تقرير: الجيش الأميركي أعطب طائراته ومدرّعاته قبل الانسحاب من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجال أفغان يركبون دراجة نارية بجوار مدرعة تابعة للجيش الأميركي عند نقطة تفتيش للشرطة الأفغانية خارج قندهار جنوب أفغانستان، 25 مارس 2010 - REUTERS
رجال أفغان يركبون دراجة نارية بجوار مدرعة تابعة للجيش الأميركي عند نقطة تفتيش للشرطة الأفغانية خارج قندهار جنوب أفغانستان، 25 مارس 2010 - REUTERS
دبي-الشرق

بعد إكمال الجيش الأميركي مساء الاثنين، سحب آخر جنوده من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عاماً، وتعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، من المحتمل أن يكون قد تخلى عن طائراته ومدرعاته وأنظمته الدفاعية المتطورة التي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات، في سبيل تأمين خروجه من مطار العاصمة كابول.

وقبل انسحابه من المطار، أعلن الجيش الأميركي إعطابه طائرات وآليات مدرّعة ومنظومة دفاعية مضادّة للصواريخ، إذ قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، خلال مؤتمر صحافي، إنّ قواته "نزعت سلاح هذه الأعتدة وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى".

وأضاف ماكنزي، الذي تتبع أفغانستان لنطاق عمليات قيادته، أنّ العتاد الذي تمّ تعطيله يشمل 73 طائرة، مؤكّداً أنّ هذه الطائرات "لن تحلّق مرة أخرى".

وتابع: "لن يتمكّن أحد من استخدامها"، مشيراً إلى أنّ "معظمها كان أصلاً خارج الخدمة (...) ومن المؤكّد أنّها لن تتمكّن من التحليق في السماء مرة أخرى".

مدرعات ومنظومة C –RAM

وأوضح ماكنزي أنّ الجيش الأميركي، الذي نشر 6 آلاف جندي للسيطرة على مطار كابول وتشغيله اعتباراً من 14 أغسطس الماضي، بغية تأمين جسر جوّي لإجلاء عشرات آلاف الرعايا الأميركيين والأجانب وطالبي اللجوء الأفغان، ترك خلفه في المطار "70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام، تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار، فضلاً عن 27 مدرعة خفيفة من طراز هامفي".

وقال الجنرال ماكنزي إنّ كلّ هذه الآليات "تم إعطابها وإخراجها من الخدمة وبالتالي لن يتمكن أحد من استخدامها مجدداً". 

ولفت إلى أن الجيش ترك خلفه أيضاً منظومة دفاع صاروخي من طراز "سي-رام" C –RAM، كان قد نصبها لحماية مطار كابول، وهي المنظومة التي اعترضت خمس هجمات صاروخية شنّها تنظيم داعش على المطار الاثنين.

وأشار إلى أن تلك المنظومة الصاروخية من الصعب تفكيكها، لذلك تم في النهاية تدميرها، لافتاً إلى أن الجيش قرر ترك تلك الأنظمة في الخدمة "حتّى اللحظة الأخيرة"، أي قبيل إقلاع آخر طائرة من مطار كابول.

وأوضح أنّ "تفكيك هذه الأنظمة إجراء معقد ويستغرق وقتاً طويلاً، لذلك قمنا بنزع سلاحها حتى لا يتم استخدامها مرة أخرى".

قنابل حرارية

في السياق، نقل موقع "يو إس إي توداي"، عن مسؤول في وزارة الدفاع، لم يكن مخولاً للتحدث علناً، قوله إنه "من المحتمل استخدام القوات الأميركية قنابل حرارية تحترق في درجات حرارة تصل إلى 4 آلاف درجة فهرنهايت، لتدمير المكونات الرئيسية لتلك المعدات".

في حين، قال مسؤول دفاعي آخر، لم يذكر اسمه، إن بعض قطع المعدات "تم تفجيرها"، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الانفجار الذي سُمع الأسبوع الماضي في المطار كان مرتبطاً بتدمير تلك المعدات.

من جانبها، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين ساكي: "بالتأكيد، لم يكن هدفنا تركهم (طالبان) بأي معدات، لكن هذا ليس دائماً خياراً عندما تتطلع إلى الخروج من منطقة حرب".

وشدد ماكنزي على أن المعدات "لن تكون ذات فائدة في القتال"، لكن من المرجح أن تعرضها حركة طالبان على أنها تذكارات في معاركها المستمرة منذ عقود لاستعادة أفغانستان.

ماذا ستفعل طالبان بالمعدات؟

وفي مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، قالت جودي فيتوري، أستاذة السياسة العالمية والأمن بجامعة جورج تاون والقائدة السابقة في القوات الجوية الأميركية التي خدمت في أفغانستان، إن طالبان "تفتقر إلى الخبرة اللازمة لتشغيل هذه الطائرات والمعدات".

وتابعت: "لذلك لا يوجد خطر مباشر من استخدام طالبان لهذه الطائرات"، مشيرة إلى أنه كان من الممكن تفكيك الطائرات جزئياً قبل استسلام القوات الأفغانية.

أما جيسون كامبل، الباحث في مؤسسة "راند" والمدير السابق لأفغانستان في مكتب وزير الدفاع الأميركي للسياسة، فيرى أن طالبان "ستجبر الطيارين الأفغان السابقين على قيادة هذه الطائرات". 

وأشار إلى أن الحركة قد تلجأ إلى "تهديد هؤلاء الأفغان وعائلاتهم، لذلك، قد يكونوا قادرين على استخدام هذه الطائرات، لكن ليس على المدى الطويل".

"تأجيج التمرد"

من جانبه، أفاد مايكل كوجلمان، نائب مدير مركز "ويلسون" في واشنطن، بأن حصول طالبان على مثل هذه الأسلحة الحديثة يعد بمثابة "فشل ذريع".

لكنه أشار إلى مخاوف من انتشار الأسلحة الصغيرة في السوق السوداء، ما يسهم في تأجيج حركات التمرد الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ولفتت فيتوري إلى أن سلسلة توريد هذه الأسلحة قد تظهر في الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أن دولاً مثل روسيا والصين وباكستان يقع عليها العبء الأكبر لوقف ذلك، بحسب "بي بي سي".

ويرى الخبراء أن هذه "الغنيمة" غير المتوقعة ساعدت إلى حدّ بعيد مقاتلي طالبان، الذين بإمكانهم أيضاً الاعتماد على مصادرهم الخاصة للحصول على أسلحة. واتُّهمت باكستان خصوصاً بتمويل مقاتلي الحركة وتسليحهم، وهو ما نفته إسلام أباد على الدوام. 

اقرأ أيضاً: