دول تشدد القيود بسبب كورونا.. وإجراءات تستهدف غير الملقحين

time reading iconدقائق القراءة - 9
العاصمة الروسية موسكو تشهد ارتفاعاً كبيراً للإصابات بكورونا، موسكو، 8 نوفمبر 2021 - REUTERS
العاصمة الروسية موسكو تشهد ارتفاعاً كبيراً للإصابات بكورونا، موسكو، 8 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

ارتفعت أعداد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في مختلف دول العالم، خلال الأيام الماضية، ما دفع بعض الحكومات إلى بحث إعادة فرض إجراءات الإغلاق، التي لا تلقى قبولاً شعبياً، قبل عيد الميلاد.

وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية في السابع من نوفمبر الجاري أن أوروبا، بما في ذلك روسيا، هي المنطقة الوحيدة التي تسجل زيادة في الإصابات بنسبة 7%، في حين سجلت بقية المناطق انخفاضاً أو استقراراً.

كذلك، سجلت أوروبا زيادة بـ10% في الوفيات، مقارنة مع بقية المناطق التي سجلت انخفاضاً.

تسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5 ملايين و94 ألفاً و101 شخص في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" الأحد، فيما ارتفع عدد المصابين في العالم بالفيروس إلى أكثر من 252.8 مليون شخص.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الحصيلة المعلنة رسمياً، آخذةً بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19.

ويأتي ارتفاع معدل الإصابات، وسط تباطؤ حملات التطعيم قبيل فصل الشتاء وموسم الإنفلونزا، وهو ما قد يدفع بعض الحكومات لفرض قيود جديدة على غير الملقحين.

حجر في النمسا

أعلن مستشار النمسا ألكسندر شالنبرج، الأحد، فرض عزل اعتباراً من الاثنين على الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم ضد كورونا، أو لم يتعافوا من كوفيد-19، من أجل الحد من الارتفاع الكبير في عدد الإصابات. 

وقال شالنبرج خلال مؤتمر صحافي في فيينا، إن "الوضع خطير (...) نحن لا نتخذ هذا الإجراء برضا لكنه ضروري للأسف".

وبحسب أحدث أرقام رسمية، تجاوز عدد الإصابات اليومية بكوفيد، السبت، 13 ألفاً.

وتلقى اللقاح نحو 65% من سكان النمسا، البالغ عددهم 9 ملايين نسمة، أي أقل من متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 67%، فيما سجل ارتفاع قياسي في عدد الإصابات اليومية هذا الأسبوع.

ويعني فرض العزل، عدم السماح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً، ولم يتم تطعيمهم أو لم يتعافوا أخيراً من الوباء، بمغادرة المنزل إلا لأسباب مثل شراء مواد أساسية أو ممارسة الرياضة أو طلب الرعاية الطبية.

وفرض هذا الإغلاق في كل أنحاء البلاد، التي ستشهد عمليات تفتيش عشوائية خلال الأيام العشرة المقبلة.

وقال وزير الصحة فولفجانج موكشتاين إن السلطات ستعيد النظر في الإجراءات بعد ذلك.

وحتى الآن، توفي حوالي 11700 شخص بكورونا في النمسا.

إغلاق جزئي في هولندا

والجمعة الماضية، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إعادة فرض سلسلة قيود صحية تطال بشكل خاص قطاع المطاعم، لمواجهة ارتفاع قياسي تشهده البلاد في إصابات بكورونا.

وخلال مؤتمر صحافي في لاهاي، وصف روته سلسلة الإجراءات الجديدة بأنها "ضربة لأسبوعين، لأن الفيروس في كل مكان، في كل البلاد والقطاعات ومختلف الأعمار".

ومن المتوقع أن تغلق الحانات والمطاعم والمتاجر الأساسية، مثل محلات السوبر ماركت عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لهولندا، في حين تغلق المتاجر غير الأساسية أبوابها قبل ذلك بساعتين.

كما قررت السلطات الهولندية أيضاً إلغاء الفعاليات العامة، على أن تجرى مباريات كرة القدم خلف أبواب مغلقة، بما يشمل تصفيات كأس العالم بين هولندا والنرويج، لكن المدارس ستبقى مفتوحة، إضافة إلى استمرار السماح بالخروج من المنازل.

وبحسب وسائل إعلام محلية، وصفت الحكومة هذه الإجراءات بأنها "إغلاق جزئي"، في وقت تستعد لحصر دخول المطاعم وأماكن الترفيه بعد فترة الأسابيع الـ3 بالأشخاص الذين تم تطعيمهم أو شفاؤهم من فيروس كورونا فقط.

وعلى المستوى الوطني تعامل بعض الهولنديين بحساسية واستياء شديدين تجاه القيود الجديدة، إذ تظاهر الآلاف في لاهاي، بعد أن أعلنت الحكومة إعادة استخدام الكمامات في بعض الأماكن العامة.

وجاء القرار بعد يوم واحد من إعلان هولندا الخميس عن 16 ألفاً و364 إصابة جديدة بكورونا في الساعات الـ24 الماضية، وذلك في ما يُعد رقماً قياسياً جديداً بعد ذلك الذي سُجل في ديسمبر 2020، وبلغ 12 ألفاً و997 حالة.

روسيا تفرض الشهادة الصحية

الوضع الوبائي على أراضي روسيا الاتحادية لا يبدو أفضل حالاً من الشق الغربي للقارة الأوروبية،  إذ سجلت روسيا، الأحد، 38 ألفاً و823 إصابة جديدة بفيروس كورونا، فيما بلغ عدد الوفيات 1219.

وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أن البلاد ربما تحتاج مساعدة الجيش لبناء مستشفيات ميدانية لمرضى كورونا، في وقت تواجه روسيا زيادة في الإصابات، أدت إلى إغلاق أماكن العمل على نطاق واسع.

وبحسب صحيفة "موسكو تايمز" الروسية، فإن الحكومة تتجه لاعتماد الشهادة الصحية عند مداخل الأماكن العامة، والمطاعم ومحطات القطارات، والمطارات، في خطوة لدفع المزيد من السكان إلى التطعيم.

وبحسب الصحيفة، فإن البرلمان الروسي سيناقش الخطة، وفي حال موافقته عليها، فإن الإجراءات الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بشكل فوري، وتستمر حتى الأول من يونيو القادم.

قيود في الصين

دفع تزايد عدد حالات الإصابة بكورونا في مدينة داليان الساحلية بشمال شرق الصين، السلطات المحلية للحد من الانتقال إلى خارج المدينة، وتقليل الحصص الدراسية، وإغلاق عدد من الأماكن الثقافية، بعدما طلبت الدولة من المدينة احتواء الانتشار بسرعة أكبر.

وبحسب صحيفة "ساوث شاينا مورنينغ بوست"، فإن السلطات المحلية فرضت الحجر الصحي، الأحد، على نحو 10 آلاف طالب في جامعة "زوانجهي" للاشتباه في إصابتهم بالفيروس، إذ وضعت 3291 ألف طالب في فنادق مخصصة للحجر، فيما فرضت العزل الذاتي على 7884 آخرين في الحرم الجامعي.

وأظهرت بيانات الجمعة الماضي، أن مدينة داليان سجلت 52 إصابة انتقلت محلياً، وهو عدد أكبر مما شهدته أي مدينة صينية أخرى تأثرت بالمرض خلال فترة انتشار مستمر على مستوى البلاد، بدأت في منتصف أكتوبر. كما أن العدد يمثل أكثر من ضعف عدد الحالات المسجلة بالمدينة في اليوم السابق وهو 21 حالة.

وأعلن مسؤول بقطاع النقل في مدينة داليان في ساعة متأخرة الخميس، قراراً بتقليص عدد المسافرين إلى خارج المدينة بنسبة 96.5% إلى 918 شخصاً في المتوسط يومياً، وذلك بعدما فرضت المدينة التي يقطنها 7.5 مليون نسمة، قيوداً على وسائل النقل العام، وحذرت سكانها من الانتقال إلى خارج داليان لأسباب غير ضرورية.

وناشدت المدينة مواطنيها الجمعة عدم الخروج من منازلهم إلا لضرورة.

وفرضت السلطات في بكين قيوداً جديدة على المؤتمرات والفعاليات، بعد تأكيد حدوث ست إصابات محلية بكوفيد-19، الخميس، شملت أشخاصاً حضروا مؤتمرات في المدينة.

وأغلقت العاصمة الصينية بالفعل بعض التجمعات السكنية، والشركات التي يمكن أن تكون أكثر خطورة، كما أجّلت الماراثون السنوي، ودعت إلى خفض عدد الأنشطة مثل حفلات الزفاف والمعارض.

وقال بانج شينجهو، نائب مدير مركز بكين لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في إفادة صحافية، الخميس: "يجب عقد المؤتمرات والفعاليات عبر الفيديو كلما أمكن ذلك، ويجب الحد من الفعاليات التي لا يمكن عقدها عبر الإنترنت بقدر الإمكان".

كما ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية السبت، أن إحدى المنشآت الرئيسية في أولمبياد بكين الشتوي 2022 ستقتصر على 20% من طاقة استيعابها، بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وسيستوعب مركز بكين الوطني للسباحة "ما لا يزيد على ألف شخص". 

اقرأ أيضاً: