أول أيام اجتماعات الأمم المتحدة: كورونا و"حرب باردة" وانتقادات

time reading iconدقائق القراءة - 15
الرئيس الصيني شي جين بينغ متحدثاً في كلمة مسجلة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة - via REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينغ متحدثاً في كلمة مسجلة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة - via REUTERS
دبي-الشرق

التأكيد على التعاون الدولي ورفض الهيمنة وتبادل الانتقادات، كانت العناوين البارزة في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال أول أيام اجتماعها الافتراضي، الثلاثاء، حيث ألقى العديد من زعماء العالم كلمات، نُقلت عبر الفيديو إلى القاعة شبه الخالية في مقر المنظمة بنيويورك.

مشاركة واسعة، شهدتها اجتماعات المنظمة، بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيسها، وقد استهلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، بكلمة تناولت العديد من القضايا، وسط دعوات إلى التأكيد على الالتزام بالتعاون الدولي متعدد الأطراف.

 "حرب باردة" جديدة

وفي كلمته، حث غوتيرش، على تضافر الجهود العالمية لحل الأزمات بالسبل السلمية والوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً أن "العالم لا يتحمل تكلفة النزاع بين القوتين العظميين، وحربهما التكنولوجية والاقتصادية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة والصين، معتبراً أنه من الضروري العمل على تفادي حدوث "حرب باردة" جديدة.

وفي معرض حديث غوتيرش عن التحديات التي تواجه العالم في وقتنا الحالي، وأبرزها الصراعات المسلحة، وأزمة الفقر، شدد على ضرورة تضافر الجهود لمكافحة وباء كورونا، وناشد باتخاذ "قرار جاد لوقف إطلاق النار في مناطق النزاع كافة"، وشدد على ضرورة أن ينتهي الاقتتال في سوريا واليمن وليبيا.

وأشار غوتيرش إلى أن الجائحة غيرت حياة مليارات الناس حول العالم، وخاصة ما يتعلق بأساليب الحياة والعمل، مؤكداً أن هذه التجربة تعتبر درساً في أهمية ووزن الخيارات التي تتخذها الدول، وأضاف: "لقد أجبرت الأزمة الكثير من الدول على ضخ تريليونات الدولارات لدعم الاقتصاد، ولذلك يجب أن تكون خياراتنا مفيدة، وأن نتوحد في موجهة الجائحة".

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة من مخاطر المجاعة في البلدان الفقيرة، مثل اليمن والكونغو والسودان وغيرها، وأكد أهمية تضافر الجهود العالمية لمساعدة المحتاجين حول العالم، وقال أيضاً "لن نتوقف عن العمل لإحلال السلام".

ورغم دعوات الأمين العام للأمم المتحدة للتهدئة، غير أنّ حرباً كلامية، واتهامات متبادلة، تصدرت المشهد بين الولايات المتحدة والصين، على خلفية تصريحات تصعيدية لرئيسي البلدين.

ترمب ومحاسبة الصين

كما كان متوقعاً، جاءت الكلمة المسجلة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، متضمنة تصريحات نارية شديدة اللهجة، إذ شن هجوماً حاداً على الصين وإيران ومنظمة الصحة العالمية، معتبراً أن "العالم يعيش صراعاً"، و"قد أعلنا منذ البداية حرباً علنية ضد الفيروس الصيني الذي ضرب الكثير من بلدان العالم".

وتابع ترمب: "الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية التي تتحكم بها بكين"، بحسب وصفه، "أعلنتا زوراً أنه ليس هناك ما يثبت انتقال الفيروس إلى الناس، ونشرا معلومات مضللة حول كورونا، ولذلك على الأمم المتحدة محاسبة الصين على أفعالها"، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قامت بأكبر تعبئة عامة منذ الحرب العالمية الثانية، وصنعت الكثير من أجهزة الإنعاش وأرسلت الكثير منها إلى بلدان عديدة.

وتابع ترمب: "كنا السباقين في إيجاد العلاجات المنقذة للأرواح، وبفضل جهودنا توصلنا إلى 3 لقاحات في المرحلة الأخيرة من التجارب، وأنتجنا كميات هائلة لإتاحتها للناس، وسننتصر على الفيروس ونبدأ عهداً جديداً من الاستقرار والسلام".

واتهم ترمب الصين بأنها مسؤولة عن نسبة كبيرة من التلوث البيئي العالمي، وقال: "الصين ترمي ملايين الأطنان من البلاستيك سنوياً، وتُدمر مساحات شاسعة من الأراضي، وتسمح بانتشار الزئبق السام، وتساهم أكثر من الولايات المتحدة بمقدار الضعف في انبعاثات الكربون".

في سياق مختلف، أشار ترمب إلى أن "الولايات المتحدة لديها اليوم أقوى جيش في العالم"، لافتاً إلى أن بلاده أنفقت 2.5 تريليون دولار على عملية التسليح خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكداً صحة قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات عليها: "انسحبنا من الاتفاق الفاشل وعاقبنا الدولة الأولى في رعاية الإرهاب".

وأضاف: "وضعنا حداً لتجاوزات الصين الاقتصادية، وأقمنا شراكات تاريخية مع بعض الدول لوقف تهريب البشر، ونقف مع شعوب كوبا، ونيكاراغوا، وفنزويلا، في كفاحهم من أجل حريتهم، واقتلعنا تنظيم داعش الإرهابي وقتلنا قاسم سليماني، وأنجزت اتفاق سلام بين صربيا وكوسوفو، وقعنا اتفاق سلام تاريخي في الشرق الأوسط بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وستتبعها الكثير من الدول، وهذا سيخدم الشرق الأوسط والعالم.

وقال ترمب أيضاً: "بينما نتحدث الآن، تعمل الولايات المتحدة أيضاً على إنهاء الحرب في أفغانستان، وسنعيد جنودنا إلى الوطن"، وختم كلمته: "أميركا تصنع السلام الذي يأتي من القوة، فأسلحتنا اليوم أقوى من أي وقت مضى، ولا نريد أن نضطر لاستخدامها، وعندما توليت الرئاسة رفضت كل مقاربات الماضي الفاشلة، وقررت أن تكون الولايات المتحدة في المقام الأول، وعلى باقي الدول أن تحذو حذونا".

"سياسة التنمر الأميركية"

أما الرئيس الصيني شي جين بينغ، فأطلق تصريحات لاذعة تجاه السياسة الأميركية، منتقداً ما وصفه بـ"سياسة التنمر الأحادية التي تتبعها دولة معينة"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وقال خلال كلمته إنه "لا يحق لأي دولة الهيمنة على الشؤون العالمية، والسيطرة على مصائر الآخرين"، معتبراً أنه "لا يجب السماح لدولة ما، بالتصرف بأساليب تنطوي على اتجاه نحو الهيمنة أو التنمر أو افتراض أنها تتولى رئاسة العالم".

وانتقد الرئيس الصيني أيضاً ما اعتبره "محاولات من بعض الدول للسيطرة على الأمم المتحدة عبر التلويح بالقوة"، ودعا الدول الكبرى إلى دعم سيادة القانون الدولي والتمسك بها.

وأضاف بينغ، أن "عقلية الحرب الباردة ليست حلاً للمشكلات الخاصة ببلد معين، فما نحتاج إلى فعله هو استخدام الحوار بدلاً من الصراع، والتشاور بدلاً من الإكراه".

واعتبر أنه لا ينبغي السيطرة على الأمم المتحدة من جانب "أولئك الذين يلوحون بقبضة قوية للآخرين"، مشيراً إلى أن الدول الكبيرة يجب أن تكون مثالاً يحتذى به في دعم سيادة القانون الدولي والتمسك بها، وفي الوفاء بتعهداتها. يجب ألا تكون هناك ممارسة للاستثنائية أو المعايير المزدوجة، وينبغي عدم تشويه القانون الدولي أو استخدامه ذريعة لتقويض الحقوق والمصالح الشرعية للبلدان الأخرى أو السلام والاستقرار العالميين".

وقال بينغ إن "عقلية الحرب الباردة والخطوط الإيديولوجية أو اللعبة الصفرية ليست حلاً للمشكلات الخاصة ببلد معين، فما نحتاج إلى فعله هو استخدام الحوار بدلاً من الصراع، والتشاور بدلاً من الإكراه."

بوتين واللقاح الروسي

وعلى عكس سابقيه، لم تتضمن كلمة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أي لهجة تصعيدية، وركز على أزمة كورونا، حيث تعهّد بتوزيع اللقاح الذي صممته روسيا ضد الفيروس لكل الراغبين فيه من موظفي الأمم المتحدة، داعياً لعقد مؤتمر دولي حول إنتاج الأمصال.

وقال بوتين، خلال مشاركته في الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "القدرات العلمية والإنتاجية والخبرة السريرية للأطباء الروس مكنتهم من تصميم مجموعة أنظمة فحوص وأدوية طبية لرصد وعلاج فيروس كورونا، ليتم لاحقا تسجيل أول لقاح ضد في العالم وهو سبوتنيك7".

وأردف: "أكرر أننا منفتحون ومصممون تماماً على الشراكة، وفي هذا السياق نتقدم بمبادرة لعقد مؤتمر افتراضي في أسرع وقت ممكن على مستوى عال بمشاركة الدول المهتمة بالتعاون في مجال إنتاج لقاحات ضد فيروس كورونا".

وأكد بوتين استعداد روسيا لمشاركة خبراتها، ومواصلة العمل مع كل الدول والمؤسسات الدولية، لافتاً إلى أن ذلك ينطبق أيضاً على "توريد اللقاح الروسي، الذي أثبت سلامته وأمنه وفعاليته، إلى البلدان الأخرى."

ميركل تنتقد

وانتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ما وصفته بتخلف الأمم المتحدة عن مثلها العليا في كثير من الأحيان بسبب المصالح الفردية للدول الأعضاء والتي تمنع المنظمة من العمل كما يجب، داعيةً  إلى إجراء إصلاحات في المنظمة ومجلس الأمن.

واعتبرت أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – والذي يعد أهم هيئاتها – “يتعطل” في كثير من الأحيان عندما تكون هناك حاجة لقرارات واضحة، محذرة “نحن بحاجة إلى إصلاحات”، “يجب أن تتطور الأمم المتحدة لمواجهة التحديات العالمية في القرن الحادي والعشرين”.

وخلال رسالتها المسجلة، قالت ميركل أيضاً إن "من يعتقد أنه يستطيع أن يكون أفضل بمفرده مخطئ، إن رفاهيتنا شيء نتشاركه، ومعاناتنا أيضاً”، وأشارت إلى أن جائحة كورونا تظهر أن “المشكلات العالمية تتجاوز الحدود الوطنية، وتستلزم على جميع الأصعدة التفاهم والتعاون”.

ماكرون يحذر

وبدروه، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما وصفه بـ"العراقيل التي تحول دون ممارسة الأمم المتحدة لدورها في إيجاد حلول للمشكلات عالمية"، داعياً المجتمع الدولي إلى "بناء تحالفات جديدة".

واعتبر ماكرون، في كلمته المسجلة، إن"العالم لا يمكن اختزاله بالخصومة بين الصين والولايات المتحدة. وبشأن الصراع الليبي، قال إن "العمل جار على اجتماع جميع جيران ليبيا مع الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدة في إيجاد حل للأزمة".
وقال: "لسنا محكومين جماعياً.. بأن نكون في شكل ما مجرد شهود على عجز جماعي".

وبشأن الملف النووي الإيراني، أكد الرئيس الفرنسي أنه يتعين وضع إطار عمل ضمن اتفاق 2015 النووي لضمان ألا تحوز إيران أسلحة نووية مطلقاً، وفي الوقت نفسه يتصدى لبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، بحسب تعبيره.

قلق مصري

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن قلق الأمة المصرية يتصاعد حيال مشروع سد النهضة الذي تُشيده إثيوبيا، محذراً من مخاطر استمرار المباحثات دون التوصل لأية حلول.

وأضاف، في كلمته، أن مصر أمضت عقداً كاملاً تقريباً في مفاوضات مضنية مع السودان وإثيوبيا للتوصل إلى اتفاق يُنظم عملية الملء والتشغيل للسد، ويحقق التوازن المطلوب للتنمية لإثيوبيا، ويضمن مصالح مصر المائية.

وتابع السيسي: "خضنا على مدى العام الجاري جولات متعاقبة من المفاوضات المكثفة حيث بذلت حكومة الولايات المتحدة جهوداً لتقريب مواقف الدول الثلاث، كما انخرطنا بكل صدق في النقاشات التي جرت بمبادرة من رئيس وزراء السودان، ومن بعدها في الجولات التفاوضية التي دعت إليها جمهورية جنوب إفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، إلا أن تلك الجهود لم تسفر للأسف عن النتائج المرجوة منها.

وأكد السيسى أن نهر النيل ليس حكراً لطرف، ومياهه بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء، وتابع: " لقد أكدت تلبية مجلس الأمن دعوة مصر، لعقد جلسة تشاور في 29 يونيو الماضي خطورة وأهمية هذه القضية، واتصالها المباشر بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية دفع كافة الأطراف للتوصل إلى الاتفاق الذي يحقق مصالحنا المشتركة."

واعتبر السيسي أنه لا ينبغى أن يمتد أمد التفاوض في قضية سد النهضة إلى ما لا نهاية، في محاولة لفرض الأمر الواقع، بحسب تعبيره، مضيفاً: "شعوبنا تتوق إلى الاستقرار والتنمية وإلى حقبة جديدة واعدة من التعاون".

وطالب الرئيس المصري خلال كلمته بتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة،  وعاصمتها القدس الشرقية لكي يعم السلام والأمن كل شعوب المنطقة، بحسب قوله.

وأكد السيسي أن مصر ستتصدى لتجاوز الخط الأحمر "سرت – الجفرة" دفاعا عن أمنها القومي، وسلامة شـعبها، كما جدد الدعوة لكل الأطراف الليبية للعودة إلى المسار السياسي، بناء على اتفاق الصخيرات ومؤتمر ميونخ، مؤكداً أن مصر ستواصل دعم ليبيا للتخلص من "التنظيمات الإرهابية والمليشيات، ووقف التدخل السافر من بعض الأطراف الإقليمية التي عمدت إلى جلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، تحقيقاً لأطماع معروفة.. وأوهام استعمارية ولى عهدها".

حوار "شرق المتوسط"

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الحوار بين دول شرق المتوسط لحل الخلافات، لكنه أكد في كلمته المسجلة أيضاً أن "أي محاولات لحرمان بلاده من حقوقها ومصالحها في شرق البحر الأبيض المتوسط ستكون غير مجدية"، بحسب تعبيره.

واعتبر أن "الخطوات أحادية الجانب التي تتخذها اليونان وقبرص منذ عام 2003 هي سبب المشكلات في المنطقة"، بحسب تعبيره.

واقترح الرئيس التركي، عقد مؤتمر دولي للحوار بين أطراف الصراع، بمشاركة "جمهورية شمال قبرص التركية"، وفقاً لكلمته. 

وتأتي هذه التصريحات قبل يومين من قمة أوروبية مخصصة للأزمة في شرق المتوسط، وبالتزامن مع إعلان الرئاسة التركية أن أنقرة وأثينا مستعدتان لبدء مفاوضات بشأن خلافاتهما.

كما شارك أردوغان في قمة ثلاثية عبر تقنية الفيديو، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وبحسب بيان للرئاسة التركية، تم التأكيد على ضرورة خفض التوتر شرق المتوسط، وتفعيل قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة.

روحاني يهاجم

وفي كلمته الموجهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه لا يمكن لواشنطن، أن تفرض على إيران "لا الحرب ولا المفاوضات"، مشدداً على أن العقوبات الأميركية ضد طهران "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف روحاني، أن إيران التزمت بالاتفاق النووي على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة منه، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يواجه أقسى أنواع العقوبات، وفق تعبيره، وتابع: "العدو يتحدث عن حقوق الإنسان في وقت يمارس الضغوط القصوى على حق الإيرانيين في الحياة".

واعتبر روحاني أن "العصر الحالي ليس عصر البلطجة والتنمر.. الأمة الإيرانية لا تستحق العقوبات، والإرهاب ليس مكافأتنا على محاربتنا الإرهاب، ومكافأة السلام ليست الحرب، كما لسنا ورقة مساومة في الانتخابات الأمريكية وحان الوقت لنقول لا للتنمر والغطرسة".

وتوجه روحاني بالشكر إلى الأعضاء الـ 13 في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً روسيا والصين، على "رفضهم بحزم ضد المساعي الأمريكية" لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.