طالبان تخفض الرسوم على استيراد الغذاء لمواجهة أزمة جوع مرتقبة

time reading iconدقائق القراءة - 5
فتى يبيع الخبز لأسر أفغانية نازحة في حديقة شهر ناو في كابول. أفغانستان، 4 أكتوبر 2021 - REUTERS
فتى يبيع الخبز لأسر أفغانية نازحة في حديقة شهر ناو في كابول. أفغانستان، 4 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي-بلومبرغ

خفضت حكومة حركة طالبان الأفغانية رسوم الاستيراد على المواد الغذائية الأساسية، في الوقت الذي تكافح فيه مع ارتفاع الأسعار وأزمة السيولة التي صعّبت على الأفغان إطعام أسرهم، في الوقت الذي يقترب فيه الشتاء القارس. 

وتعاني أفغانستان من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب نقص في العرض ومشاكل في سلسلة توريد المواد الغذائية، ما شكل عراقيل كبيرة بالنسبة لطالبان التي وصلت إلى السلطة في أغسطس مع خروج القوات الأميركية.

وتعتمد البلاد في الوقت الراهن إلى حد كبير على الواردات والمساعدات الخارجية لتلبية احتياجاتها من الإمدادات الغذائية.

وقال المتحدث باسم وزارة مالية طالبان، أحمد والي حكما إن الوزارة خفضت الرسوم الجمركية على استيراد الطحين (الدقيق) إلى ألف أفغاني (العملة المحلية لأفغانستان) من 3095 أفغاني، بينما خفضت الرسوم الجمركية للطن الواحد من زيت الطهي بأكثر من النصف إلى 2012 أفغاني من 5885 أفغاني (ألف أفغاني تعادل 11 دولاراً أميركياً تقريباً).

وأوضح المتحدث باسم وزارة المالية في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة "بلومبرغ" أنه تقرر أيضاً تخفيض رسوم استيراد طن السكر إلى 1548 أفغاني من 3483 أفغاني.

التهريب لتجنب الرسوم

وقال حكمال إن أفغانستان تستورد أكثر من نصف احتياجاتها الغذائية من الدول المجاورة، ولا سيما باكستان وكازاخستان وأوزبكستان.

وأشار المتحدث إلى أن أفغانستان هي أيضاً مشترٍ كبير للأرز، إذ تستهلك نحو 600 آلاف طن من الأرز سنوياً.

وأوضح أنه يتم تهريب بعض الواردات من المواد الغذائية لتجنب الرسوم الجمركية عبر دفع رشوة إلى بعض مسؤولي الجمارك للمساعدة في ذلك. 

وأضاف أن حركة طالبان تعمل على وقف الفساد، ونتيجة لذلك تضاعفت الإيرادات من الرسوم الجمركية لتصل إلى 4 ملايين دولار يومياً مقارنة بالشهر الماضي.

أزمة جوع في الشتاء

ويواجه الكثير من الأفغان أوضاعاً معيشية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء. وحذر تقرير للأمم المتحدة في 25 أكتوبر من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان سيواجهون أزمة جوع حادة اعتباراً من الشهر المقبل، بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن عدد الأشخاص المعرضين للخطر والبالغ عددهم 22.8 مليون شخص هو الأعلى في السنوات العشر منذ تجميع البيانات. ويزيد ذلك بنسبة 37% من التقييم السابق في أبريل، قبل تولي طالبان السلطة.

وفي محاولة لمعالجة المشكلة، أعلنت طالبان عن إطلاق برنامج "الغذاء مقابل العمل" في وقت سابق من الأسبوع الجاري في كابول.

وقالت وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية إن الخطة تهدف لمنح 40 ألف شخص وظائف يحصلون على أكياس من القمح بدلاً من الأجر المادي.

مساعدات دولية

ووافق المجتمع الدولي على إيصال المساعدات لأفغانستان من خلال الأمم المتحدة، إذ لا يوجد إجماع قوي حول كيفية التعامل مع حكومة طالبان.

وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها مراراً إن الحكم على الحكومة الأفغانية الجديدة سيكون بناءً على الأفعال وليس الأقوال، في إشارة إلى احترام طالبان لالتزاماتها الدولية، والتي تشمل تشكيل حكومة شاملة وضمان عدم تحول أفغانستان إلى ملاذ للجماعات الإرهابية، فضلاً عن ضمان حقوق المرأة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، الأربعاء، إن الصين تخطط لتقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان.

وأضاف ليجان في إفادة صحافية أن الصين "تحث الولايات المتحدة والدول الغربية على رفع العقوبات المفروضة على أفغانستان، وتدعو جميع الأطراف إلى التعامل مع حركة طالبان الأفغانية بطريقة منطقية وعملية".

وتفيد تقارير بأن بعض الدول قد تتواصل مع الحركة، إذ أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن الاتحاد الأوروبي يدرس خطة لإعادة فتح مكتبه الدبلوماسي في كابول للضغط من أجل حقوق الإنسان وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. ورحبت طالبان على نطاق واسع بالقرار.