روسيا: العقوبات الأوروبية تضر من فرضها ولا تفاوض بشأن زابوروجيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة الجسر الذي يربط بين البر الرئيسي الروسي وشبه جزيرة القرم - 5 ديسمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة الجسر الذي يربط بين البر الرئيسي الروسي وشبه جزيرة القرم - 5 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

قالت روسيا إن العقوبات الصادرة ضدها تضر الدول الأوروبية التي فرضتها، مشددة على أنه لا تفاوض بشأن محطة زاوبورجيا النووية، فيما قلل الاتحاد الأوروبي من أهمية مقترح فرنسي بتوفير ضمانات أمنية لموسكو من اجل حل النزاع في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، إن العقوبات المناهضة لروسيا تضر بالدول الأوروبية التي فرضتها، لافتاً إلى أن بلاده تجيد التكيف معها.

وأضاف في تصريحات للصحافيين: "من الواضح أن بعض المشكلات تنشأ بسبب العقوبات، على الرغم من أنها لم تكن حرجة حتى الآن. ويرى المتخصصون تماماً عملية تكيف الاقتصاد الروسي مع تلك الظروف، ومن غير المهني إنكار ذلك"، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

وتابع بيسكوف: "علاوة على ذلك، ربما يكون من غير المهني إخفاء الضرر الذي تسببه العقوبات للدول الأوروبية، أعني في ما يتعلق بالعقوبات التي فرضها الأوروبيون علينا. هذا الضرر واضح، مثل الضرر الذي لحق بالاقتصاد الألماني، وجميع المتخصصين لدينا والمتخصصين في بروكسل والمتخصصين في برلين يدركون ذلك تماماً".

جاءت تصريحات بيسكوف رداً على تصريحات للمستشار الألماني أولاف شولتز اعتبر فيها أن تأثير العقوبات على موسكو يزيد بشكل أسبوعي.

وفي وقت سابق، قال شولتز في مقال رأي بمجلة "فورين أفيرز" إنه منذ بداية العمليات العسكرية في أوكرانيا، كان من الواضح أن العقوبات ستبقى لفترة طويلة من الزمن، وأن فعالية تلك القيود تزيد من أسبوع لآخر.

وأضاف أن موسكو يجب أن تفهم أنه لن يتم رفع أي قيد إذا حاولت روسيا إملاء شروط معاهدة للسلام. 

وقال شولتز إن "ألمانيا بالتنسيق مع شركائها تقف على أهبة الاستعداد للتوصل إلى ترتيبات للحفاظ على أمن أوكرانيا كجزء من تسوية سلمية محتملة بعد الحرب"، مشدداً على أن من أجل إنهاء الصراع في أوكرانيا يجب على روسيا سحب قواتها. 

وأضاف: "رسالتنا إلى موسكو واضحة جداً: نحن مصممون على الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو ضد أي عدوان محتمل. سنحترم تعهد الناتو الرسمي بأن الهجوم على أي حليف سيعتبر هجوماً على الحلف بأكمله".  

وتابع: "كما أوضحنا لروسيا أن خطابها الأخير بشأن الأسلحة النووية مُتهور وغير مسؤول".

لا مفاوضات حول زابوروجيا

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنه لا توجد مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا بشأن إنشاء منطقة آمنة حول محطة زابوروجيا للطاقة النووية.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية: "لا يمكن أن يكون هناك حديث عن أي انسحاب من محطة زابوروجيا للطاقة النووية من سيطرة روسيا أو نقل الإدارة إلى "الطرف الثالث".

وأضافت: "روسيا وحدها القادرة على ضمان السلامة النووية والمادية في محطة زابوروجيا للطاقة النووية".

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف نفى في وقت سابق، التقارير بشأن الخطط المزعومة لانسحاب روسيا من مدينة إنرجودار ومحطة زابوروجيا للطاقة النووية.

ضمانات أمنية لروسيا

من جانبه، شدّد مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، على أن حل النزاع الدائر في الأراضي الأوكرانية يتطلب حتماً تقديم "ضمانات أمنية لأوكرانيا"، أما بالنسبة إلى ضمانات مماثلة لروسيا فمسألة "تُبحث لاحقاً".

يأتي موقف بوريل إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى فيها استعداده لتقديم ضمانات أمنية لموسكو من اجل حل النزاع في أوكرانيا.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال ندوة نظمها معهد "جاك ديلور"، إن "الخروج من الحرب يجب أن يكون باحترام الشرعية الدولية"، موضحاً أن الأمر يتطلب تسديد موسكو تعويضات مالية والبت قضائياً في جرائم الحرب وانسحاب القوات الروسية وتقديم "ضمانات أمنية لأوكرانيا".

وأضاف: "بالنسبة لروسيا، سنبحث لاحقاً في الأمر"، في إشارة ضمنية إلى التصريح الذي أدلى به الرئيس الفرنسي.

وكان ماكرون أوضح، السبت، أنه بحث لساعات عدة مع نظيره الأميركي جو بايدن في "هيكلية أمنية" للمستقبل، مشيراً إلى ضرورة توفير "ضمانات أمنية لروسيا حين تعود إلى طاولة" المفاوضات.

وأثارت تصريحات ماكرون انتقادات من جانب أوكرانيا ودول في شرق أوروبا تطالب باتباع نهج أكثر تشدداً حيال روسيا وتتهم غالباً الرئيس الفرنسي بأنه متسامح جداً مع موسكو ومنفتح جداً تجاهها، وهو ما تنفيه باريس التي تؤكد دعمها لكييف مع بقية الدول الأوروبية.

وعبر تغريدة في "تويتر" ندّد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف بتصريحات ماكرون، بقوله: "هل من أحد يريد توفير ضمانات أمنية لدولة إرهابية وقاتلة؟".

وفي تغريدة أيضاً اعتبر وزير الخارجية الليتواني جابرييليوس لاندسبيرجيس أنه "علينا أن نبدأ بخلق (هذه الهيكلية الأمنية) مع أوكرانيا وليس مع روسيا"، فيما اعتبر نائب رئيس الوزراء اللاتفي أرتيس بابريكس في تصريح لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن فكرة إعطاء ضمانات أمنية لروسيا لإنهاء الحرب "تُعدّ وقوعاً في فخّ سردية (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين التي تعتبر أن الغرب وأوكرانيا مسؤولون عن الحرب".

وفي مداخلته، الاثنين، اعتبر بوريل أن "موسكو لا يمكنها أن تنتصر في الحرب، لكن يمكنها تدمير أوكرانيا"، في إشارة إلى استراتيجية الضربات الروسية التي تستهدف البنى التحتية الأوكرانية، لا سيما الخاصة بالطاقة.

وقال بوريل: "فعلوا ذلك في سوريا والشيشان، لديهم خبرة"، مشدّداً على أن "الدمار اللاحق بأوكرانيا كلما ازداد أكسبها أكثر مكانتها في الاتحاد الأوروبي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات