أوديسا.. بوابة "الهيمنة الروسية" على البحر الأسود

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود من اللواء الـ35 للجيش الأوكراني ينتشرون في أوديسا - أوكرانيا - via REUTERS
جنود من اللواء الـ35 للجيش الأوكراني ينتشرون في أوديسا - أوكرانيا - via REUTERS
دبي-الشرقوكالات

تستعد القوات الروسية لشن هجوم واسع على مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، مع مواصلة الجيش الروسي ضغطه على جنوب أوكرانيا، في اليوم الحادي عشر من الغزو.

وقال مسؤول في استخبارات غربية لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن "الاستيلاء على أوديسا سيشكل تحدياً للقوات الروسية لأن الجنود الأوكرانيين كانوا يعدون مواقع دفاعية لمواجهة أي هجوم بري".

وسيطرة روسيا على أوديسا ثالث أكبر مدن أوكرانيا، ومينائها الرئيسي على ساحل البحر الأسود، تمنحها "هيمنة كبيرة" على سواحل البحر الأسود، بجانب اقترابها من القوات الانفصالية الموالية لموسكو داخل منطقة ترانسدنيستريا في جمهورية مولدافيا على الحدود الأوكرانية.

وأضاف المسؤول في الاستخبارات الغربية أن "القوات الروسية يمكنها استخدام قطعها البحرية في البحر الأسود لغزو المدينة"، ولكنه لفت إلى أنه "لا توجد أدلة على أنهم اتخذوا قراراً مؤكداً".

وكان مسؤولون أميركيون رجحوا تعرّض أوديسا إلى هجوم برمائي روسي، بعد رصد توجه عدة سفن حربية من شبه جزيرة القرم إلى المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا، بحسب شبكة "فوكس نيوز".

واحتلال روسيا ما تبقى من سواحل أوكرانيا وصولاً إلى دلتا الدانوب، يضعها على تماس مباشر مع رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.

"ليست مهمة سهلة"

وتوقع المسؤول لـ"فايننشال تايمز"، أن تكون التأخيرات العسكرية الروسية قد مكنّت أوكرانيا من تعزيز وضعها الدفاعي إلى حد كبير، ما يجعل العمليات البرمائية أكثر صعوبة، مضيفاً أن "هناك تهديداً برياً وبحرياً لأوديسا، لكن روسيا ستحتاج إلى مزيد من الوقت للقتال".

ورصدت شبكة "سي إن إن" تشكيل الأوكرانيين في مدينة أوديسا سلسلة بشرية لملء حقائب رملية استعداداً لهجوم روسي محتمل، إذ عكفت مجموعة من الشباب على تعبئة أكياس رمل من الشاطئ، ووضعها في شاحنات لنقلها إلى وسط المدينة.

وغرقت سفينة شحن مملوكة لإستونيا قبالة سواحل أوديسا، الخميس، إثر قصف مدفعي، واتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بالوقوف خلف ذلك.

خطوط الهجوم على المدينة

وتعد أوديسا مدينة استراتيجية في جنوب أوكرانيا، فهي ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا ويبلغ عدد سكانها مليون شخص، وبها ميناء هام، مما يجعلها هدفاً مؤكداً للقوات الروسية التي فرضت حصاراً على موانئ أخرى في الشرق.

ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن من الممكن أن تهاجم روسيا أوديسا من السفن الحربية الموجودة في البحر الأسود، أو من الشرق حيث تسيطر القوات الروسية على ميناء خيرسون، كما أنها تقدمت شمالاً إلى ميكولاييف.

كما يمكن أن تأتي الهجمات على أوديسا من الغرب، حيث تنتشر القوات الروسية في جيب ترانسنيستريا الانفصالي بمولدوفا، على طول رقعة من الحدود مع مولدوفا وأوكرانيا.

من جانبه، قال المدير العام لمركز الاستراتيجية الجديدة للدراسات، الروماني جورج سكوتارو لوكالة "فرانس برس": "نتوقع هجوماً قريباً على أوديسا".

ورأى مساعد مدير المرصد الفرنسي الروسي المتخصص في البحرية الروسية ايجور دولانوي للوكالة الفرنسية، أنه "إذا استولوا على أوديسا ربما يذهبون حتى مولدافيا، ويرسمون هلالاً للسيطرة تماماً على السواحل الأوكرانية، ما يحرم البلد منفذاً بحرياً".

وأضاف دولانوي: "ذلك سيسمح لهم بزيادة طول سواحلهم، وتعزيز هيمنتهم على البحر الأسود".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات