قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الخميس، إن المظاهرات التي وصفها بـ"المليونية" التي شهدتها كافة المدن السودانية تثبت تمسّك الشعب بـ"السلمية والتزامهم بالديمقراطية"، وذلك وسط أجواء "متوترة" في شوارع العاصمة الخرطوم والتي شهدت اعتصام مؤيدين لـ"الحكم العسكري" منذ 6 أيام.
وأوضح حمدوك في كلمة مسجلة، الخميس، أن بلاده "ظلت 5 عقود تبحث عن المشروع الوطني الديمقراطي الذي بدأ بثورة أكتوبر في عام 1964"، مشيراً إلى أن "الملايين التي خرجت اليوم في كل المدن والقرى السودانية تؤكد تمسكها بالتحول المدني الديمقراطي".
وأضاف: "لقد أثبتم اليوم تمسككم بالسلمية والتزامكم بالسير في درب الحرية والديمقراطية، لقد أسمعت الجماهير صوتها وأوصلت رسالتها بألا تراجع عن أهداف الثورة ولا مجال للردة عنها".
وتعهّد حمدوك، في كلمته بالعمل على "إكمال مؤسسات الانتقال وتحقيق أهداف وشعارات الثورة"، مشيداً بالدور الذي وصفه بـ"العظيم" للشرطة السودانية لـ"حماية التظاهرات وكل وسائل التعبير السلمية".
وتظاهر أنصار الحكم المدني في السودان في شوارع الخرطوم، في حين يعتصم ومنذ 6 أيام، مؤيدون لـ"حكومة عسكرية" يقولون إنها "وحدها قادرة على إخراج البلاد من أزمتين اقتصادية وسياسية متفاقمتين".
وفي استعراض قوة في مواجهة المؤيدين لحكومة عسكرية، هتف المتظاهرون في الخرطوم "الشعب اختار المدنية"، فيما واصل أنصار العسكر اعتصامهم أمام القصر الجمهوري وسط العاصمة السودانية منذ السبت الماضي، بحسب وكالة "فرانس برس".
ولتجنب الصدامات، تحاشى أنصار القوى المدنية الاقتراب من خيام المعتصمين التي نصبت أمام مقر المجلس السيادي الذي يترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي يعقد اجتماعاته في القصر الجمهوري.
وجرت المسيرات في هدوء، وعاد المتظاهرون إلى منازلهم مع حلول المساء، في حين وقع حادث واحد في أم درمان، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مسيرة كانت تقترب من مقر البرلمان، كما فرقت بالوسيلة نفسها، متظاهرين مؤيدين للجيش عند أبواب مقر الحكومة.
كما نزل متظاهرون في مدن سودانية أخرى لتأييد نقل السلطة إلى المدنيين، منها بورتسودان (شرق) حيث يوجد أيضاً اعتصام مناهض للحكومة، وفي عطبرة (شمال) وفي إقليم دارفور (غرب)، وفي نيالا (جنوب)، وغيرها.
واختار المحتجون يوماً له رمزية كبيرة في السودان، إذ يصادف ذكرى أول انتفاضة شعبية بالبلاد في 21 أكتوبر 1964 التي أطاحت بحكم الجنرال إبراهيم عبود ومجلسه العسكري.
وسبق أن كثفت السلطات السودانية استعداداتها لحماية المرافق الحكومية، منذ صباح الخميس، ترقباً للتظاهرات، وانتشرت قوات الشرطة بشكل مكثف في المواقع الرئيسية والاستراتيجية بالخرطوم، تحديداً بمحيط مجلس الوزراء، والسفارات، والبنوك ومقر المجلس التشريعي السوداني (البرلمان).