"التاسعة يا أهلي".. رحلة بطل مصر مع الألقاب الإفريقية

time reading iconدقائق القراءة - 7
فرحة لاعبي الأهلي بالتتويج بدوري أبطال إفريقيا على حساب الزمالك - الصفحة الرسمية للنادي الأهلي
فرحة لاعبي الأهلي بالتتويج بدوري أبطال إفريقيا على حساب الزمالك - الصفحة الرسمية للنادي الأهلي
الشرق

بعد سبع سنواتٍ عجاف، فتح الأهلي المصري خزائنه لاستقبال لقب دوري أبطال إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه، بعد فوزه، الجمعة، على غريمه الزمالك (2-1) في نهائي نسخة (2019-2020) من البطولة. 

وبعد أن ملّت الجماهير الحمراء من هتاف "التاسعة يا أهلي" الذي لازمها منذ 2013 حين فاز الفريق باللقب على حساب أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، آن لها أن تتجهز لمرحلة جديدة شعارها "العاشرة يا أهلي" يبحث خلالها زعيم القارة السمراء عن لقبه العاشر من بطولته المحببة.

ونستعرض في هذا التقرير رحلة الأهلي مع الألقاب الإفريقية التسع التي بدأت قبل 38 عاماً بأقدام رئيس النادي الحالي محمود الخطيب.

 

لقبان وصيام طويل

بدأ الأهلي مشوار التتويج الإفريقي عام 1982. فاز بست مباريات في الأدوار التمهيدية والإقصائية ليصل إلى النهائي، ويواجه أشانتي كوتوكو الغاني. فاز الأهلي ذهاباً على ملعبه (3-0) وتعادل في الإياب (1-1) ليحصد اللقب الأول في تاريخه، وتصدر محمود الخطيب "بيبو" ترتيب الهدافين بستة أهداف. 

بعد خمس سنوات، أضاف الأهلي اللقب الثاني إلى خزائنه. كان المشوار صعباً في الأدوار الإقصائية، حيث تخطّى الفريق المصري عقبة أفريكا سبورت بركلات الترجيح في ربع النهائي، وفاز بصعوبة على أشانتي كوتوكو  في نصف النهائي. وفي النهائي كان على موعد مع الهلال السوداني. انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، وفي الإياب في القاهرة تفوّق الفريق المصري بثنائية نظيفة ليتوّج باللقب الثاني. 

عانى "المارد الأحمر" عقب هذا التتويج من صيام طويل امتد 14 عاماً. وكانت حقبة التسعينيات حقبة صفرية للفريق المصري الذي مرّ بمرحلة عدم اتزان بعد اعتزال الخطيب وعدد من نجوم الفريق، إضافة إلى قرار صالح سليم رئيس النادي مقاطعة البطولات الإفريقية في منتصف التسعينيات احتجاجاً على العقوبات التي فرضها "كاف" على النادي عقب مباراة الأهلي والزمالك في السوبر الإفريقي عام 1994، واستمرت هذه المقاطعة بين عامي 1995 و1998. 

أنهى الأهلي صيامه الطويل عام 2001 حين توّج باللقب الثالث في مسيرته على حساب صن داونز الجنوب إفريقي. في مباراة الذهاب تعادل الفريقان بهدف لكل منهما، وفي الإياب فاز الأهلي بثلاثية نظيفة سجلها مهاجمه خالد بيبو. 

 

فترة ذهبية 

بين عامي 2005 و2008، بسط الأهلي نفوذه على القارة السمراء بجيله الذهبي الذي ضم لاعبين مميزين مثل محمد أبو تريكة، ومحمد بركات، ووائل جمعة، وعصام الحضري، إضافة إلى المدرب البرتغالي الداهية مانويل جوزيه. 

عام 2005، اصطدم الأهلي في الدور نصف النهائي بغريمه التقليدي الزمالك. ونجح المارد الأحمر في الفوز ذهاباً وإياباً بنتيجة (4-1) ليصعد للنهائي ويواجه النجم الساحلي التونسي ويتفوق عليه (3-0) في مباراة الإياب بالقاهرة، بعدما انتهى لقاء الذهاب دون أهداف. 

احتفظ الأهلي باللقب الإفريقي، ونجح في العام التالي في التتويج بالبطولة على حساب فريق تونسي آخر هو الصفاقسي في النهائي الدراميّ الشهير الذي احتضنه ملعب رادس. وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين قد انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في القاهرة. وفي العودة، استمر التعادل السلبي حتى الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع قبل أن يسجل محمد أبو تريكة هدفاً قاتلاً منح اللقب للفريق المصري. 

وكان الأهلي قريباً من الاحتفاظ باللقب للعام الثالث على التوالي عام 2007 حين بلغ النهائي أمام النجم الساحلي التونسي. انتهت مباراة الذهاب في تونس بالتعادل السلبي، وفي القاهرة باغت الضيوف الأهلي بأداء قوي وفازوا (3-1).

سادس ألقاب بطل مصر جاءت في العام التالي 2008. وبعد اختبار قوي أمام إنيمبا النيجيري في نصف النهائي، تجاوزه الأهلي بصعوبة بنتيجة (1-0) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، كان الفريق على موعد مع القطن الكاميروني في المباراة النهائية. تفوق الأهلي ذهاباً بثنائية نظيفة وتعادلا في الإياب بهدفين لكل منهما، ليفوز الفريق المصري (4-2) بمجموع اللقائين. 

الثلاث سنوات التالية، لم يتوّج خلالها الأهلي باللقب، ولم يصل إلى المباراة النهائية. ودّع البطولة من الدور الثاني عام 2009 أمام كانو بيلارس النيجيري. ومن نصف النهائي أمام الترجي عام 2010، ومن مرحلة المجموعات عام 2011. 

استعاد الفريق المصري تألقه. ورغم توقف المنافسات المحلية وعدم انتظامها عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، فإن الأهلي نجح في التتويج بلقبين متتاليين عامي 2012 و2013 على حساب الترجي التونسي وأورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي على الترتيب، ليرفع الفريق المصري رصيده إلى ثمانية ألقاب قارية.

سبع عجاف 

بعد لقب 2013، بدأ الأهلي مرحلة جديدة في تاريخه الحديث بعد اعتزال نجوم الصف الأول الذين أسهموا في طفرته القارية بين عامي 2005 و2013.

تعرض الفريق لهزة محلية بعدما انتزع غريمه الزمالك لقب الدوري موسم (2014-2015) وحاول مجلس الإدارة الجديد برئاسة محمود طاهر إعادة الأهلي لمنصة التتويج القارية لكنّ محاولاته باءت بالفشل عدا مرة واحدة حين فاز الأهلي بالكونفيدرالية الإفريقية عام 2014. 

في عهد طاهر، بلغ الأهلي نهائي دوري الأبطال في أكتوبر 2017، لكنّه خسر اللقب لمصلحة الوداد الذي فاز على الفريق المصري (2-1) بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.

الرئيس التالي للأهلي محمود الخطيب، الذي توّج بالبطولة لاعباً، وضع الفوز بدوري أبطال إفريقيا على قمة أولوياته، ورغم ذلك ذاق الأهلي من الكأس نفسه في العام التالي حين بلغ المباراة النهائية، وخسر من الترجي التونسي (4-3) بمجموع المباراتين.

ثم تجرع الفريق المصري هزيمة قاسية في النسخة التالية حين سقط أمام صن داونز الجنوب إفريقي بخماسية نظيفة في الدور ربع النهائي. وهي الهزيمة الكبرى في تاريخ النادي المصري بالبطولة. وطالب كثيرون بعدها مجلس إدارة النادي بالاستقالة.

وضع الأهلي نصب عينيه منذ انطلاق الموسم الحالي (2019-2020) التتويج بدوري أبطال إفريقيا. وبعد رحيل السويسري رينيه فايلر ، استعان الأهلي بالجنوب إفريقي بيتسو موسيماني صاحب الخبرة الكبيرة في الكرة الإفريقية، حيث سبق له التتويج باللقب عام 2016،  وهو أيضاً صاحب خماسية صان داونز في الشباك الحمراء قبل عام. 

نجح موسيماني في قيادة الأهلي لعبور الوداد في الدور نصف النهائي، ليصعد لمواجهة الغريم التقليدي الزمالك في المباراة النهائية. 

في النهائي، ورغم تفوّق الزمالك في فترات كثيرة من المباراة إلّا أن الأهلي نجح في حسمها في الوقت القاتل. سجل كل فريق هدفاً، وقبل النهاية انطلق محمد مجدي "أفشه" وسدد الكرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لتسكن شباك الزمالك في الدقيقة 86، ليحصد الأهلي لقبه التاسع، ويُنهي سبع سنوات عجاف.