كاليفورنيا -أ ف ب
بعدما أرغمت النيران في ولاية كاليفورنيا عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية، من توسّع رقعة انتشار الحرائق التي لم تشهد الولاية مثلها منذ وقت طويل، ما دفع حاكمها إلى طلب دعم من كندا، وأستراليا.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إلى أن "الغرب الأميركي والسهول الكبرى تغطيها سحابة دخان واسعة، نتيجة حرائق الغابات المستمرة الممتدة من جبال روكي إلى الساحل الغربي". وأضافت: "مع الجفاف الحاد، يمكن أن تؤدي العواصف الرعدية الجافة إلى حرائق إضافية هذا الأسبوع"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأتى أضخم حريقين على 240 ألف هكتار و565 مبنى. كما غطى أحد الحريقين نحو 120 ألف هكتار، ما جعله ثاني أوسع حريق في تاريخ الولاية. وحاول نحو 2600 إطفائي إخماد الحريقين، وأفاد مسؤولون باحتواء بين 15 و10 بالمئة منهما.
وقال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم: "لم نرَ شيئاً مماثلاً منذ سنوات طويلة جداً". وتواصل ولايات، مثل أوريغون ونيومكسيكو وتكساس، إرسال طواقم إطفاء ومعدات مراقبة وتجهيزات لمكافحة الحرائق في كاليفورنيا. لكن اتساع نطاق الكارثة دفع حاكم الولاية إلى طلب دعم من كندا، وأستراليا التي اعتبر أن لديها "أفضل إطفائيين في العالم".
وأشار إلى أن غالبية الحرائق تستعر في مناطق غير مأهولة، لكنها شملت نحو 300 ألف هكتار، وهي مساحة تقارب حجم ولاية رود آيلند.
وسُجلت 5 وفيات على صلة بالحرائق. وأُجلي نحو 119 ألف شخص من المنطقة، يواجه كثيرون منهم صعوبات في إيجاد ملجأ، ويخشون الذهاب إلى المراكز التي أنشأتها السلطات، خشية تعرّضهم لفيروس "كورونا" المستجد.
ولجأت عائلات في مقاطعات جنوب كاليفورنيا للمبيت في مقطورات على امتداد المحيط الهادئ، بعد فرارها من النيران القريبة من منازلها، فيما واجه سياح مطالبات بمغادرة أماكن إقامتهم، لتأمين مساكن للنازحين.
لكن سكاناً رفضوا أوامر بإجلائهم. وقال جان نيومان (68 عاماً) لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل": "على الأقلّ نحن هنا، نعرف بالضبط ما يجري. العائلة قلقة، لكن الأمر مختلف قليلاً عندما تكون هنا منذ البداية".
وتضررت أيضاً محميات طبيعية، إذ أفاد متنزه "بيغ باسان ريدوود ستات بارك" بتدمير بعض أبنيته التاريخية نتيجة النيران. المتنزه الذي يضمّ أشجار "ريدوود" العملاقة التي يتجاوز عمرها 500 سنة، ذكر أنه "تضرّر بشدة".
