أعلن قادة دول الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا عدة برامج جديدة تستهدف تعزيز شراكة "كواد" وزيادة مجالات التنسيق والتعاون بين الدول الأربع خلال السنوات المقبلة.
ويعكس التوسع الكبير في طبيعة التحالف الذي تأسس من أجل تنسيق مساعدات إنسانية وجهود إغاثة في أعقاب موجات تسونامي اجتاحت المحيط الهندي عام 2004، مساعي دول "كواد" إلى تعزيز تحالفها ليكون ثقلاً موازياً أمام النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين.
وتضمن بيان قمة "كواد" المنعقدة في العاصمة اليابانية طوكيو، تفاصيل البرامج التي تضمنت نظام مراقبة بحرية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتنسيق في الأمن السيبراني وبرامج الفضاء، مع خطط لمواجهة تغير المناخ والأوبئة المستقبلية.
كما أعلن بيان قادة دول "كواد" التزام الدول الأربع بـ"الابتكار المسؤول" في "التكنولوجيات الحرجة والناشئة" مثل أشباه الموصلات وتكنولوجيا الاتصال، بالإضافة إلى برامج تعاون في البنية التحتية وبرنامج "زمالة" لدراسة الطلاب في دول التحالف.
مراقبة المحيطين الهندي والهادئ
ودشن قادة "كواد" شراكة في نظام المراقبة البحرية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، تقدم "مراقبة متكاملة في الوقت الفعلي" (REAL TIME)، منبهين إلى أنها ستكون "فعالة من حيث التكلفة".
وأوضح البيان أن الصورة التشغيلية المشتركة لنظام المراقبة ستعمل على دمج ثلاث مناطق "مهمة"، وهي جزر المحيط الهادئ، وجنوب شرق آسيا، ومنطقة المحيط الهندي، في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وعدّد البيان فوائد النظام، مبيناً أن الصورة التشغيلية تسمح بتعقب "السفن الغامضة" والأنشطة التكتيكية الأخرى، مثل تحديد موعد ومكان الالتقاء في البحر، إلى جانب تعزيز قدرة الشركاء على التفاعل مع الأحداث المناخية والإنسانية، وحماية مصائد الأسماك الخاصة بهم.
ونبه البيان إلى أن تكنولوجيا نظام المراقبة تعتمد على "تسخير البيانات المتاحة تجارياً عبر مزيج من نظام التعريف التلقائي وتقنيات التردد اللاسلكي"، مشيراً إلى أنها "لن تكون بيانات سرية بسبب أصولها التجارية"، وهو ما يسمح بتقديمها لمجموعة كبيرة من شركاء "كواد" الراغبين في الاستفادة منها.
وأعلن تحالف "كواد" توسيع نطاق دعم تبادل المعلومات عبر مراكز الدمج الإقليمية الحالية، مثل مركز دمج المعلومات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ومقره الهند، ومركز دمج المعلومات ومقره سنغافورة، بالإضافة إلى وكالة مصايد أسماك منتدى جزر المحيط الهادئ ومقرها جزر سليمان، ومركز دمج المحيط الهادئ ومقره فانواتو، وكلاهما يتلقى الدعم من أستراليا.
ونص البيان على التزام دول "كواد" بالمساهمة في نظام المراقبة البحرية للمنطقة، قائلاً إنه "يمثل شرطاً أساسياً لإحلال السلام والاستقرار والرخاء، من خلال الاستثمار في هذه الشراكة على مدى خمس سنوات".
مواجهة تغير المناخ
وأعلن قادة "كواد" زيادة الجهد في مجال الشحن الأخضر، وسلاسل إمداد الطاقة، مشيرين إلى التخطيط لعقد اجتماع على مستوى وزراء النقل وأصحاب المصالح المعنيين لتسريع وتيرة فرقة العمل المعنية بالشحن، بما في ذلك تحقيق تقدم على صعيد تطوير ممرات الشحن الأخضر بين دول التحالف.
وأضاف البيان أن وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم تخطط أيضاً لعقد لقاء مع وزراء الطاقة في دول "كواد" لـ"بلورة جهود التحالف لنشر الهيدروجين النظيف، والحد من انبعاثات الميثان، وتطوير خطة عشرية بشأن سلاسل إمداد طاقة نظيفة".
وأوضح البيان عزم دول "كواد" تعزيز تطوير وقود الهيدروجين النظيف، والأمونيا النظيفة، وعقد سلسلة من الاجتماعات حول التخفيف من انبعاثات غاز الميثان في جميع قطاعات الغاز الطبيعي المسال لدى دول التحالف.
وقال البيان إن دول "كواد" ستتعاون لـ"تعزيز القدرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بوجه عام للمشاركة في أسواق الكربون عالية التكامل".
وذكر بيان القادة أن دول "كواد" ستتعاون في الحد من مخاطر الكوارث في الأحوال المناخية المتطرفة، بما في ذلك من خلال تحالف البنية التحتية لمقاومة للكوارث (CDRI).
"التقنيات الحرجة"
وشدد البيان على "التزام الدول الأربع بالابتكار المسؤول في التكنولوجيات الحرجة والناشئة"، مبيناً أنه تم "تحديد القدرات ونقاط الضعف الجماعية في سلاسل توريد أشباه الموصلات العالمية" منذ تدشين فرقة عمل التكنولوجيات الحرجة والناشئة في أول اجتماع قمة لـ"كواد" في مارس 2021.
ونوه البيان إلى عزم شركاء "كواد" استكشاف سبل التعاون من أجل نشر تكنولوجيات اتصالات مفتوحة وآمنة في المنطقة بالتنسيق مع قطاع الصناعة من خلال حوارت مسار OPEN-RAN 1.5".
ويتمثل مفهوم "أوبن ران" في عالم الاتصالات الخلوية في بناء شبكات راديو أكثر انفتاحاً مما هو متوفر اليوم، بدعوى تحسين المنافسة ومرونة الشبكة والتكلفة.
وأشار البيان إلى "مذكرة تعاون جديدة حول تنويع موردي 5G وأوبن ران"، بهدف دعم التبادل الفني وأنشطة منصات الاختبار لتعزيز الأمن السيبراني الخاص بالاتصالات.
وأعلن البيان "تدشين شبكة مستثمري كواد"، مبيناً أنها " اتحاد مستقل من المستثمرين يسعى إلى تعزيز الوصول إلى رأس المال من أجل التوسع في التقنيات الحرجة والناشئة داخل دول التحالف.
الأمن السيبراني
وتطرق البيان إلى تعاون دول "كواد" في مجال الأمن السيبراني، بهدف منع الحوادث السيبرانية وإعداد القدرات المحلية والدولية لمواجهتها، وأضاف أن دول التحالف ستعزز تبادل المعلومات بين فرق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية في الدول الأربع.
وأعلن بيان قادة "كواد" عزم التحالف التنسيق بين معايير الأمن السيبراني لمشتريات حكومات "كواد" من البرمجيات، مشيراً إلى إطلاق حملة مفتوحة لجميع الدول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها تحت عنوان "يوم الأمن السيبراني" لتعزيز الوعي بهذه المسألة.
مشاركة بيانات الفضاء
وقال البيان إن الشركاء في تحالف "كواد" سيعززون التزامهم بالمشاركة الكاملة والمجانية والمفتوحة للبيانات المدنية لرصد الأرض من الفضاء، مع تعزيز تصور "العلوم المفتوحة" سواء على مستوى المنطقة، أو على الصعيد العالمي.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستنسق مع شركائها في "كواد" بشأن برامجها التعاونية المدنية لرصد الأرض لتشمل برنامجي "جلوب" و"ديفيلوب" التابعين للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، بالإضافة إلى البوابة الإلكترونية الخاصة برسم خرائط الفيضانات الأرضية المثبتة بالأقمار الاصطناعية التابعتين للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، و برنامج المسح الجيولوجي القومي الأميركي لتصوير الأرض.
شراكة اللقاحات
ونبه قادة "كواد" إلى أن شركاء التحالف وفروا بشكل جماعي 257 مليون جرعة آمنة وفعالة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة فيروس كورونا.
وتابع البيان: "مع مواصلة دول تحالف كواد التبرع باللقاحات، فإنها ستعدل مقارباتها الجماعية، وتستعد لظهور أي متحورات جديدة، وذلك عن طريق توفير اللقاحات، والاختبارات، والعلاجات، والمنتجات الطبية الأخرى للفئات الأكثر عرضة للخطر".
ولفت البيان إلى أن شركة "بيولوجيكال إي" في الهند ستواصل استخدام قدرتها المكثفة على تصنيع اللقاح كجزء من شراكة "لقاح كواد".
وأضاف القادة في بيان "كواد": "دعمنا يبني قدرة تصنيع مستدامة تشمل الجرعات المعززة، وتحقق فوائد طويلة الأجل في المعركة ضد كورونا والأوبئة المستقبلية".
البنية التحتية
وأطلق رؤساء دول "كواد" مجموعة تنسيق البنية التحتية "للمساعدة في تلبية احتياجات البنية التحتية الهائلة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مشيرين إلى أن المجموعة من شأنها زيادة أواصر التعاون ومتابعة الإجراءات التكميلية، بما في ذلك في مجالات الاتصال الرقمي، والبنية التحتية للنقل، والطاقة النظيفة، والمرونة المناخية.
الإغاثة من الكوارث
وأشار بيان قادة "كواد" إلى أن شركاء التحالف سيتمكنون من "تنسيق وحشد جهود المساعدة في حالات الكوارث التي يقودها مدنيون، بدعم من الجهات التابعة للدفاع المدني والقوات المسلحة عند الحاجة، للاستجابة للكوارث في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
ولفت البيان أن الشركاء في "كواد" يمكن أن يوفروا مساعدات مشتركة، أو منسقة بناء على طلب الدول المتضررة سواء على مستوى التحذير من الأزمة، أو الاستجابة للأزمة، أو مراحل المراجعة بعد الأزمة.