أفادت قناة "سكاي نيوز" البريطانية، نقلاً عن ضباط بريطانيين بأن الفرقاطات والمروحيات التي ترافق البارجة "إتش إم إس الملكة إليزابيث"، تمكنت من تحديد مواقع الغواصات الصينية بدقة في بحر الصين الجنوبي خلال الأشهر الماضية.
وكشف ضباط بريطانيون لـ"سكاي نيوز"، أن الأسطول الحربي البريطاني تعقب الغواصات الصينية من حاملة حاملة الطائرات "الملكة إليزبيث"، لافتين إلى أنه كان مستعداً لاعتراض الطائرات الصينية في بحر الصين الجنوبي حال تطلب الأمر ذلك.
ونقلت القناة عن ضباط بريطانيين أن الطائرات الحربية الصينية كانت تحلق في الجو، لكنها حافظت على مسافة "احترافية"، بينما كانت ترسل إشارة من نوع ما عبر طريق الابتعاد عن مدى إطلاق الصواريخ بمسافة بلغت حوالي 150 ميلاً.
مناورات "القط والفأر"
وقال العميد بحري، ستيف مورهاوس، الضابط المسؤول عن مجموعة حاملات الطائرات البريطانية "كارير سترايك جروب"، إنه "في مطاردات (القط والفأر) من هذا النوع، أثق تماماً بأنهم يبتعدون إلى نطاقات يمكنهم من خلالها الاستفادة من مواقعنا لتسهيل تدريباتهم بالطريقة نفسها التي نقوم بها بذلك تجاههم. لذلك، فإن هذا لا يثير مخاوفنا".
وأضاف مورهاوس: "لم يشتبكوا معنا أو يحاصرونا، أو أي شيء من هذا القبيل. لكن المدى الذي حلقوا فيه كان دالاً على ما سيفعلونه على أرض الواقع".
وجاءت التفاصيل الجديدة بشأن المواجهة البحرية بين بريطانيا والصين، والتي وقعت خلال الفترة بين أغسطس وأكتوبر، بالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع البريطاني بن والاس رجح فيها إمكانية "استخدام حاملة الطائرات في مرحلة ما لشن ضربات جوية ضد أهداف إرهابية، بما في ذلك أفغانستان".
وقال بن والاس، خلال زيارته حاملة الطائرات "الملكة إليزبيث" التي تتوقف في سلطنة عمان، إن هذه القطعة الحربية ستكون من أجل "القضاء على الأشخاص الذين يشكلون تهديداً مباشراً للمملكة المتحدة أو حلفائنا".
ولفت وزير الدفاع إلى أنه "سواء كان ذلك الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل، أو العقد القادم، فستشارك فيه هذه الحاملة على المدى الطويل".
"عملية فورتيس"
وقالت "سكاي نيوز" إنها ولجت هذا الأسبوع إلى البارجة "الملكة إليزابيث" في أول عملية انتشار لها، والتي حملت اسم "عملية فورتيس"، والتي ستقودها من المملكة المتحدة إلى الشرق الأقصى ثم إلى بريطانيا مجدداً.
ويرافق حاملة الطائرات البريطانية أسطول من البحرية الملكية، وسفن حربية هولندية وأميركية. ومنذ بداية عملية الانتشار في مايو الماضي، قطعت حاملة الطائرات مسافة تزيد على 40 ألف ميل بحري.
وذكر العميد بحري مورهاوس أن "هذه الرحلة تركت أثراً جيداً"، مضيفاً: "إذا كانت هناك أي دولة تريد أن تسبب ضرراً أو أذى أو أي شكل من أشكال الإعاقة والتعطيل لمصالح بريطانيا، أعتقد أنها بالتأكيد نهضت من مكانها وراقبت جيداً ما يمكن أن تفعله حاملة الطائرات كوين إليزابيث".
اختبار روسي
ووفقاً لـ "سكاي نيوز"، ربما وقع أقسى اختبار لطاقم هذه البارجة، المؤلف من حوالي 1600 بحار وجندي مشاة بحرية وطيار، عندما اقتربت الطائرات الروسية بينما كانت الحاملة تمخر عباب شرق المتوسط في يونيو.
وبادرت الطائرات "إف ـ 35" البريطانية والأميركية، المصطفة على متن "كوين إليزابيث" لمنع الطائرات الروسية من التحليق فوقها، في أول مرة، إذ انطلقت المقاتلات وعلى متنها طيارون بريطانيون في البحر لاعتراض طائرات روسية، ثم مرافقتها.
و"كان هذا رائعاً"، على حد وصف القائد مارك سبارو، قائد السرب 617، الذي يضم طائرات "إف ـ 35"، الجيل القادم من الطائرات الحربية الشبحية البريطانية.
وأضاف: "إنه لأمر ممتع أن تقلع الحاملة في الأوقات العادية، ولكن عندما تفعل ذلك في عجالة، فإن ذلك يضيف ميزة أخرى، ثم أن تذهب وتقابل مقاتلة روسية "إس يو ـ 35" أو "إس يو ـ 34" فإن هذا يضيف للأمر إثارة دائمة".
وفي بعض الأحيان، "كان الطيارون يبقون جاهزين في طائراتهم، ومدججين بالسلاح، بينما تبقى المحركات مشغلة، تأهباً لأي إقلاع اضطراري طيلة فترة نشاط الروس في شرق المتوسط، والتي استمرت ما يقرب من 3 أسابيع"، بحسب "سكاي نيوز".
ولدى سؤاله عن الرسالة التي يعتقد أن المجموعة الهجومية على الحاملة بعثتها إلى موسكو، قال العميد البحري مورهاوس: "ببساطة لن يتم تخويفنا. إنها مساحة شاسعة من المياه، ويجب أن تكون الدول قادرة على القيام بعملياتها هناك بحرية".
"المناورات الصينية محترفة"
وقال ضباط غرفة العمليات إنهم كانوا مستعدين لتحدِّ مماثل من قبل الصين في هذه المرة، عندما تحركت الحاملة إلى بحر الصين الجنوبي.
ونقلت "سكاي نيوز" عن الملازم ريتشارد هانكس، كبير الضباط الحربيين القول: "كنا نتوقع الاستجابة (الروسية) نفسها من الصينيين".
وأضاف الملازم هانكس: "رأينا الطائرات الصينية تخرج وتحلق على المدى، ومن ثم قمنا باستيفاء شرط أن تكون قمرة القيادة في دورة التنبيه الصحيحة، لكننا لم نكن بحاجة إلى الإطلاق لإطلاق المقاتلات (إف ـ 35) للاعتراض".
ووصف العميد بحري مورهاوس المناورات الجوية الصينية بأنها "آمنة، ومحترفة". رغم ذلك، يضيف: "حظيت المجموعة الهجومية الأكبر في بريطانيا، بما تضم من سفن حربية ومروحيات، بفرصة صقل مهاراتها في مطاردة الغواصات".
وأوضح: "في مناسبتين، كنا واثقين من أننا نعرف مواضع غواصتهم بدقة باستخدام فرقاطاتنا ومروحياتنا، ثم تمكنا من التحرك بالحاملة حولها، وتخطيها حرفياً، حتى نتمكن من مواصلة طريقنا بأمان".
وفي معرض حديثه عن تجربة العمل ببحر الصين الجنوبي، قال مورهاوس: "وجهت فريقي لنظهر لبكين مدى روعتنا".
وشمل ذلك تحليق الطائرات "إف ـ 35" على مدى 24 ساعة يومياً، بينما كانت الفرقاطات والمدمرات المرافقة تنجز مهام أخرى.
وقال القائد البحري البريطاني: "أعتقد أننا تركناً انطباعاً راسخاً عما آلت إليه حاملة الطائرات البريطانية في فترة وجيزة للغاية".