
قال مصرف لبنان المركزي في بيان الأربعاء، إنه سيبدأ بتأمين الاعتمادات اللازمة للمحروقات على أساس سعر السوق لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.
ووفقاً للبيان الذي أصدرته وحدة الإعلام والعلاقات العامة بالبنك المركزي: "اعتباراً من تاريخ 12/8/2021، سيقوم مصرف لبنان بتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات، معتمداً الآلية السابقة، ولكن باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية، تبعاً لأسعار السوق".
وكان مصدر وزاري أفاد لوكالة "رويترز"، وتقرير لقناة "الجديد" اللبنانية، بأن رياض سلامة حاكم مصرف لبنان قال الأربعاء، إن البنك المركزي لم يعد يمكنه فتح خطوط ائتمان لواردات الوقود أو دعم مشترياته، وهو ما يعني دخول البلاد إلى أزمة جديدة قديمة، تتمثل في عدم قدرتها على استيراد هذه المادة الحيوية.
ويعاني لبنان نقصاً حاداً في الوقود بسبب أزمة مالية أفقدت الليرة أكثر من 90 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار، في أقل من عامين.
ومنذ بداية الأزمة، يستخدم البنك المركزي احتياطياته الدولارية لتمويل واردات الوقود بأسعار الصرف الرسمية، التي تقل كثيراً عن سعر تداول الدولار في السوق الموازية.
ورفعت الحكومة أسعار الوقود في يونيو، بعد أن بدأ البنك المركزي تقديم خطوط ائتمان للوقود بسعر 3900 ليرة للدولار، وهو أعلى من السعر الرسمي البالغ 1500 ليرة، لكنه ما زال منخفضاً كثيراً عن سعر السوق الموازية، الذي يتم تداوله عند 20 ألف ليرة للدولار.
المستشفيات "ستغلق أبوابها"
وهذه الأزمة ليست وليدة اليوم، إذ يعاني لبنان منذ فترة من قضية إمدادت الطاقة. وفي هذا الإطار، حذر نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون، من أن المستشفيات ستغلق أبوابها إذا بقيت الأوضاع على حالها في ما يتعلق بإمدادات الطاقة، متهماً منشأتي طرابلس والزهراني بمنع تسليم المستشفيات مادة المازوت، بينما أعلن عدد من المستشفيات نفاد المازوت.
وقال هارون لـ"الشرق": "لا نعلم أين سنذهب بالمرضى إذا أقفلت تلك المستشفيات أبوابها، لأن المستشفيات البديلة أيضاً تحتج بسبب نقص مادة المازوت لديها". وحذر هارون من حدوث "كارثة بالقطاع الاستشفائي إذا لم يتم حل الموضوع بأسرع وقت ممكن".
وقال مصدر في وزارة الصحة لـ"الشرق"، إن الوزير في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن يجري اتصالات مع وزير الطاقة ريمون غجر، ومنشأة الزهراني للطاقة، من أجل تأمين المازوت للمستشفيات، انطلاقاً من الحس الأخلاقي لأن الوزارة لا دخل لها كون المستشفيات خاصّة.
ولفت المصدر إلى أن 4 مستشفيات شمالي البلاد أعلنت أنها ستغلق أبوابها خلال 4 أيّام، إذا لم يتم تأمين مادة المازوت.
اجتماع لـ"المجلس الأعلى للدفاع"
وفي سياق متصل، أعلنت الرئاسة اللبنانية، أن المجلس الأعلى للدفاع أصدر سلسلة قرارات لمعالجة الأوضاع الأمنية والمعيشية، منها مطالبة قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، بتكثيف الاجتماعات الدورية لمتابعة الأوضاع الأمنية ومعالجتها.
وقالت الرئاسة، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن المجلس الأعلى للدفاع عقد اجتماعه، برئاسة الرئيس ميشيل عون، لبحث الأوضاع الأمنية والمعيشية وأزمة الدواء والمحروقات، وهو ما اعتبره رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "مخالفة دستورية" نظراً لانعقاده من دون رئيس حكومة تصريف الأعمال.
أسوأ انهيار في العالم
وجراء الانهيار الاقتصادي الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قبل أيام، أن 78% من السكان باتوا يعيشون في الفقر، فيما يعيش 36% في فقر مدقع.
ومع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد، تشهد البلاد منذ أسابيع طويلة شحّاً في مواد رئيسية عدة بينها الوقود والأدوية.
وفي لبنان، كل يوم تقريباً، يصدر تحذير من قطاع ما: المستشفيات تحذر من نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات وسط انقطاع التيار الكهربائي ومخاطره على حياة المرضى، الصيدليات تنفذ إضرابات بسبب انقطاع الأدوية، المتاجر قد تضطر لإفراغ براداتها لعدم توافر الكهرباء والوقود.
واعتاد اللبنانيون على مشهد الطوابير، إذ ينتظرون لساعات أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة تقنين حاد في توزيع البنزين والمازوت، وتطور الاكتظاظ في مناطق عدة إلى إشكالات وحتى إطلاق نار، وقد قتل 3 أشخاص الاثنين في حادثين منفصلين بسبب خلاف على شراء الوقود أمام المحطات.
اقرأ أيضاً: