الولايات المتحدة: "هواوي" ذراع مراقبة للحزب الشيوعي الصيني

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص يرتدون أقنعة الوجه يمرون أمام متجر لهواوي في ووهان في مقاطعة هوبي وسط الصين - AFP
أشخاص يرتدون أقنعة الوجه يمرون أمام متجر لهواوي في ووهان في مقاطعة هوبي وسط الصين - AFP
واشنطن-أ ف ب

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، تشديد عقوباتها على مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" من أجل الحد من وصولها إلى شرائح وتقنيات أميركية أخرى.

وشملت العقوبات التي فرضتها وزارة التجارة الأميركية 38 شركة تابعة للمجموعة الصينية في أنحاء العالم، متهمة الشركة الصينية باستخدام هذه الشركات للتحايل على العقوبات التي تمنعها من استيراد التكنولوجيا الأميركية.

وستطال إجراءات وزارة التجارة 21 دولة، من ضمنها الصين والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وألمانيا وسنغافورة وتايلاند وبريطانيا.

ويمنع الإجراء الأميركي أي شركة من الحصول على أي برنامج أو تقنية صنعت في الولايات المتحدة لاستخدامها في المنتجات أو المكونات.

ويرى مسؤولون أميركيون أن "هواوي" تشكل خطراً أمنياً بسبب صلاتها بالحكومة الصينية، وهو ادعاء نفته الشركة.

تحجيم الأطراف الثالثة

من جانبه أوضح وزير التجارة الأميركي ويلبر روس أن "هواوي" والشركات التابعة لها "عملت عبر أطراف ثالثة من أجل استخدام التكنولوجيا الأميركية بطريقة تقوّض الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية".

وأضاف الوزير روس أن التدبير الجديد يوضح أن أي استخدام للبرامج أو لمكونات التصنيع الأميركية لإنتاج منتجات لهواوي محظور ويتطلب ترخيصاً".

وبيّن روس "أن الأمر يتعلق بسد الثغرات لمنع أي فاعل شر من الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية حتى عندما يحاول القيام بذلك بطريقة غير مباشرة ومخادعة للغاية". 

"ذراع الحزب الشيوعي"

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، اليوم الاثنين، أن هواوي "تتجسس على بلدنا.. إنها أمور معقدة للغاية، هناك رقائق دقيقة وهناك أشياء لا يمكنك حتى رؤيتها".

وحظرت إدارة ترمب شركة "هواوي" من شبكات تقنيات الجيل الخامس (5G) اللاسلكية في الولايات المتحدة وضغطت على حلفائها للقيام بالمثل.

وعبر بيان ذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "إدارة ترمب ترى هواوي على حقيقتها ذراع مراقبة للحزب الشيوعي الصيني".

وكشف بومبيو أن العقوبات الجديدة فُرضت لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة وخصوصية مواطنيها وسلامة البنية التحتية للجيل الخامس من تأثير بكين "الشرير"، على حد وصفه.

تضييق عابر للحدود

وفي السياق ذاته أعلنت المملكة المتحدة منتصف يوليو الماضي حظر أي معدات لشركة هواوي في إطار تطوير شبكة الجيل الخامس على أراضيها تحت ذريعة حماية الأمن. 

كما حظرت أستراليا واليابان "هواوي" على أراضيهما، فيما لم تولِّ سنغافورة الشركة الصينية إلا دوراً ثانوياً في تطوير شبكة الجيل الخمس، حيث تعتمد بشكل أكبر على معدات "نوكيا" و"إريكسون". 

ولم تحظر فرنسا "هواوي" بشكل كامل، إلا أنه يجري الحد من رخص تشغيل الجهات التي تستخدم معداتها مستقبلاً.

ويذكر أن "هواوي" باتت أكبر شركة مصنّعة للهواتف الذكية في العالم في الربع الماضي، ويعود ذلك بشكل كبير إلى المبيعات في السوق الصينية، حتى مع تحرك واشنطن لمنع الشركة من الوصول إلى جزء كبير من نظام "أندرويد" التابع لشركة "غوغل".

ويأتي تشديد العقوبات وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين حيث تزعم واشنطن أن الشركات الصينية تستخدم للتجسس رغم النفي المتكرر لتلك المجموعات.