رئيس الاتحاد الإفريقي الجديد يتعهد بإيجاد حل لأزمة سد النهضة

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي  - AFP
رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي - AFP
أديس أبابا-أ ف ب

تعهد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، الأحد، أن يواصل خلال فترة توليه رئاسة الاتحاد الإفريقي السعي لإيجاد حل للنزاع المزمن القائم بشأن سد النهضة الذي تبينه إثيوبيا على النيل الأزرق.

وتولى تشيسيكيدي الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي لمدة عام خلفاً للرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، خلال قمة لقادة دول الاتحاد عقدت عبر الإنترنت في نهاية الأسبوع.

وفي ختام القمة التي استمرت يومين قال تشيسيكيدي إن هناك "نيّة لإيجاد حلول تقود إلى تسوية سلمية للخلافات بين الدول، وخصوصاً إيجاد حلول لمشكلات تزرع الشقاق بين مصر والسودان وإثيوبيا على خلفية بناء سد النهضة على النيل الأزرق".

 

موقف أطراف الأزمة

ومنذ عام 2011، يثير مشروع سد النهضة توتراً في منطقة القرن الإفريقي، في حين لم تثمر المفاوضات بين الدول الثلاث اتفاقاً حول تعبئته وتشغيله.

وتؤكد إثيوبيا أن الطاقة الكهرمائية المنتجة في السد ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة، وتصر على أن إمدادات المياه في دول المصب لن تتأثر.

وتعتبر مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير 97% من احتياجاتها من المياه أن السد يشكل تهديداً وجودياً لها.

وفي آخر حديث له، طمأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين بشأن موقف القاهرة من سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.

ودعا السيسي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" عبر "MBC مصر"، السبت، المصريين إلى عدم القلق، مؤكداً أن البلاد ستصل إلى نتيجة بالتفاوض والصبر وثبات المصريين وعدم قلقهم.

وقال: "إن مصر تقاتل عبر عملية التفاوض للحفاظ على حقوقها في هذا الموضوع، وهذا هو المسار الذي نتحرك فيه".

 

ويأمل السودان أن يسهم السد الجديد في الحد من الفيضانات التي تشهدها البلاد سنوياً، ولكنه يخشى في المقابل أن يؤثر عدم التوصل إلى اتفاق حول تشغيله سلباً على سدوده وخصوصاً سدَّي "الرصيرص ومروي".

أعمال الملء الثاني

وكانت أديس أبابا أعلنت في يوليو الماضي تحقيق هدفها بملء سد النهضة للعام الأول، وأكدت مؤخراً أنها ستواصل أعمال الملء خلال الشتاء المقبل، دون انتظار التوصل إلى اتفاق مع الخرطوم والقاهرة حول هذه المسألة الخلافية.

والسبت، حذّر وزير الري السوداني ياسر عباس في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" من أنه "إذا تم الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، فهذا تهديد مباشر لأمننا القومي".

ولم يحدد الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي النهج الذي ينوي اعتماده في ما يتعلّق بسد النهضة خلال ولايته، علماً أن الاتحاد انخرط سابقاً في جولات تفاوض لم تثمر، بينها جولة جرت الشهر الماضي.

واتهم وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليش بيكيلي، السودان ومصر بعرقلة المفاوضات. وقال: "لم تتمكن مصر والسودان من التوصل إلى اتفاق، وتتساءل إثيوبيا إذا كانت دولتا المصب تريدان التوصل إلى اتفاق أم لا"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإثيوبية.

وصرّح الوزير الإثيوبي للصحافيين في أديس أبابا: "نتوقع من تشيسيكيدي بصفتنا دولة عضواً في الاتحاد الإفريقي أن يضطلع بدوره في محادثات سد النهضة بالشكل المناسب، من دون المس بحقوق أحد".

ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء.

ويوفر النيل الأزرق الذي يلتقي بالنيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم الغالبية العظمى من  مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.