تحركات عسكرية قبل زيارة بيلوسي إلى تايوان.. وبكين: واشنطن "ستدفع الثمن"

time reading iconدقائق القراءة - 6
عجوز في تايبيه يتابع تقارير تلفزيونية عن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي المنتظرة إلى تايوان. 2 أغسطس 2022  - Bloomberg
عجوز في تايبيه يتابع تقارير تلفزيونية عن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي المنتظرة إلى تايوان. 2 أغسطس 2022 - Bloomberg
بكين/ كوالالمبور/ هونج كونج/ كييف -وكالات

تأكدت عمليات انتشار قطع حربية في محيط جزيرة تايوان وسط مؤشرات على نشاط عسكري قرب جانبي المضيق، فيما حذّرت الصين الولايات المتحدة، الثلاثاء، من أنها "ستدفع الثمن" في حال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان.

وأفاد موقع "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات الجوية، الثلاثاء، بأن طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية كانت تقل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى ماليزيا، غادرت العاصمة كوالالمبور.

ولم يتم تحديد ما إذا كانت بيلوسي أو وفدها على متن تلك الطائرة، وسط توقعات بوصولها إلى تايوان في وقت لاحق، الثلاثاء، حسبما أفادت مصادر مطلعة. 

وقالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، على لسان مسؤول بالبحرية الأميركية، إنها لن تخيفها "قعقعة السيوف" الصينية بشأن الزيارة.

وقال محللون عسكريون إقليميون إن "تعزيز الانتشار في وقت التوتر يزيد مخاطر وقوع حوادث، حتى لو لم يكن أي طرف يريد صراعاً فعلياً". 

وتمركزت أربع سفن حربية أمريكية، بينها حاملة طائرات، في المياه شرقي الجزيرة. وأكد المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن حاملة الطائرات "رونالد ريجان" عبرت بحر الصين الجنوبي، لافتاً إلى أنها "حالياً في بحر الفلبين شرقي تايوان والفلبين وجنوبي اليابان".

وقال المسؤول: "في حين أنها قادرة على التعامل مع أي احتمال، فهذه عمليات انتشار اعتيادية". وأضاف أنه لا يمكنه التعليق بشأن مواقع محددة. وتعمل حاملة الطائرات المتمركزة في اليابان مع سفينة الصواريخ الموجهة "أنتيتام" والمدمرة "هيجينز".

وأوضح المسؤول بالبحرية الأمريكية أن سفينة الهجوم البرمائي "تريبولي" أيضاً في المنطقة ضمن الانتشار الذي بدأ أوائل مايو الماضي، من مينائها الأصلي في سان دييجو بولاية كاليفورنيا.

خطوة صينية "غير معتادة"

قال مصدر مطلع لـ"رويترز" إنه إلى جانب تحليق الطائرات الصينية قرب خط الوسط في الممر المائي ذي الحساسية الشديدة، صباح الثلاثاء، ظلت عدة سفن حربية صينية قريبة من الخط غير الرسمي منذ أمس الاثنين.

وذكر المصدر أن السفن والطائرات الحربية الصينية "ضغطت" على خط الوسط، صباح الثلاثاء، في خطوة "غير معتادة" وصفها المصدر بأنها  "استفزازية للغاية".

وأوضح أن المقاتلات الصينية أجرت مراراً مناورات تكتيكية "لامست" خلالها لفترة وجيزة خط الوسط وحلّقت عائدة إلى الجانب الآخر من المضيق، صباح الثلاثاء، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة. ولا تعبر طائراتُ أي من الجانبين عادة خط الوسط.

وفي مدينة شيامن جنوب شرق الصين، والتي تقع قبالة تايوان وبها وجود عسكري كبير، أبلغ سكان عن مشاهدة تحركات لمركبات مدرعة، ونشروا صوراً لها على الإنترنت. ولم تتحقق "رويترز" بعد من الصور.

كانت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تضج بالخوف من الصراع المحتمل والحماسة الوطنية بشأن احتمالية الوحدة مع تايوان.

منذ الأسبوع الماضي، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات مختلفة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية في جنوب الصين والبحر الأصفر وبحر بوهان.

بكين تحذّر من "دفع الثمن"

قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينج، خلال إحاطة إعلامية دورية، الثلاثاء، إن "الجانب الأميركي سيتحمّل المسؤولية وسيدفع الثمن، في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية".

وتعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضي الصين الواجب توحيدها، بالقوة إن اقتضى الأمر ذلك. ووجهت تحذيرات إلى واشنطن أكثر من مرة بشأن مغبة قيام بيلوسي بزيارة الجزيرة التي ستستفزها بشدة.

وعادة ما يأتي مسؤولون أميركيون إلى تايوان في زيارات تبقى بعيدة عن الأضواء هدفها التأكيد على دعم الجزيرة، غير أن بيلوسي ستكون أعلى مسؤول أميركي يزور تايوان في التاريخ الحديث، في حال أقدمت على هذه الخطوة.

تايوان تتوعد

وقالت وزارة الدفاع التايوانية، الثلاثاء، إنها على دراية تامة بالأنشطة العسكرية قرب تايوان، مؤكدة أنها "ستنشر القوات على نحو ملائم رداً على تهديدات العدو".

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية بالجزيرة، نقلاً عن مصادر لم تحددها، أن الوزارة "عززت" مستوى الاستعداد القتالي، من صباح الثلاثاء حتى ظهر الخميس.

موسكو تتهم واشنطن بـ"زعزعة العالم"

من جانبها، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ"زعزعة العالم" من خلال إحداث توترات بشأن تايوان، إذ يثير احتمال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لهذه الجزيرة غضب بكين.

وكتبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عبر تليجرام، الثلاثاء، أن "واشنطن تزعزع العالم. لم يُحل أي نزاع في العقود الأخيرة بل تم التسبب بنزاعات كثيرة".

وتبدو هذه التصريحات بمثابة رد موسكو على اتهامات الغرب لها، بقيادة الولايات المتحدة، بزعزعة الاستقرار من خلال هجومها العسكري على أوكرانيا.

وبدأت بيلوسي هذا الأسبوع جولة آسيوية ترفع منسوب التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية زيارة غير مؤكدة إلى تايوان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات