
ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، الاثنين، أن الرئيس دونالد ترمب يعتزم إصدار عفو وتخفيف للأحكام عن نحو 100 شخص، الثلاثاء، في آخر أيامه في السلطة، مشيرة إلى أنه من غير المتوقع أن تشمل قرارات العفو ترمب نفسه.
ونقلت الشبكة عن ثلاثة مصادر، أن قائمة العفو ستشمل رجال أعمال مدانين ومغنيَين بارزين وأشخاصاً آخرين. وأوضحت المصادر أن البيت الأبيض عقد اجتماعاً، الأحد، لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة العفو.
وبحسب "سي إن إن"، فإن العفو هو أحد العناصر العديدة التي يجب على ترمب إكمالها، قبل انتهاء رئاسته.
يستثني نفسه
ووفق "سي إن إن"، لا يزال لدى مسؤولي البيت الأبيض أوامر تنفيذية جاهزة، ويأمل الرئيس في رفع السرية عن المعلومات المتعلقة بالتحقيق الروسي قبل مغادرته منصبه، مشيرة إلى أنه مع تضاؤل عدد مسؤولي الإدارة الذين ما زالوا في وظائفهم، يبدو أن احتمالية إنجاز أي من ذلك تتضاءل.
وأوضحت أن أعمال الشغب التي وقعت في الـ6 من يناير، والتي أفضت إلى مساعٍ لمحاكمة ترمب للمرة الثانية، أدت إلى تعقيد رغبته في العفو عن نفسه وأبنائه ومحاميه الشخصي رودي جولياني.
كما حثه العديد من أقرب مستشاري ترمب، على عدم منح العفو لأي شخص متورط في الحصار المفروض على مبنى الكابيتول الأمريكي.
وبعد أعمال الشغب، شجع المستشارون ترمب على التخلي عن العفو عن نفسه، لأن ذلك سيوحي أمام الشعب بأنه مدان بشيء ما، وفقاً لما نقلته الشبكة الأميركية عن شخص مطلع على المحادثات دون الكشف عن هويته.
وأظهر استطلاع جديد لشبكة "إيه بي سي" الإخبارية، بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست، أن "68 في المئة من الأميركيين، يعارضون عفو ترمب عن نفسه في أي جريمة فيدرالية، ربما يكون ارتكبها"، فيما قال 58 في المئة من الأمريكيين، إنهم يؤيدون استمرار حظر حساب ترمب على تويتر.
سوابق عفو رئاسي
وأصدر ترمب أخيراً عفواً رئاسياً على دفعتين من الأشخاص، من بينهم مدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت، ومستشاره السابق روجر ستون، المدانان بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016، إضافة إلى والد كبير مستشاريه وصهره جاريد كوشنر، المُدان في 18 تهمة بالتهرب الضريبي والتلاعب بالشهود.
وفي ديسمبر، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن ترمب نظر في مجموعة من حالات العفو الوقائي لأفراد من عائلته، بما في ذلك ابناه دونالد جونيور وإريك، وابنته إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر، ومحاميه الشخصي رودولف جولياني، خشية أن تحقق معهم وزارة العدل في إدارة بايدن، بسبب اتهامات تشمل اتصالات بجهات أجنبية وشطب ضرائب.
وفي يوليو الماضي، خفف ترمب الحكم الصادر بحق مستشاره روجر ستون، كما أصدر في أواخر نوفمبر عفواً عن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين.
ويواجه ترمب انتقادات من نواب في الكونغرس تتعلق باستخدامه الحق في العفو الرئاسي لمصلحة مقربين منه. ويعدّ العفو الوقائي الذي يبطل أي تهمة أو إدانة، أمراً نادر الحدوث في تاريخ الولايات المتحدة.
ومن بين الأمثلة الأكثر شهرة، العفو الذي أصدره الرئيس جيرالد فورد عن سلفه ريتشارد نيكسون على خلفية فضيحة "ووترغيت"، وكذلك العفو الذي أصدره الرئيس جيمي كارتر عن آلاف الأميركيين الذين تجنبوا التجنيد لحرب فيتنام.
عفو عن النفس
وفي الـ7 من يناير، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترمب بحث مع مساعديه خلال الأسابيع الأخيرة، إصدار عفو رئاسي عن نفسه، لاقتناعه بأن "أعداءه" سيستخدمون أدوات إنفاذ القانون لاستهدافه بعد ترك منصبه.
ووفق الصحيفة، يتفق خبراء القانون على أن عفواً رئاسياً عن النفس يمكن أن يشكل سابقة خطرة جديدة للرؤساء، للإعلان بشكل أحادي أنهم فوق القانون، و"للنأي بأنفسهم عن المساءلة في أي جرائم ارتكبوها خلال فترة حكمهم".