الجبل الأسود.. الانتخابات الرئاسية تتجه إلى جولة إعادة

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش يصوت في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في بودجوريتشا. 19 مارس 2023 - REUTERS
رئيس الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش يصوت في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في بودجوريتشا. 19 مارس 2023 - REUTERS
بودجوريتشا (الجبل الأسود)-وكالات

يخوض رئيس جمهورية الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش جولة إعادة، في 2 أبريل المقبل، بعد فوزه بمعظم أصوات الناخبين في الجولة الأولى، التي أجريت الأحد، لكنه لم يحصل على نسبة 50% المطلوبة للفوز بشكل مباشر، وذلك وفقاً لتوقعات مركز استطلاعات الرأي استناداً إلى عينة من الأصوات.

وأشارت توقعات مركز استطلاعات، وبحوث الرأي العام، إلى حصول ديوكانوفيتش على 36.3% من الأصوات. ومن المرجح أن يكون ياكوف ميلاتوفيتش الاقتصادي الموالي للغرب، ونائب رئيس حركة "أوروبا الآن" في جولة الإعادة، إذ أشارت التوقعات إلى حصوله على 26.5% من الأصوات.

وأدلى الناخبون في الجبل الأسود بأصواتهم، في وقت سابق الأحد، في انتخابات رئاسية ستؤثر على نتيجة انتخابات برلمانية مقررة في يونيو، وكذلك على موقف الدولة الصغيرة تجاه الغرب.

ويسعى ديوكانوفيتش للفوز بفترة جديدة مدتها 5 سنوات، بعد أن شغل مناصب سياسية عُليا في البلاد لمدة 33 عاماً.

وجرت الانتخابات وسط أزمة سياسية مستمرة منذ عام، وتخللها التصويت بحجب الثقة عن حكومتين منفصلتين وخلاف بين النواب وديوكانوفيتش بسبب رفض الرئيس تعيين رئيس وزراء جديد.

وحل ديوكانوفيتش البرلمان الخميس، وحدد يوم 11 يونيو لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ومن شأن نتيجة الانتخابات الرئاسية أن تعزز فرص حزب المرشح الفائز في الانتخابات البرلمانية.

وبعد غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي، خطت الجبل الأسود العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ومرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على خطى أوروبا في توقيع عقوبات على روسيا، فيما وضع الكرملين الجبل الأسود على قائمته للدول غير الصديقة.

مأزق سياسي

وتأتي الانتخابات بعد المأزق السياسي، الذي وصلت إليه البلاد في أعقاب حجب الثقة عن الحكومة في أغسطس الماضي، ومواصلتها الحكم رغم ذلك، ما أدّى إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات، والدعوات لإجراء انتخابات مبكرة للبرلمان.

وحدد ديوكانوفيتش، الجمعة، بعد يوم من حله البرلمان، وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية موعد 11 يونيو لإجراء انتخابات برلمانية، وذلك بعد انتهاء مهلة الثلاثة أشهر أمام رئيس الوزراء المكلّف ميودراج ليكيتش لتشكيل حكومة جديدة.

وعلى الرغم من أن منصب الرئيس يعد فخرياً في الجبل الأسود التي تتركز فيها السلطات بيد رئيس الوزراء، إلّا أن ديوكانوفيتش، لا يزال الشخصية الأكثر تأثيراً في هذه الدولة منذ إشرافه على استقلالها عن صربيا عام 2006.

وتعتبر خسارة ديوكانوفيتش وحزبه الديمقراطي الاشتراكي "دي بي أس" في الانتخابات يمكن أن تؤشر لبدء حقبة سياسية جديدة في الجبل الأسود الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف طال انتظاره بسبب التأخر في الإصلاحات ووضع حد للفساد المستشري.

"خيبة أمل"   

وقالت المحللة السياسية داليبوركا أولياريفيتش، إن "هذه الانتخابات ستحدد ما إذا كانت أولويات السياسة الخارجية الحالية في الجبل الأسود ستبقى كما هي، أو إن كانت ستتغير في ظل النفوذ الروسي الصربي"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وتحت قيادة ديوكانوفيتش وحزبه، انضمت الجبل الأسود إلى حلف الأطلسي، وبدأت عملية تفاوض لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي والابتعاد عن نفوذ روسيا.

ومع ذلك ارتبط حكم حزب ديوكانوفيتش بفساد واسع النطاق، وصلات مع الجريمة المنظمة، وهي مزاعم ينفيها بشدة.

ومنذ الانتخابات البرلمانية عام 2020 التي شهدت تراجع الحزب الديمقراطي الاشتراكي بعد تعرضه لهزيمة في صناديق الاقتراع، انتقلت البلاد من أزمة إلى أخرى. 

وبالنسبة للكثيرين في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 620 ألف نسمة والمطلة على البحر الأدرياتيكي، فإن الخلل السياسي الذي طال أمده جعلهم يشعرون بخيبة أمل من الانتخابات المقبلة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات