أوزبكستان تطالب الولايات المتحدة بإخراج طيارين أفغان فرّوا إلى أراضيها

time reading iconدقائق القراءة - 7
طائرات هليكوبتر في مدينة جلال أباد شرق أفغانستان  - 17 يناير  2016 - Getty Images
طائرات هليكوبتر في مدينة جلال أباد شرق أفغانستان - 17 يناير 2016 - Getty Images
دبي-الشرق

حذرت أوزبكستان، التي تخضع لضغوط من حركة "طالبان"، الولايات المتحدة من أنها قد تطرد طيارين أفغاناً تلقوا تدريباً ممتازاً، فرّوا إلى أراضيها قبل أسبوعين في مقاتلات ومروحيات لسلاح الجوّ الأفغاني، كما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إن أوزبكستان تحضّ واشنطن على التحرّك بسرعة لنقل الطيارين إلى دولة ثالثة، لتجنّب تأجيج علاقاتها مع "طالبان" في أفغانستان المجاورة، علماً بأن طشقند حافظت على علاقات مع الحركة لسنوات، في إطار انتهاجها سياسة توازن بعناية بين القوى المتنافسة على النفوذ في أفغانستان.

وكانت الجهود الأميركية لإعداد سلاح جوّ أفغاني، من البرامج الأكثر شعبية لدعم الجيش في البلاد.

وأنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على سلاح الجوّ، بما في ذلك التدريب والصيانة وتزويد كابول بعشرات المقاتلات والمروحيات، قبل أن تنهار الحكومة والجيش هذا الشهر، وتسيطر "طالبان" على أفغانستان.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن طيارين أفغاناً قادوا 46 مقاتلة ومروحية تابعة لسلاح الجوّ الأفغاني إلى أوزبكستان، مع مئات من أفراد عائلاتهم وزملائهم. وأضافت أن "طالبان" تكنّ كراهية شديدة لهؤلاء الطيارين، نتيجة دورهم في غارات جوية أوقعت ضحايا كثيرين خلال النزاع، علماً بأن الحركة طالبت طشقند بإعادة الطائرات إلى أفغانستان.

"مصير غامض"

النائب الجمهوري أوغست بفلوغر، وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وطيار سابق في سلاح الجوّ الأميركي، حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على التدخل لمساعدة الطيارين الذين يواجهون خطر انتقام من "طالبان". وقال بفلوغر: "أعتقد بأن أسوأ سيناريو يكمن في أن يعودوا إلى أفغانستان، وأن يُقتلوا، ولكن من المؤكد أنهم سيواجهون ما يمكنني أن أقول إنه مصير غامض".

وزارة الخارجية الأميركية شكرت "الحكومة الأوزبكية على مواصلتها استضافة الأفغان" على أراضيها، فيما "نتبع كل السبل من أجل سلامتهم وأمنهم على المدى البعيد". لكن مسؤولاً أجنبياً ذكر أن وزارة الخارجية الأميركية كانت بطيئة في التعامل مع هذا الأمر، ما أحبط الحكومة الأوزبكية، بحسب "وول ستريت جورنال".

اتصلت امرأة، من منطقة يمثلها بفلوغر في ولاية تكساس، وابنتها متزوجة من طيار أفغاني، بمكتبه لنيل مساعدته. وقالت زوجة الطيار، وتُدعى جيري، إنها وزوجها تحدثا مرتين فقط، منذ سقوط كابول في منتصف الشهر الجاري. وأضافت: "قال لي: قد لا أستطيع التحدث معك مرة أخرى، قد تكون هذه المرة الأخيرة، وأنا أحبك".

وذكرت أن هذا الاتصال جرى في الثالثة صباحاً، في الليلة التي تلت سقوط كابول. وتابعت أنه اتصل بها لاحقاً ليبلغها بأن الطيارين وصلوا إلى أوزبكستان، لكن هاتفه سيُصادر.

أوزبكستان و"طالبان"

وأشار بفلوغر إلى أن السفير الأوزبكي في الولايات المتحدة أبلغه الأسبوع الماضي بأن الطيارين "ليسوا مضطرين للعودة إلى بلدهم، ولكن لا يمكنهم البقاء" في أوزبكستان، مشيراً إلى ضغوط تمارسها "طالبان" في هذا الصدد.

وأثار بفلوغر هذه المسألة الأسبوع الماضي مع نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، التي تحدثت مع وزير الخارجية الأوزبكي، عبد العزيز كاملوف، وشكرته على تعاونه بشأن "النقل المؤقت لأفغان معرّضين للخطر".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المسؤول الأجنبي أن لدى الحكومة الأوزبكية علاقات عمل مع "طالبان" منذ سنوات، وترى في سيطرتها على كابول مؤشراً على دعم واسع تحظى به الحركة في كل أنحاء أفغانستان. وفي هذا الصدد، لم يُسمح للرئيس الأفغاني المخلوع، أشرف غني، الذي فرّ من كابول عبر أوزبكستان، إلا بالتزود بالوقود في المطار، ولم يستقبله أي مسؤول أوزبكي.

ووصل إلى أوزبكستان في الطائرات 585 أفغانياً بينهم الطيارون والطاقم والعائلات. وقال المسؤول الأجنبي إن الأوزبكيين "لم تكن لديهم أي فكرة" عمّن كان في الطائرات، حتى هبوطها، علماً بأنهم الآن في مساكن استُخدمت كمستشفيات متنقلة، خلال ذروة تفشي فيروس كورونا المستجد في أوزبكستان.

وأضاف المسؤول الأجنبي أن "طالبان" تضغط على مسؤولي السفارة الأوزبكية في كابول، لتسليم الطيارين، وتحذر من أن عائلاتهم في أفغانستان ستكون في خطر، إن لم يُسلّموا فوراً.

تأشيرة لدخول الولايات المتحدة

وذكر بفلوغر أنه قال لبلينكن: "أنا قلق جداً من أن ضغط طالبان على الحكومة الأوزبكية سيكون شديداً، بحيث تعيدهم، وندرك مصيرهم".

وأشارت جيري إلى أنها كانت تتواصل مع صهرها وشقيقة زوجها في كابول، علماً بأنها تزوجت في عام 2019، ونالت قبل أسبوعين موافقة على تأشيرة زواج لدخول الولايات المتحدة، تعتقد بأنها كانت بفضل مساعدة من بفلوغر.

وظهرت عقبة جديدة، منذ إغلاق السفارة الأميركية في كابول، لأنها كانت ستتعامل مع الخطوة التالية، في عملية التوثيق المتعلّقة بزوج جيري. وتحاول الأسرة تحويل الأمر إلى السفارة الأميركية في أوزبكستان. وقالت والدة جيري: "نحن في الانتظار، إذ لا نعلم هل سيصدر وزير الخارجية تأشيرات دخول شاملة للطيارين".

اقرأ أيضاً: