أعلنت السلطات التركية، الجمعة، السيطرة على معظم حرائق الغابات التي اجتاحت سواحل تركيا على البحر المتوسط، والتي أودت بحياة أربعة أشخاص، ودفعت السلطات إلى إخلاء عشرات القرى من قاطنيها، بينما لا يزال لبنان، يكافح لليوم الثالث على التوالي، لإخماد حرائق نشبت في غابات ومناطق حرجية شمالي البلاد.
وقال وزير الزراعة التركي بكر باكديميرلي: "تمت السيطرة على 57 حريقاً من أصل 71 اندلعت في أنحاء البلاد".
واندلعت حرائق منفصلة في غابات منافغات وألانيا وأضنة ومرسين وبودروم ومرمريس، بالقرب من المواقع السياحية المطلة على البحر المتوسط في جنوب تركيا، لكنّها سرعان ما وصلت إلى مناطق مأهولة بالسكان بسبب الرياح العاتية.
وأسفرت الحرائق عن مقتل أربعة أشخاص، أحدهم شاب يبلغ من العمر 25 عاماً كان في طريقه لمدّ يد العون في منطقة أتت عليها النيران في مرمريس، وفقاً لقناة "إن تي في" التركية.
والتهمت النيران عشرات المنازل والحقول والإسطبلات في قرى عديدة.
وأمام اتّساع رقعة الحريق، أخلت السلطات عشرات القرى من سكّانها، كما أخلت فندقاً في مدينة بودروم السياحية من نزلائه.
وأعلنت ولاية إسطنبول فرض حظر دخول للغابات طيلة أغسطس المقبل، على خلفية ارتفاع درجات الحرارة وازدياد سرعة الرياح، وللحيلولة دون حدوث حرائق جديدة.
وأوضحت أن القرار يشمل دخول جميع الغابات في إسطنبول، وحظر الوقوف والاستراحة بجانب الطرقات التي تمر من الغابات أو من جوانبها، وكذلك يمنع منعاً باتاً جميع رحلات التنزه في الغابات، وإيقاد النيران للشواء، أو لأي سبب آخر.
يشار إلى أن ولايات أزمير وجناق قلعة وغازي عنتاب وبالك أسير وأيدن وبورصة، قررت أيضاً حظر دخول الغابات، على خلفية ارتفاع درجات الحرارة وإمكانية حدوث حرائق.
جهود لبنانية
في لبنان، تكافح السلطات، لليوم الثالث على التوالي، لإخماد حرائق نشبت في غابات ومناطق حرجية شمالي البلاد، وقضت على مساحات واسعة من أشجار الصنوبر، فيما تواصل تمدّدها مهددة منازل وحقولاً زراعية.
وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عباس مرتضى، لوكالة "فرانس برس"، إن "الحريق يمتد بشكل واسع وينتشر في الاتجاهات كافة بسبب الرياح"، مشيراً إلى تمدد ألسنة النيران إلى الأراضي السورية المجاورة.
وأضاف: "لا يتوفر لدى الدولة اللبنانية العديد من الطوافات" التي تُستخدم عادة لإطفاء الحرائق الكبيرة.
والجمعة، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن "الحرائق خرجت عن السيطرة في منطقة جبل أكروم" المحاذية للحدود مع سوريا، وأن رقعة النيران توسّعت ليلاً "بشكل كبير.. واقتربت من البساتين والحقول الزراعية".
ولم تصدر حتى الآن أي تقديرات رسمية لإجمالي الخسائر أو حجم الحرائق والأضرار، فيما أُعلنت وفاة فتى يبلغ من العمر 15 عاماً خلال تطوّعه مع أبناء بلدته لإخماد النيران.
وباشرت طوافتان تابعتان للجيش اللبناني، صباح الجمعة، "طلعاتهما لإخماد النار، بعدما تم تركيب بركة مياه في أحد الحقول القريبة من موقع الحريق". وعمل الصليب الأحمر على إسعاف أحد المتطوعين بعدما أصيب بحالة اختناق جراء استنشاق الدخان.
وأوضح مدير عمليات الدفاع المدني، جورج أبو موسى، لوكالة "فرانس برس"، أن فرق الإطفاء تجتهد لاحتواء الحريق لكن "ثمة أماكن لا نستطيع الوصول إليها". وأعرب عن أمله بالحصول على "مساعدة الدول الصديقة، مثل قبرص واليونان وسوريا".
وفي أكتوبر 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة في لبنان وحاصرت مدنيين في منازلهم، وسط عجز السلطات، التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها، ما اعتبره اللبنانيون حينذاك دليلاً إضافياً على إهمال وعدم كفاءة السلطات.
وأثارت تلك الحرائق غضباً واسعاً حتى إنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر 2019.
سوريا تخمد النيران
وفي سوريا، أعلنت السلطات احتواءها الحرائق الممتدة من الأراضي اللبنانية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مدير الدفاع المدني، سعيد العوض، أنه تم "إخماد الحريق الذي امتد من الأراضي اللبنانية باتجاه قرية أكوم في منطقة القصير، بالكامل".