احتجاجات تندد بخامنئي.. وقلق أممي إزاء معاملة المحتجزين

time reading iconدقائق القراءة - 8
متظاهرون خلال وقفة احتجاجية على وفاة مهسا أميني عند مدخل جامعة "الخواجة نصير الدين الطوسي" في طهران- 26 أكتوبر 2022 -  REUTERS
متظاهرون خلال وقفة احتجاجية على وفاة مهسا أميني عند مدخل جامعة "الخواجة نصير الدين الطوسي" في طهران- 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تواصلت التظاهرات في إيران، الجمعة، احتجاجاً على سقوط مشاركين في الحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، وندد متظاهرون بالمرشد الإيراني، فيما أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه إزاء معاملة طهران للمتظاهرين المحتجزين، واتهم السلطات برفض الإفراج عن بعض جثث الضحايا.

وأشعلت وفاة أميني بعد 3 أيام من احتجاز "شرطة الأخلاق" لها، فتيل مظاهرات واسعة لم تتوقف منذ نحو 6 أسابيع في إيران، وسط موجة تنديد دولي ومظاهرات في الخارج ترفع شعارات معارضة للنظام.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مدينة زاهدان القريبة من حدود إيران الجنوبية الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهم يطالبون، الجمعة، بموت المرشد الأعلى "الديكتاتور" علي خامنئي، والقضاء على عناصر قوات "الباسيج" التي لعبت دوراً رئيسياً في قمع المظاهرات.

ولقى العشرات حتفهم في اشتباكات وقعت في زاهدان قبل 4 أسابيع خلال احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال مجلس أمن المدينة إن معارضين مسلحين هم من بدأوا الاشتباكات التي أدت إلى مصرع أبرياء، لكنه أقر بوجود "أوجه قصور" من جانب الشرطة.

وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 متظاهراً لقوا حتفهم، واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. وفشلت الحملة الصارمة التي شنتها قوات الأمن، ومن بينها "الباسيج" التي لها سجل حافل في سحق المعارضة، في تهدئة الاضطرابات.

قلق أممي

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في إفادة صحافية بجنيف، نقلاً عن عدة مصادر: "لقد رأينا الكثير من سوء المعاملة... ولكننا نشهد أيضاً مضايقة لعائلات المحتجين".

وأضافت: "ما يثير القلق بشكل خاص هو المعلومات التي تفيد بأن السلطات تنقل المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز الاحتجاز وترفض تسليم جثث الضحايا إلى ذويهم".

وأشارت إلى أنّ السلطات تفرض شروطاً في بعض الحالات للإفراج عن الجثث وتطلب من العائلات عدم إقامة جنازات أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وقالت إن المحتجين المحتجزين يُحرمون في بعض الأحيان من الحصول على علاج طبي.

غضب متصاعد

وخرجت تظاهرات جديدة ليل الخميس الجمعة، احتجاجاً على سقوط متظاهرين في الاحتجاجات، وفق منظمات غير حكومية ومقاطع فيديو تحقّقت منها وكالة "فرانس برس".

وإضافة إلى شعار "نساء، حياة، حرية" أُطلقت هتافات خلال التظاهرات التي قُمعت بقوّة، موجَّهة بشكل علني ضدّ الحكومة.

وردّد المتظاهرون في حيّ في غرب طهران: "هذا العام هو عام الدم، سيسقط سيد علي"، قاصدين بذلك المرشد الإيراني علي خامنئي، وفقاً لمقطع فيديو تحقّقت منه "فرانس برس".

في غضون ذلك، تتأجّج الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها.

وتخشى منظمات غير حكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر 40 يوماً، على الضحايا الأوائل في الحركة الاحتجاجية. 

وتوجه آلاف الأشخاص، الأربعاء، إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور 40 يوماً على وفاتها.

كذلك، اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد (غرب)، حيث تجمّع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عاماً التي توفيت قبل 40 يوماً، وفقاً لمقاطع فيديو تمّ التحقّق منها.

وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته مجموعة (HRNA) المدافعة عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّاً، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".

"الموت للديكتاتور"

وشوهد عشرات الشبّان وهم يلقون بالمقذوفات على قوات مكافحة الشغب بالقرب من مكان دفن شاهكرامي، في مقطع فيديو.

كذلك، وقعت أحداث أخرى، الخميس، بعد دفن المتظاهر إسماعيل مولودي الذي يبلغ من العمر 35 عاماً في مهاباد (غرب)، حيث فتحت القوات الأمنية النار وأودت بحياة 3 أشخاص، وفقاً لمنظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان. 

وهتف المتظاهرون "الموت للديكتاتور"، قاصدين بذلك آية علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران بمكاتب الحكومة في مهاباد، وفقاً لصور من مقطع فيديو تمّ التحقّق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضاً في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو". 

وفي المجمل، لقى 8 متظاهرين حتفهم في 4 محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، حسبما أفادت منظمة "العفو الدولية".

مزيد من "القمع"

وحذّرت المنظمة من "تقاعُس" مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه "لا يقوم سوى بتشجيع السلطات الإيرانية على مواصلة حملتها القمعية ضدّ الأشخاص المشاركين في الحداد والمتظاهرين الذين سيتجمّعون في الأيام المقبلة من أجل إحياء مرور 40 يوماً" على وفاة متظاهرين آخرين.

من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.

وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني بـ"معهد واشنطن" هنري روم لوكالة "فرانس برس": "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى - اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين...". 

مع ذلك، أضاف: "أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع". 

واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفاً".

إحباط هجوم بشيراز

وقالت وكالة "سبه نيوز" للأنباء التابعة للحرس الثوري إن وحدته الاستخبارية أحبطت هجوماً بقنبلة في مدينة شيراز في الجنوب، التي شهدت إطلاق نار على ضريح هناك، الأربعاء، أسفر عن سقوط ضحايا.

وأدى إطلاق النار، الأربعاء، في شيراز، الذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه، إلى مصرع 15 شخصاً في ضريح شاه جراغ.

ونظمت الحكومة الإيرانية مظاهرات في أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة، للتنديد بإطلاق النار. ومن المقرر أيضاً أن تقام جنازات الضحايا.

وقال مسؤولون إنهم اعتقلوا مسلحاً نفذ الهجوم على الضريح، فيما تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي، الخميس، بالثأر من أولئك الذين يهددون أمن البلاد.

دعوات أميركية لدعم الإيرانيين

وفي واشنطن، حضت مجموعة من مشرعي الحزبين الجمهوري والديمقرطي شركات التكنولوجيا، الخميس، على توسيع الوصول إلى الأدوات والخدمات عبر الإنترنت للمتظاهرين الإيرانيين بعد أن خففت وزارة الخزانة الأميركية القيود الشهر الماضي.

ودعت رسالة كتبها النواب بقيادة النائب الديمقراطي من نيوجيرسي توم مالينوفسكي الشركات إلى "توفير الأدوات التي يحتاجها الإيرانيون على وجه السرعة، وبشكل قانوني لتجاوز المعوقات الحكومية"، وفق ما أورد موقع "أكسيوس".

ووجهت الرسالة إلى قادة شركات جوجل، وأمازون، وأبل، وميتا، ومايكروسوفت و"ديجيتال أوشن" وهي شركة بنية تحتية سحابية.

وتشمل التقنيات الخدمات السحابية والاستضافة، ومنصات وأدوات المراسلة، وأدوات المطورين والتحليلات، والوصول إلى متاجر التطبيقات، وفقاً للرسالة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات