
ذكرت شبكة "سي إن إن"، الاثنين، أن مسؤولي إنفاذ القانون في الولايات المتحدة صادروا 6 ملايين دولار من مدفوعات الفدية، مشيرةً إلى أنه من المتوقع أن تعلن وزارة العدل توجيه اتهامات لمشتبه به أوكراني الجنسية بشأن هجوم سيبراني خلال يوليو الماضي، على شركة أميركية.
ومن المقرر وفقاً للشبكة، أن يواجه ياروسلاف فاسينسكي، وهو مواطن أوكراني اعتُقل في بولندا الشهر الماضي، اتهامات لنشره برامج الفدية المعروفة باسم "REvil"، والتي تم استخدامها في عمليات اختراق كلفت الشركات الأميركية ملايين الدولارات.
وفي الرابع من يوليو الماضي، نفذ فاسينسكي هجوماً ببرنامج الفدية على شركة البرمجيات "Kaseya" التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها، والتي أصابت ما يصل إلى 1500 شركة حول العالم، وتتضمن الاتهامات التي من المتوقع أن تعلنها وزارة العدل "التآمر لارتكاب الاحتيال وغسيل أموال".
وأشارت الشبكة إلى مزاعم حول تورط شخص آخر في تلك الهجمات الإلكترونية، وهو مواطن روسي يُدعى يفجيني بوليانين، كانت السلطات الأميركية صادرت ما لا يقل عن 6 ملايين دولار من الأموال التي يُزعم أنها مرتبطة بدفعات الفدية التي تلقاها.
ويقبع فاسينسكي البالغ 22 عاماً في أحد مراكز الاحتجاز البولندية، في انتظار إجراءات التسليم إلى الولايات المتحدة، بينما لا يزال بوليانين (28 عاماً) طليقاً.
ونقلت "سي إن إن" عن خبراء قولهم، إن احتجاز مشغلي برامج الفدية يُشكّل جزءاً مهماً من استراتيجية الولايات المتحدة لكبح تلك الهجمات.
وأعلنت وكالة تطبيق القانون الأوروبية "يوروبول"، الاثنين، أن السلطات الرومانية اعتقلت الأسبوع الماضي، اثنين من نشطاء "REvil" المزعومين.
وسلمت السلطات الكورية الجنوبية الشهر الماضي، إلى الولايات المتحدة مواطناً روسياً متهماً بالانتماء إلى عصابة إجرامية متورطة في هجمات سيبرانية ضد ملايين أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم.
مكافآت أميركية
ولزيادة الضغط في كبح مثل هذه الهجمات، أعلنت الولايات المتحدة في 4 نوفمبر الماضي، عن مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار، لمن يُدلي بمعلومات تقود إلى التعرف على أو مكان الأفراد الذين يقومون بإدارة مجموعة "DarkSide" التي تقوم بارتكاب جرائم سيبرانية، أو يلعبون أدواراً قيادية بها.
وأعلنت الخارجية الأميركية أيضاً عن مكافأة أخرى تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على أو إدانة أي من الأفراد الذين يحاولون المشاركة في جرائم "برامج الفدية" التي تقوم بها المجموعة، في أي بلد.
وتتهم الخارجية الأميركية مجموعة DarkSide، التي يعتقد بأنها تتخذ من روسيا مقراً لها، بالمسؤولية عن الهجمات السيبرانية على شركة "كولونيال بايبلاين"، في مايو الماضي، والتي أدت لإغلاق الشركة لـ5 آلاف و500 ميل من الأنابيب النفطية التي تحمل 45% من الوقود المستخدم في ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن عرضها لتلك المكافأة يظهر التزامها بحماية جرائم الفدية حول العالم من التعرض للابتزاز من جانب المجرمين السيبرانيين.
ودفع ضحايا هجمات "برامج الفدية"، بحسب ما ذكرت "سي إن إن"، نحو 350 مليون دولار كفدية في عام 2020.
روسيا تنفي علاقتها بالهجمات
وفي مايو الماضي، نفت روسيا وجود أي صلة لها في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شركة "كولونيال بايبلاين"، المشغلة لأنابيب الوقود الأميركية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، معلقاً على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن أدلة بوجود فيروس "فدية" في روسيا، إنه "لا علاقة لروسيا بهذا الأمر".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت موسكو مستعدة للتفاعل مع واشنطن بشأن القضية، أكد بيسكوف أن "الولايات المتحدة ترفض التعاون في مكافحة الجرائم الإلكترونية".
وتعرضت "كولونيال بايبلاين" لهجمة من مجموعة مخترقين، تمكنوا خلالها من شلّ الأنظمة الإلكترونية للشركة، ووضعها تحت رحمتهم من خلال استخدام فيروس "فدية"، إذ احتجزوا بيانات حساسة من خوادم الشركة، للضغط عليها لدفع فدية مالية ضخمة.
وأثر الهجوم بشكل واضح على حركة المنتجات البترولية في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إذ إن خطوط "كولونيال بايبلاين"، تحمل نحو 45% من الوقود المستهلك بالمنطقة.
اقرأ أيضاً: