التوازن بين الحياة والعمل.. نصائح لاستعادة السيطرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
موظف يعمل في بورصة طوكيو. 9 أغسطس 2011 - REUTERS
موظف يعمل في بورصة طوكيو. 9 أغسطس 2011 - REUTERS
بالتعاون مع "مايو كلينيك" -الشرق

ذات يوم، كانت الحدود الفاصلة بين الحياة العملية والأسرية واضحة جداً. ولكن اليوم، أوشك العمل على اقتحام الحياة الشخصية، ولم يعد حفظ التوازن بين العمل والحياة الشخصية مهمة يسيرة.

ربما يكون هذا صحيحاً بوجه خاص إذا كان العمل يمتد إلى ساعات طويلة. كما أن التكنولوجيا، التي تتيح استمرارية الاتصال بين أطراف العمل، أسهمت في تسرب الوقت الذي تقضيه في المنزل. كذلك قد يؤدي العمل في المنزل إلى إذابة الحدود بين الحياة المهنية والشخصية.

ومع ذلك، ما زال تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية ممكناً. من هنا، ينبغي على الشخص التفكير في علاقته بالعمل، والبحث عن طريق للوصول إلى درجة التوازن الصحية.

إذا كان الشخص مرتبطاً بعمله أكثر من اللازم، ينبغي النظر إلى تكلفة ذلك بعين الاعتبار.

إذا كان يقضي معظم وقته في العمل، فقد يكون لذلك آثار سلبية في حياته العملية والشخصية. ينبغي التفكير في العواقب الناتجة عن سوء الموازنة بين الحياة العملية والشخصية.

  • الإرهاق: قد تتأثر القدرة الإنتاجية في العمل والتفكير بوضوح عند الشعور بالتعب، ما يمكن أن يؤثر سلباً في السمعة المهنية أو يؤدي إلى ارتكاب أخطاء خطيرة أو مكلفة.
  • تدهور الصحة: قد يؤدي التوتر إلى تفاقم الأعراض المصاحبة للمشكلات الصحية، ويجعل الشخص عرضة لإدمان المواد المخدرة.



  • عدم قضاء الوقت مع الأصدقاء والأحباء: إذا كان الشخص يعمل أكثر من اللازم، فيمكن أن تفوته الأحداث العائلية المهمة أو الإنجازات البارزة. يمكن أن يجعله ذلك يشعر بالتجاهل وقد يضر بعلاقاته مع أحبائك.

تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية

سيواجه الشخص طوال حياته العملية تقلبات في متطلبات وظيفته وحياته العملية، ما يمثّل تحدياً دائماً. ولكن إذا استطاع وضع حدود واضحة واهتم بنفسه، يمكنه تحقيق التوازن المنشود بين الحياة العملية والشخصية.

وضع الحدود

إذا لم يضع الشخص تلك الحدود، فقد لا يمنحه العمل وقتاً لرعاية علاقاته والاهتمام بالأنشطة التي يستمتع بها. يتعين التفكّير في الاستراتيجيات التالية:

  • إدارة الوقت: توفير ما يكفي من الوقت لإنجاز المهام. وعدم ملء الجدول بأكثر مما يتحمل من المهام.



  • تعلّم الرفض: تقيّيم الأولويات في العمل والمنزل، ومحاولة تقصّير قائمة المهام. تقليل الأنشطة التي لا يتم الاستمتاع بها أو لا يمكن فعلها أو إسنادها للغير. مشاركة المخاوف والحلول الممكنة مع صاحب العمل أو مع الآخرين. عند رفض قبول مهام معينة كان يدفع إليها الشعور بالذنب أو شعور خاطئ بالإلزام، سيكون لدى الشخص مزيد من الوقت للأنشطة التي تعني له الكثير.



  • الانفصال عن جو العمل: يمكن أن يسبب عمل الشخص من المنزل أو كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية لمتابعة سير العمل أثناء التواجد في المنزل شعوراً بأنه دائماً في العمل. وقد يؤدي ذلك إلى التوتر المزمن. ينبغي أن يطلب من مديره أن يمدّه بإرشادات لما يتوقعه منه في فترات عدم تواصله  مع العمل. إذا كان الشخص يعمل من المنزل، فعليه أن يرتدي ملابس العمل ويهيئ مكاناً هادئاً مخصصاً للعمل ما أمكن. وعندما ينتهي من عمله كل يوم، يخرج من المكان المخصص وينتقل إلى حياته الأسرية بتبديل ملابسه وقيادة السيارة أو المشي قليلاً أو ممارسة أي نشاط مع أطفاله.



  • التفكير في الخيارات المتاحة: سؤال صاحب العمل عن إمكانية العمل لساعات مرنة، أو العمل بجدول أسبوعي مضغوط، أو مشاركة المهام، أو غير ذلك من وسائل توفير المرونة لجدول العمل. كلما تمكن الشخص من التحكم في وقته، قل الضغط الذي يتعرض له.

الاهتمام بالنفس

يُعد نمط الحياة الصحي ضرورياً للتغلّب على التوتر وتحقيق التوازن العمل والحياة. ينبغي تناول طعام صحي وإدراج النشاط البدني في الجدول اليومي والحصول على ما يكفي من النوم. يمكن أيضاً استهداف ما يلي:

  • الاسترخاء: تخصيص وقت يومياً لممارسة الأنشطة التي يستمتع بها الشخص، مثل اليوجا أو رعاية الحديقة أو القراءة. يمكن أن تساعد تلك الهوايات على الاسترخاء وإراحة العقل من التركيز في العمل وإعادة شحن الطاقة. وأفضل من ذلك، اكتشاف الأنشطة التي يُمكن أداؤها مع شريك حياته أو أسرته أو أصدقائه مثل السير أو الرقص أو حضور فصول الطهي.



  • التطوّع: تشير الأبحاث إلى أن التطوّع لمساعدة الآخرين قد يحسّن العلاقات بالآخرين، ويؤدي كذلك إلى الرضى بدرجة أفضل عن الحياة، وكذلك تقليل الضغط النفسي.



  • وضع نظام داعم: في العمل، الانضمام إلى مجموعة الزملاء الذين يُمكنهم تغطية القصور والعكس بالعكس، عند وجود مشكلات في محيط الأسرة. في المنزل، الالتماس من الأصدقاء وأفراد الأسرة الموثوقين رعاية طفل أو تحمل مسؤوليات المنزل عند الحاجة للعمل وقتاً إضافياً أو الحاجة للسفر.

معرفة الوقت المناسب لطلب المساعدة المتخصصة

إذا كانت الفوضى تعُم حياة الشخص بدرجة لا يمكن السيطرة عليها وكان ينهك نفسه في القلق بشأن ذلك، فلا بد من الحديث مع مقدم رعاية نفسية. إذا كان بإمكانه الاستفادة من برنامج لمساعدة الموظفين، فعليه أن يستعين بالخدمات المتاحة فيه.

تمضي عملية إيجاد التوازن بين الحياة العملية والشخصية باستمرار مع تغير طبيعة الحياة العائلية والاهتمامات والحياة العملية. لذ لا بد من مراجعة الأولويات كل فترة، وإجراء التغييرات الضرورية عليها للتأكد من الاستمرار على المسار الصحيح.

*هذا المحتوى من "مايو كلينيك"

اقرأ أيضاً:

تصنيفات