
تلقّى الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، الجرعة الثالثة من لقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا، في حدث نقلته شبكات التلفزيون مباشرة على الهواء، بهدف تشجيع الأميركيين المخوّلين على تلقّي هذه الجرعة المعززة.
وأصدرت السلطات الصحية الأميركية توصيات بتقديم جرعة معززة لـ3 فئات من الأشخاص، هم الذين يبلغون 65 عاماً فما فوق، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً ويعانون أمراضاً أو حالات مرضية مثل السكري أو السمنة، والأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بسبب عملهم أو مكان إقامتهم.
وقبيل تلقّيه الحقنة في البيت الأبيض، قال بايدن البالغ من العمر 78 عاماً، ممازحاً: "أعرف أنه لا يبدو عليّ ذلك، لكن عمري أكثر من 65 عاماً".
والجمعة الماضية، قال بايدن إن قرابة 60 مليون شخص في الولايات المتحدة مؤهلون للحصول على جرعة معززة من "فايزر"، وإنها ستكون مجانية وسهلة الوصول.
وكان بايدن تلقّى جرعته الأولى من لقاح "فايزر" في ديسمبر 2020، والثانية في يناير 2021 حين كان لا يزال رئيساً منتخَباً.
"موديرنا وجونسون قريباً"
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الأشخاص الذين أخذوا جرعات من لقاحي "موديرنا" أو "جونسون آند جونسون"، يمكنهم الحصول على جرعات معززة بمجرد إكمال الدراسات، متوقعاً أن يكون جميع الأميركيين مؤهلين لذلك "قريباً".
وكانت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" قالت، الجمعة، إن البيانات الخاصة بالجرعات المعززة من "موديرنا" و"جونسون آند جونسون" ستخضع للتقييم "في الأسابيع المقبلة".
وأكد بايدن أن "الجرعات المعززة مهمة، لكن الأهم هو أن نتمكن من تطعيم المزيد من الناس". وأضاف أنه سيتوجه الأربعاء إلى شيكاغو "لكي أقول لماذا يجب أن تفرض المزيد من الشركات إلزامية التطعيم".
ولم تفرض إلزامية التطعيم في الولايات المتحدة على الصعيد الفيدرالي، على الرغم من أن هذه الأداة تُعتبر أساسية لزيادة أعداد المحصّنين في البلاد.
وكان بايدن يريد إطلاق حملة ضخمة للجرعات المعززة من "فايزر" و"موديرنا" هذا الأسبوع لجميع الأميركيين، لكن السلطات الصحية الأميركية علّقت هذه الخطوة، ما أدى إلى انقسام آراء الخبراء الطبيين وإثارة ارتباك حول سياسة الجرعات المعززة.
وأوضح الرئيس الأميركي أن السيدة الأولى جيل بايدن ستتلقى بدورها الجرعة الثالثة من اللقاح.
جدل مع "منظمة الصحة"
تأتي حملة التطعيم الأميركية بجرعة ثالثة، رغم الجدل مع "منظمة الصحة العالمية"، التي تعارض تلقي الأشخاص الذين تم تلقيحهم ضد كورونا جرعات معززة، لكي يتسنى إرسال اللقاحات إلى البلدان الفقيرة التي تمكنت من تحصين جزء صغير من سكانها.
وفي 8 سبتمبر، أبدى المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم جيبريسوس غضبه من المسألة، قائلاً في مؤتمر صحافي: "لن أبقى صامتاً عندما تعتقد الشركات والدول التي تتحكم في الإمدادات العالمية للقاحات أن فقراء العالم يجب أن يكتفوا بالفتات".
لكن الولايات المتحدة رفضت نداء المنظمة العالمية، موضحة على لسان الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن "من مسؤولية الرئيس بايدن القيام بكل ما بوسعه لحماية الناس في الولايات المتحدة".
وشددت على أن إعطاء جرعة معززة في الدول الغنية لا يمنعها من التبرع بلقاحات للدول الفقيرة، قائلة: "نحن نقوم بكلا الأمرين معاً".
والأربعاء الماضي، أعلن بايدن تقديم بلاده منحاً بقيمة 370 مليون دولار للمساعدة في توزيع لقاحات كورونا على الصعيد العالمي، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة شحنت 160 مليون جرعة من لقاحات كورونا إلى 100 دولة. كذلك، لفت إلى أن بلاده ستشتري 500 مليون جرعة أخرى من لقاحات كورونا للتبرع بها للدول النامية.