تقارير لبنانية: رجال أعمال سوريين على صلة بانفجار مرفأ بيروت

time reading iconدقائق القراءة - 5
أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة انفجار مرفأ بيروت- 4 أغسطس 2020 - REUTERS
أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة انفجار مرفأ بيروت- 4 أغسطس 2020 - REUTERS
بيروت/لندن-رويترز

ذكرت تقارير لبنانية، الأحد، أن الشركة التي اشترت شحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت بمرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، في 4 أغسطس الماضي، ربما كانت لها صلة برجليّ أعمال سوريَّين يخضعان لعقوبات أميركية لعلاقتهما بالرئيس بشار الأسد.

وأفاد التقرير، الذي بثته وسائل إعلام لبنانية ونقلته وكالة "رويترز"، بأن "عنوان شركة سافارو ليمتد، التي اشترت المواد الكيميائية في عام 2013 بلندن، هو نفس عنوان شركات مرتبطة برجلي الأعمال السوريين جورج حسواني، وعماد خوري".

وفرضت واشنطن على كل من حسواني، وخوري، وشقيقه مدلل خوري، عقوبات لـ"دعمهم الأسد في الحرب السورية".

ويحمل الأشخاص الـ 3 الجنسيتين السورية والروسية، حسبما أظهرت قائمة العقوبات الأميركية وقاعدة بيانات تجمع معلومات من مؤسسات رسمية روسية.

 واتهمت وزارة الخزانة الأميركية، مدلل خوري عام 2015 بـ"محاولة شراء نترات الأمونيوم في أواخر عام 2013"، فيما فرضت عقوبات على شقيقه عماد بعد عام لمشاركته في أنشطة تجارية مع مدلل".

أما حسواني ففرضت عليه الوزارة عقوبات في عام 2015 بتهمة "مساعدة حكومة الأسد في شراء النفط من مسلحي تنظيم داعش، الأمر الذي ينفيه.

وقالت "رويترز" إنه بمراجعة تلك الملفات مع "هيئة كومبانيز هاوس" لتسجيل الشركات في بريطانيا، وجدت أن شركتي سافارو، وهيسكو، لأعمال الهندسة والبناء والتي تخضع لعقوبات أميركية لصلاتها بحسواني، نقلتا السجلات الرسمية لهما إلى العنوان نفسه بلندن في 25 يونيو 2011".

وتُظهر الملفات أن "ذات العنوان، مسجل أيضاً لشركة آي.كيه بتروليوم إندستريال، التي كان عماد خوري مديراً فيها".

ويمكن لعشرات الشركات أن تتشارك العناوين المسجلة، ولا تثبت هذه الروابط بالضرورة أن مالكي الشركات على صلة ببعضهم البعض، لكن من النادر أن تنقل الشركات سجلاتها، خصوصاً إلى العنوان ذاته وفي اليوم ذاته، وفقاً لمراجعة "رويترز" لملفات مئات الشركات.

وتمكنت "رويترز" من تحديد الجهة الوسيطة التي ساعدت في تسجيل شركة "هيسكو"، لكن الأخيرة لم ترد على طلب للتعليق على العلاقة بين شركتي "هيسكو" و"سافارو".

كما لم يتسن لـ"رويترز" تأكيد ما إذا كان حسواني يسيطر على "سافارو"، وهو أمر قد يقدم مؤشراً محتملاً على تورطه في شراء شحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في بيروت.

"لا منطق"

من جهته، نفى عماد خوري أي صلة بـ "سافارو"، وقال في تصريحات لـ"رويترز": "هناك جهة تسجيل في لندن، الكثير من الشركات المسجلة من خلالها، وليست شركتي فقط، لا أعلم شيئاً عن سافارو هذه".

وقال مدلل خوري إنه "ليس هناك منطق" في توجيه اللوم في تفجيرات بيروت إلى شركة مسجلة بعنوان في لندن يضم العديد من الشركات الأخرى المسجلة هناك أيضاً.

ولم يتسن لـ"رويترز" الوصول إلى حسواني للتعليق. وقال ابنه في موسكو إنه "من غير المرجح أن يعلق والده على مزاعم حول الصلات بالمواد الكيميائية لأنها محض هراء".

 دعوة للتحقيق

وأثارت الاستنتاجات عن وجود صلات محتملة تربط بين "سافارو" ورجال الأعمال السوريين، تساؤلات لدى البعض في بيروت بشأن ما إذا كانت شحنة نترات الأمونيوم، التي تستخدم في صناعة الأسمدة والمتفجرات أيضاً، موجهة إلى سوريا.

وذكر يوسف لحود، أحد المحامين الذين يمثلون نحو 1400 من ضحايا الانفجار، لـ"رويترز" إنهم "يسعون للتحقيق في الأمر"، مضيفاً أن ذلك "قد لا يقود لشيء وربما يكون الخيط الذي يكشف الحقيقة".

من جانبها، قالت وزيرة العدل اللبنانية، ماري كلود نجم، إنه "يجب التحقيق في التقرير، كما هو الحال مع أي مزاعم أخرى تتعلق بالتحقيق الجاري في الانفجار".

وتظهر سجلات هيئة "كومبانيز هاوس" أن "قبرصية تدعى مارينا بسيلو، هي مديرة شركة سافارو والمالكة لأغلبية الأسهم فيها منذ عام 2016".

وأفادت بسيلو في رسالة إلكترونية لـ"رويترز"، الجمعة، بأنها "لا تدير شركة سافارو أو تملكها، ولم ترد على أسئلة تتعلق بحسواني".

وأدى انفجار مرفأ بيروت إلى مقتل 200 شخص وإصابة الآلاف، ودمر أحياء كاملة، وقال مسؤولون إن المواد الكيماوية اشتعلت بعد تخزينها داخل المرفأ في ظروف سيئة لسنوات.

وتم تحميل نترات الأمونيوم على سفينة تسمى "روسوس" في جورجيا، كما تظهر سجلات الشحن، قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ في لبنان أواخر عام 2013، ولم تغادر المرفأ أبداً، إذ أصبحت محل نزاع قانوني. و

قالت الشركة الموزمبيقية التي طلبت شراء نترات الأمونيوم، إنها طلبت الشحنة عبر "سافارو ليمتد".