أزمة تكدس الناقلات في البوسفور تتفاقم.. ولوم غربي لتركيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
ناقلة نفط تنتظر عبور مضيق البوسفور إلى البحر الأسود. 5 ديسمبر 2022 - REUTERS
ناقلة نفط تنتظر عبور مضيق البوسفور إلى البحر الأسود. 5 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي/ إسطنبول - الشرقوكالات

تزايد عدد ناقلات النفط المنتظرة في البحر الأسود للعبور من تركيا صوب البحر المتوسط، فيما ألقى مسؤولون غربيون باللوم على تركيا لـ"تعطيل" وصول شحنات النفط إلى الأسواق العالمية، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وبدأت ناقلات النفط في التكدس قبالة سواحل تركيا، الاثنين، في اليوم الأول من بدء تطبيق سقف الأسعار على الخام الروسي، إذ أعلنت أنقرة في اليوم ذاته، إجراءات جديدة تتعلق بتأمين ناقلات النفط عند عبور مضيق البوسفور.

الإجراء المنفصل عن العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والذي تطبقه تركيا، يلزم السفن بتقديم دليل على التغطية التأمينية خلال مدة الانتقال في مضيق البوسفور لدى التوقف في الموانئ التركية. وتصر حكومة أنقرة على حمل السفن خطاباً من شركة التأمين التي تتعامل معها يضمن تغطيتها التأمينية أثناء مرورها في المياه التركية.

في المقابل، قال مقدمو التغطية التأمينية ضد المخاطر، بما في ذلك الانسكابات والتصادمات، إن الإجراءات التي تطالب بها تركيا لا يمكن ولا ينبغي نشرها في الوقت الراهن، بحسب "بلومبرغ".

وضع متفاقم

وقالت وكالة تريبيكا للشحن، الخميس، إن خمس ناقلات جديدة يزيد طولها عن 200 متر تنتظر شمالي البوسفور للعبور جنوباً صوب البحر المتوسط، بالإضافة إلى 11 ناقلة أخرى تنتظر في المضيق منذ الأربعاء. وأضافت أنه ليس من المقرر عبور أيها بعد.

وأشارت الوكالة إلى أن 9 ناقلات تنتظر العبور من مضيق الدردنيل إلى الجنوب انخفاضاً من 12 قبل يوم. ومن المقرر عبور 3 ناقلات عبر المضيق الخميس، اثنتان في الطريق من توابسي في روسيا إلى الفجيرة في الإمارات، وواحدة في الطريق من توزلا في تركيا إلى سيدي كرير في مصر.

من جانبها، تحدثت وكالة "بلومبرغ"، الخميس، عن اصطفاف 26 ناقلة محمّلة بـ 23 مليون برميل من النفط الكازاخستاني، لعدم قدرتها على عبور مضيقي البوسفور والدردنيل.

وأوضحت الوكالة أنه من الناحية العملية، لا ينبغي أن يخضع النفط الكازاخستاني للعقوبات الغربية المتعلقة بتسقيف سعر النفط الروسي"لكن حقيقة أن السفن التي غادرت من ميناء روسي قد تثير القلق في أنقرة بشأن تأكيد وضعها التأميني". بالمثل، توضح الوكالة "ربما تحجم شركات التأمين عن فكرة كتابة خطابات لشحنات غير خاضعة للعقوبات".

إلى ذلك، قالت "بلومبرغ" إن ناقلة النفط الخام الروسي الوحيدة التي تنتظر مرورها ترسو في بحر مرمرة بالقرب من المدخل الشمالي لمضيق الدردنيل منذ الأربعاء.

مفاوضات مع تركيا

وأفادت "بلومبرغ" بأن بريطانيا والولايات المتحدة تقودان مفاوضات مع المسؤولين الأتراك لإعادة النظر في الإجراءات الإضافية المتعلقة بالتأمين التي تفرضها أنقرة على السفن التي تنقل النفط غير خاضع للعقوبات، من قبيل النفط القادم من كازاخستان.

ولفتت الوكالة إلى أن المفاوضات تبقى "غير ناجحة" حتى الآن.

من جانبها، أكدت وكالة "رويترز" أن المحادثات بين الغرب والمسؤولين أتراك بشأن إجراءات لحل مشكلة اصطفاف الناقلات في المنطقة متواصلة.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في وزارة الخزانة البريطانية قوله إن "تلك المحادثات تنعقد بعد أن طبقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي قيوداً جديدة في الخامس من الشهر الجاري على صادرات النفط الروسية".

واتفقت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على منع مقدمي خدمات الشحن، مثل شركات التأمين، التعامل مع صادرات الخام الروسية ما لم تبع وفقاً لسقف سعر حددوه للخام الروسي بهدف حرمان موسكو من إيرادات النفط في وقت الحرب.

ويسمح الاتفاق بشحن النفط الروسي إلى دول أخرى باستخدام ناقلات من دول مجموعة السبع والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وشركات التأمين والمؤسسات الائتمانية، إن كانت الشحنة مشتراة عند السقف المحدد لسعر البرميل، وهو 60 دولاراً للبرميل، أو دونه.

وتشدد الولايات المتحدة على أن تحديد سقف سعر النفط الروسي ليس مسؤولاً عن تأخر عبور ناقلات النفط من المياه التركية، وتلقي بمسؤولية ذلك على الإجراءات الجديدة التي تطبقها روسيا.

 وقال والي أديو نائب وزير الخزانة الأميركية لنائب وزير الخارجية التركي سادات أونال في مكالمة هاتفية، الأربعاء، إن سقف السعر ينطبق فقط على النفط الروسي ولا يستتبع بالضرورة عمليات فحص وتفتيش إضافية على السفن التي تمر عبر المياه الإقليمية التركية، وفقا لما ذكرته وزارة الخزانة الأميركية.

انتقادات غربية لتركيا

وأفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" بأن مسؤولين غربيين انتقدوا الإجراءات الجديدة التي فرضتها تركيا على الناقلات التي تحمل النفط غير خاضع للعقوبات الغربية، مشدداً على أن إجراءات أنقرة "غير ضرورية".

وقال مسؤول غربي للصحيفة إن "معظم السفن التي تنتظر العبور محملة بنفط مصدره الأصلي هو كازاخستان"، مضيفاً أن هذه "الناقلات لا يجب أن تخضع لسقف الأسعار (المفروض على النفط الروسي) تحت أي سيناريو". وشدد على أنه "لا يجب إجراء أي تغيير في قواعد التأمين التي كانت مفروضة عليها خلال الأسابيع والأشهر السابقة".

واعتبر المسؤول، الذي شارك في مفاوضات تحديد سقف لسعر النفط الروسي، أن إجراءات التأمين الجديدة "هي قرار اتخذته تركيا بشكل أحادي"، و"تعطيل نقل النفط الحاصل حالياً هو نتيجة لقواعد تركيا الجديدة، وليس مترتباً عن تحديد سقف لسعر النفط الروسي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات