روسيا تُعدّ لمناورات عسكرية بمشاركة الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود صينيون يشاركون في تمرينات عسكرية على ساحل بحر البلطيق في منطقة كالينينجراد  - روسيا - 8 أغسطس 2019 - REUTERS
جنود صينيون يشاركون في تمرينات عسكرية على ساحل بحر البلطيق في منطقة كالينينجراد - روسيا - 8 أغسطس 2019 - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت روسيا، الاثنين، أنها ستنفذ تدريبات عسكرية ضخمة في شرق البلاد، تشارك فيها قوات من الصين، في ما يعكس العلاقات الدفاعية الوثيقة بشكل متزايد بين موسكو وبكين، في ظلّ توتر مع الغرب بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن مناورات "فوستوك 2022" (شرق 2022) ستُنفذ من 1 إلى 7 سبتمبر، في مواقع مختلفة بالشرق الأقصى لروسيا وبحر اليابان، وستشمل أكثر من 50 ألف جندي وأكثر من 5 آلاف قطعة سلاح، بما في ذلك 140 مقاتلة و60 سفينة حربية.

التدريبات ستُنفذ في 7 ميادين للرماية في أقصى شرق روسيا، بمشاركة قوات من أرمينيا وأذربيجان وبيلاروس وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، وهي جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفيتي، إضافة إلى الصين والهند ولاوس ومنغوليا ونيكاراجوا وسوريا والجزائر. وقد تشمل مشاركة تلك الدول وحدات عسكرية أو مراقبين.

وأشارت الوزارة إلى أن وحدات من القوات الروسية المحمولة جواً، وقاذفات بعيدة المدى وطائرات شحن عسكرية، ستشارك في التدريبات إلى جانب القوات الأخرى، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

"تحرّكات دفاعية وهجومية"

وذكرت الوزارة أن "وحدات عسكرية أجنبية مشاركة في تدريبات (فوستوك-2022) وصلت إلى ساحة تدريب سيرجيفسكي في بريموريي كراي (بأقصى شرق روسيا)، وبدأت تتحضّر وتتسلّم معداتها وأسلحتها". وأضافت أن المناورات ستشمل "تدريبات على تحرّكات دفاعية وهجومية"، برية وجوية وبحرية، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

وأشارت الوزارة إلى أن المناورات ستشهد تنفيذ البحريتين الروسية والصينية في بحر اليابان "عملاً مشتركاً لحماية الاتصالات البحرية، ومناطق نشاط اقتصادي بحري، ودعم قوات برية في مناطق ساحلية".

أثناء الإعلان عن المناورات للمرة الأولى الشهر الماضي، ذكر الجيش الروسي أنها جزء من تدريب قتالي مخطّط له، ومستمرّ رغم غزو أوكرانيا. وأكدت الصين إرسال قوات إلى روسيا للمشاركة في التدريبات، مستدركة أن ذلك "لا يمت بصلة إلى الوضع الحالي على المستويين الإقليمي والعالمي".

"تمرين محدود جداً"

وكالة "رويترز" أفادت بأن التدريبات ستكون على نطاق أصغر بكثير ممّا كانت عليه، عندما نُفذت للمرة الأخيرة في عام 2018، معتبرة أن ذلك يعكس ضغوطاً على الجيش الروسي خلال غزو أوكرانيا، علماً أن وزارة الدفاع الروسية أكدت لدى إعلانها عن المناورات، أن قدرتها على تنفيذها لم تتأثر بالحرب.

وأشارت الوكالة إلى أن العسكريين الـ50 ألفاً الذين أعلنت موسكو أنهم سيشاركون في المناورات، يشكّلون جزءاً ضئيلاً من رقم رسمي بلغ 300 ألف جندي، أُفيد بمشاركتهم في التدريبات قبل 4 سنوات، علماً أن محللين عسكريين غربيين رجّحوا أن يكون هذا الرقم مبالغاً فيه. ونُشرت آنذاك ألف طائرة حربية و36 ألف دبابة وعربة مدرعة.

وقال كونراد موزيكا، مدير شركة "روشان" للاستشارات العسكرية (مقرها بولندا): "سيكون هذا أصغر تدريب على المستوى الاستراتيجي منذ سنوات، لأن قدرات القوات البرية بأكملها تشارك في عمليات بأوكرانيا. لذلك يجب أن يكون التمرين محدوداً جداً".

اعتمدت روسيا بشكل كبير على وحدات من الشرق الأقصى، لتعزيز جهودها الحربية في أوكرانيا، على بعد آلاف الكيلومترات إلى الغرب، حيث تكبّدت قواتها خسائر فادحة في الرجال والعتاد، بحسب "رويترز".

ورجّح موزيكا نشر بين 70 و80% من الوحدات في المنطقة العسكرية بشرق روسيا، في أوكرانيا، ممّا يجعل من "المستحيل" على موسكو تأمين 50 ​​ألف رجل لتنفيذ التدريبات. واعتبر أن الرقم الأكثر منطقية سيكون من 10 إلى 15 ألفاً.

وأضاف: "روسيا تتظاهر بأن كل شيء على ما يرام وما زالت قادرة على تنفيذ مناورات عسكرية واسعة مع الصين. ولكن في الواقع أعتقد بأن نطاق هذه التدريبات سيكون محدوداً جداً، خصوصاً من منظور القوات البرية".

تقارب موسكو وبكين

تعكس التدريبات العلاقات الدفاعية المتزايدة بين موسكو وبكين، والتي تعززت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي. ورفضت الصين بشدة انتقاد الحرب، وحمّلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) مسؤولية استفزاز موسكو، منددة بالعقوبات التي فرضتها عليها.

في المقابل، ساندت روسيا بكين بقوة في ظلّ توتر مع الولايات المتحدة، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشابه بين دعم واشنطن لأوكرانيا ورحلة بيلوسي إلى تايوان، وأدرج الخطوتين في إطار جهود أميركية مزعومة لإثارة عدم استقرار في العالم، بحسب "أسوشيتد برس".

نفذت روسيا والصين مناورات حربية مشتركة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تدريبات بحرية ودوريات استُخدمت فيها قاذفات بعيدة المدى، فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي. وفي العام الماضي، نُشرت قوات روسية للمرة الأولى في الأراضي الصينية، لتنفيذ مناورات مشتركة.

تزامن ذلك مع توطيد علاقات شخصية قوية بين بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج، من أجل تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بين موسكو وبكين.

ورفضت روسيا والصين سابقاً إمكانية تشكيلهما تحالفاً عسكرياً، لكن بوتين قال إن استبعاد هذا الاحتمال ليس ممكناً. وأشار إلى أن موسكو تشارك بكين تكنولوجيات عسكرية شديدة الحساسية، ساهمت بشكل كبير في تعزيز القدرات الدفاعية للصين.

اقرأ ايضاً:

تصنيفات