رغم نفي بايدن.. وثيقة سرية تحذر واشنطن من سقوط كابول قبل أسابيع

time reading iconدقائق القراءة - 5
مسلحان من طالبان أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة الأفغانية كابول بعد السيطرة عليها - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
مسلحان من طالبان أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة الأفغانية كابول بعد السيطرة عليها - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي - الشرق

حذرت برقية سرية داخلية لوزارة الخارجية الأميركية، الشهر الماضي، كبار مسؤولي الوزارة من الانهيار المحتمل للعاصمة الأفغانية كابول، بعد وقت قصير من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، على الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي استبعد فيها ذلك، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين اثنين.

واعتبرت الصحيفة في تقرير، الجمعة، أن هذه البرقية السرية هي الدليل الأكثر وضوحاً حتى الآن على أنه تم تحذير الإدارة الأميركية من قبل مسؤوليها على الأرض، من أن "تقدم حركة طالبان كان وشيكاً"، وأن الجيش الأفغاني "قد يكون غير قادر على إيقافها".

تحذيرات مبكرة

وأشارت الصحيفة إلى أن البرقية تم إرسالها عبر قناة المعارضة السرية التابعة لوزارة الخارجية، وهي آلية رسمية للوزارة تسمح لموظفي الخدمة الخارجية بإثارة مخاوف بشأن السياسات الحالية، والتي تم تأسيسها خلال فترة "حرب فيتنام" نتيجة للمخاوف من تجاهل الآراء المخالفة.

ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن الوثيقة حذرت من "مكاسب سريعة لطالبان وانهيار لقوات الأمن الأفغانية"، كما قدمت توصيات بشأن كيفية تخفيف حدة الأزمة وتسريع عمليات الإجلاء.

ودعت البرقية، المؤرخة في 13 يوليو الماضي، وزارة الخارجية إلى استخدام لغة أكثر صرامة في وصف الجرائم التي ترتكبها "طالبان".

وقال المسؤولان للصحيفة، إن 23 من موظفي السفارة الأميركية في كابول، جميعهم أميركيون وقعوا على البرقية، مشيرين إلى أنه كان هناك اندفاع لتسليمها، بالنظر إلى الظروف الميدانية في كابول.

بلينكن يتفاعل

وبحسب الصحيفة "تم إرسال البرقية إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومدير تخطيط السياسات في وزارته سلمان أحمد، وتلقى الأول البرقية وراجعها بعد وقت قصير من تسلمها"، وفقاً للمصدر الذي أكد أن "التخطيط لحالة الطوارئ كان قيد التنفيذ بالفعل عند تسلم البرقية، وأن بلينكن رحب بالتعليقات الواردة فيها".

من جانبه، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، التعليق على الأمر، لكنه قال لـ"وول ستريت جورنال"، إن بلينكن يقرأ آراء كل المعارضة ويراجع كل شيء.

وأضاف: "أوضح أنه يرحب بالقناة المعارضة ويشجع استخدامها، وهو ملتزم بتنشيطها.. فنحن نقدر المعارضة الداخلية البناءة".

ورأت الصحيفة أن وجود هذه البرقية السرية يضيف إلى النقاش الموسع الذي يشمل البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) وأجهزة الاستخبارات، بشأن فهم المسؤولين الأميركيين للتقييمات المتعلقة باستقرار أفغانستان، إذ تنازع المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون، الذين يعانون من تداعيات الانهيار السريع للحكومة والقوات المسلحة في كابول، بشأن تقييمات المخابرات الأميركية الخاصة باستقرار البلاد.

تصريحات متضاربة

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال، في يوليو الماضي، إن انهيار الحكومة واستيلاء طالبان على السلطة هو أمر "مستبعد للغاية"، لكنه صرح في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، الأربعاء الماضي، بأنه لا يعرف "كيف يمكن الخروج من البلاد دون حدوث فوضى".

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون، الجنرال مارك ميلي، إن الانهيار السريع للحكومة والجيش في كابول، المدعومين من الولايات المتحدة، "كان غير متوقع".

وأضاف في تصريحات، الأربعاء: "لم أرَ أنا أو أي شخص آخر أي شيئ يشير إلى انهيار الجيش والحكومة في 11 يوماً".

بدء الإجلاء أول أغسطس

ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فقد حثّ الموقعون على البرقية وزارة الخارجية الأميركية، على البدء في تسجيل وجمع البيانات الشخصية بشكل مسبق لجميع الأفغان المؤهلين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة، والتي تستهدف الذين عملوا كمترجمين، أو موظفي السفارة المعينين محلياً، والمؤهلين لبرامج اللاجئين الأميركية الأخرى، كما حثوا الإدارة (في حينها) على بدء رحلات الإجلاء في موعد أقصاه 1 أغسطس الجاري.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في 14 يوليو الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من إرسال البرقية، أعلن البيت الأبيض  دعمه لنقل المواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع الحكومة الأميركية، والمؤهلين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة.

ووفقاً للمسؤول المطلع على الوثيقة، فإن العديد من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الإدارة الأميركية منذ ذلك الحين تتفق مع بعض الطلبات والتوصيات الواردة في البرقية، معتبراً أن "الإجراءات التي اتخذتها الإدارة في نهاية المطاف كانت أكثر صرامة مما أوصى به موظفو السفارة في المذكرة الداخلية قبل شهر".

اقرأ أيضاً: