوبي الشرقي، إلى جانب الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي .

ولفتت إلى أنه في هذه المنطقة الكبيرة، تسعى روسيا إلى دمج بيلاروسيا بشكل أوثق في تحالف عسكري، سيكون تهديداً لحلف شمال الأطلسي وجيرانها من خارج الناتو.

"إعلان شوشا"

المجلة الأميركية أفادت أيضا أنه بنفس الطريقة، وبينما يوفر إعلان شوشا بشكل غير مباشر مظلة الناتو فوق أذربيجان، يمكن أن توفر صيغة "جوام بلس" مظلة للناتو فوق جورجيا وأوكرانيا ومولدوفا.

وتزيد الولايات المتحدة من وجودها العسكري في بولندا، من خلال إعادة انتشارها من ألمانيا، مع تحول بولندا إلى مركز ثقل لقوات الناتو في وسط شرق أوروبا.

وتعمل بولندا وأوكرانيا على زيادة تعاونهما الأمني مع تركيا، وكلاهما يشتري طائرات تركية بدون طيار.

وقالت المجلة إن تركيا وبولندا برزتا كلاعبين مؤثرين في منطقتهما، وسيحقق تعاونهما مع جوام بلس مزايا مهمة لجميع البلدان السبعة.

ومن شأن صيغة جوام بلس أن تعزز التعاون الأمني الإقليمي، على الجانب الشرقي لحلف الناتو، والشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي، في وقت تتدهور فيه العلاقات مع بيلاروسيا، وفق "ناشيونال إنترست".

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن روسيا اضطرت إلى قبول الواقع الجديد، المتمثل في تنامي النفوذ التركي في جنوب القوقاز وأوكرانيا على مضض، يجدر التأكيد على أن تركيا وروسيا لديهما مصالح متباينة، في جنوب القوقاز وأوراسيا، على نطاق أوسع، مشيرة إلى أنه، على سبيل المثال، تركيا صوتت دائماً في الأمم المتحدة للتنديد بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وأوضحت المجلة أنه يمكن لحلف الناتو الاستعانة بمصادر خارجية، لبعض المشاريع الدفاعية التعاونية لتركيا، والتي يمكن أن تستخدمها لتعزيز القدرات الدفاعية لأعضاء جوام.

وقالت إنه يمكن أن ينصب التركيز على التعاون العسكري، بهدف تطوير القدرات لردع التهديدات من المجالات الإلكترونية والمعلوماتية وغيرها، وكذلك زيادة التعاون العسكري المشترك والإنتاج.

وأشارت إلى أنه مثالاً على ذلك، الاتفاقات الأخيرة التي أبرمتها تركيا، لإنتاج طائرات تركية بدون طيار، بالاشتراك مع أذربيجان وأوكرانيا وبولندا.

وفي مجال التكامل الاقتصادي، قالت "ناشيونال إنتريست" إنه يمكن لصيغة جوام بلس استغلال موقعها الاستراتيجي، على ممرات النقل بين الشرق والغرب، من خلال إنشاء وتوسيع شبكات الإنتاج الإقليمية القائمة، وإمدادات الطاقة المستقلة عن روسيا.

اقرأ أيضاً: