فلسطين تطالب المبعوث الأميركي للسلام بـ"أفكار سياسية جدية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو. رام الله، 17 مايو 2021. - AFP
لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو. رام الله، 17 مايو 2021. - AFP
رام الله-محمد دراغمة

كشف مسؤول فلسطيني رفيع لـ"الشرق"، أن المبعوث الأميركي لعملية السلام هادي عمرو يحاول إعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، في وقت يطالب الجانب الفلسطيني بـ"طرح أفكار جدية" لإعادة إطلاق العملية السياسية.

وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، إن الجانب الأميركي يحاول، في ما يبدو، الظهور بمظهر من يعمل على حل الصراعات "بمقياس واحد ومن دون تمييز، كما ظهر في موقفه من الأزمة الروسية الأوكرانية".

وعقد عمرو، الذي وصل إلى البلاد الاثنين، لقاءين منفصلين في رام الله مع كل من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد إشتية.

وقال المسؤول الفلسطيني، إن الشيخ وإشتية أبلغا عمرو بأن الجانب الفلسطيني مستعد للعودة إلى المفاوضات فوراً، على أساس حل الدولتين، مع وقف الاستيطان، لإظهار أن هذه المفاوضات جدية وذات معنى. 

وذكر أن عمرو سيلتقي مع عدد من المسؤولين الاسرائيليين، وأنه قد يعود إلى رام الله في حال حدوث تقدم في هذه اللقاءات.

وقال الشيخ في تغريدة له عقب اللقاء: "أكدنا خلال اللقاء مع الموفد الأميركي هادي عمرو على أن مصداقية المجتمع الدولي على المحك"، مشدداً على عدم تجزئة "الشرعية الدولية والكيل بمكيالين في تنفيذ القرارات الأممية". وأضاف: "حان وقت تنفيذ تلك القرارات ورحيل الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا". 

وتكتسي زيارة عمرو أهمية خاصة لأنها تأتي في ذروة الأزمة الدولية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا التي خلقت اصطفافات دولية، وأثارت اهتماماً عالمياً بقضايا الصراعات، ومنها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

من جهته، وقال الناطق باسم السفارة الأميركية في القدس، ديفيد ترنبول لـ"الشرق"، إن عمرو يقوم بجولة تشمل الأردن وإسرائيل والضفة الغربية "بهدف البناء على رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن لتحقيق تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين على السواء".

وأضاف، أن المبعوث الأميركي "يعمل على وجه الخصوص على خفض التوتر من جهة، ومن جهة ثانية على تطبيق خطوات اقتصادية لتحسين شروط الحياة".

ضغط غربي

وذكر مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، في وقت سابق الاثنين، أنهم سيطالبون عمرو في هذه الزيارة بطرح أفكار جدية لإعادة إطلاق العملية السياسية، وعدم الاكتفاء بالعمل على تحسين المناخ العام بين الجانبين، مشيرين إلى أن الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على هذه الزيارة.

ورأى أحد المسؤولين، أن "الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها"، موضحاً أن "الجانب الأميركي يسعى إلى حشد مواقف دولية ضد العملية العسكرية الروسية، ولا يمكن أن تحظى جهود المجتمع الدولي بأي مصداقية ما دامت تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته الاستيطانية التوسعية الإحلالية بصورة مختلفة".

وقال دبلوماسي غربي لـ"الشرق" إن ممثلي الدول الصناعية السبع الكبرى في القدس ورام الله (أميركا واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا)، بالإضافة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي، طلبوا الأسبوع الماضي، عقد لقاء خاص مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتوصيل رسالة من دولهم بـ"ضرورة اتخاذ موقف واضح ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا".

بدوره، قال مسؤول فلسطيني: "نطالب بالمساواة في المعاملة، لا يمكنهم (الأميركيين) فرض عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بينما يكافئوا إسرائيل بامتيازات استثناثية رغم قيامها بما هو أشد وطأة من العملية العسكرية الروسية، سواء بالاستيطان أو طرد أصحاب البلد وإحلال مستوطنين مكانهم".

وقف الاستيطان

وأضاف أحد المسؤولين الفلسطينيين لـ"الشرق"، أن "جهود الإدارة الأميركية اقتصرت على ما يطلقون عليه إجراءات بناء الثقة، وتحسين المناخ العام، وهي جهود إيجابية نقدرها، لكن هناك حاجة إلى خطوات لوقف الاستيطان، وإطلاق مفاوضات جدية ذات مغزى".

وعمل المبعوث الأميركي لعملية السلام هادي عمرو وعدد من المسؤولين الأميركيين في العام الأخير على التقريب بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من خلال إجراءات "بناء ثقة" تستهدف تسهيلات ترمي إلى "تحسين شروط الحياة تحت الاحتلال"، بحسب المصادر الفلسطينية.

وتشمل الإجراءات لم شمل آلاف العائلات، وتسهيل العمليات الاقتصادية والمالية بين الجانبين، ومنح أذون عمل، وتصاريح بناء في بعض المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وقال المسؤول الفلسطيني المطلع على اللقاءات بين الجانبين، إن "فلسطين تحاول نقل اللقاءات من المستوى الحياتي المعيشي إلى المستوى السياسي"، منبهاً أن "الجانب الفلسطيني  أصر على عقد لقاءات سياسية مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية خاصة وزير الخارجية، وعدم الاكتفاء باللقاءات مع المسؤولين عن الأمن الصحة والاقتصاد".

تدخل الرباعية الدولية

وأوضح المسؤول الفلسطيني لـ"الشرق" أن جهود وقف الاستيطان، والعودة إلى مفاوضات ذات معنى، "لم تحقق النتائج المرجوة"، منبهاً أن "الأمر يتطلب تدخلاً دوليا خاصة من الولايات المتحدة الأميركية الأكثر تأثيراً على إسرائيل".

وحذر المسؤول أنه "في حال فشل الجهود الأميركية، فإن الجانب الفلسطيني سيتوجه إلى العالم، خاصة اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة، روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لتقديم مبادرات لإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان"، خاصة في ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني نفتالي بينيت إجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين، وإصراره على استبدال ذلك بلقاءات لـ"تحسين شروط الحياة تحت الاحتلال".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات