ليست بريطانيا وحدها.. تشارلز الثالث ملكاً على 14 دولة أخرى

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأمير تشارلز (حينها) وزوجته كاميلا دوقة كورنوال ينتظران الملكة إليزابيث لإلقاء خطابها في مجلس اللوردات خلال الافتتاح الرسمي للبرلمان في قصر وستمنستر في لندن. 27 مايو 2015 - REUTERS
الأمير تشارلز (حينها) وزوجته كاميلا دوقة كورنوال ينتظران الملكة إليزابيث لإلقاء خطابها في مجلس اللوردات خلال الافتتاح الرسمي للبرلمان في قصر وستمنستر في لندن. 27 مايو 2015 - REUTERS
دبي -الشرق

باعتلائه العرش الملكي، أصبح الملك تشارلز الثالث ملكاً للمملكة المتحدة و14 دولة تعرف بـ"دول التاج البريطاني" أو ما يعرف بـ"دول الكومنولث".

لكن الكومنولث لا يقتصر على ممالك التاج البريطاني، وإنما يشمل 56 دولة، موجودة في 6 قارات، يجمع بينها الخضوع لحكم الإمبراطورية البريطانية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

تضم دول الكومنولث التابعة للتاج البريطاني: أستراليا وكندا، ونيوزيلاندا، وأنتيجوا، والبهاما، وباربودا، وبيليز، وجرينادا، وجامايكا، وبابوا غينيا الجديدة، وسان كيتس ونيفيس، وسان لوسيا، وسان فينسينت، وجزر سليمان وتوفالا، وجرينادين.

ودور الملك في تلك الدول هو رمزي إلى حد كبير، فهو لا ينخرط في الحكم، فهو رأس الدولة، وليس رأس الحكومة، كما أنه ليس رأس الدولة في باقي الدول الأعضاء في دول الكومنولث.

ومن المحتمل أن يتقلص الكومنولث خلال فترة حكم الملك تشارلز الثالث، فالعام الماضي تخلت باربادوس عن الملكة إليزابيث الثانية كرأس للدولة.

الملكة الراحلة إليزابيث الثانية شهدت تناقص عدد دول الكومنولث خلال حكمها، إذ كانت رأس الدولة في 32 بلداً حين اعتلت العرش، قبل 70 عاماً.

فإضافة إلى باربادوس التي خرجت من التاج البريطاني العام الماضي، تخلت سريلانكا، وفيجي، وجامبيا، وغانا، وجويانا، وكينيا ومالاوي، ومالطا، ومويشيوس، ونيجيريا، وباكستان، وسيراليون، وجنوب إفريقيا، وتنزانيا، وترينداد وتوباجو وأوغندا عن الملكة إليزابيث كرأس للدولة، ولكن أغلب تلك الدول ظلت عضواً في الكومنولث.

جذور استعمارية

تأسس الكومنولث للحفاظ على العلاقات بين الدول التي كانت تخضع للتاج البريطاني، وكانت يوماً جزءاً من الإمبراطورية البريطانية.

الملكة إليزابيث كانت أحد المناصرين بشدة لفكرة الكومنولث، ويرى كثيرون أن وفاتها ستشكل تحولاً كبيراً للكومنولث بحسب "بيزنس إنسايدر".

حظيت الملكة باحترام كبير في دول الكومنولث، لكن الرابطة التي تتكون من مستعمرات بريطانية سابقة، واجهت انتقادات لأصولها الاستعمارية، والتي قادت بعضاً من أعضائها إلى إعادة التفكير في صلاتها بالكومنولث.

"قانون وستمنستر"

أشارت ولادة الكومنولث إلى بداية عهد جديد من الاستقلال التدريجي للمستعمرات السابقة، مع استمرار قسمها بالولاء للتاج البريطاني.

ففي خريف 1926 اجتمع رؤساء وزراء بريطانيا والدول التابعة لها، بما فيها أستراليا وكندا والهند وجنوب إفريقيا في مؤتمر في لندن، واتفقوا على أن جميع الدول تحظى بالحرية، وأنها ليست خاضعة بأي شكل من الأشكال لأي دولة أخرى في ما يخص الشؤون الداخلية والخارجية، ولكنها تظل متحدة في ولائها للتاج.

الصيغة النهائية لوثيقة دول الكومنولث التابعة للتاج البريطاني وُقعت في عام 1931 تحت اسم "قانون وستمنستر"، بعد الاعتراف بحق السيادة لكندا وأستراليا ونيوزيلاندا وجنوب إفريقيا وأيرلندا ونيوفاوندلاند. 

كانت العضوية في الكومنولث في البداية تشترط الولاء للتاج البريطاني، لكن النزعات القومية التي بدأت في عشرينيات القرن الماضي في أجزاء من الإمبراطورية البريطانية دفعت باتجاه إعادة النظر في طبيعة الكومنولث.

حالة الهند

وشكلت الهند على وجه الخصوص حالة خاصة داخل الإمبراطورية، إذ كان لها نائب للملك، ووزير خارجية منفصل عن لندن، وجيشها الخاص. وبعدما حصلت على الاستقلال في عام 1947، أعلنت عام 1949 اعتزامها التحول إلى جمهورية، الأمر الذي كان سيتطلب انسحابها من الكومنولث.

غير أنه تم الاتفاق خلال اجتماع لرؤساء حكومات الكومنولث في لندن، في أبريل 1949 على أن الهند يمكن أن تواصل عضويتها إذا قبلت التاج البريطاني على أنه "رمز الاتحاد الحر" فقط لأعضاء الكومنولث.

وفي كندا مثلاً، يقول موقع الملكية البريطانية، إن الملكة "تجسد الدولة وهي رمز الولاء والوحدة والسلطة لجميع الكنديين"، ويقسم المشرعون والوزراء وأفراد الجيش والشرطة بالولاء للملكة، كما يقسم جميع المواطنين الكنديين الجدد بالولاء للملكة الراحلة، وتنظم الانتخابات وتصدر القوانين باسمها.

استياء ومطالب بالاعتذار

وألمحت 6 دول كاريبية من دول التاج البريطاني إلى نيتها التخلي عن الحاكم البريطاني كملك لها، بعدما تخلت باربادوس عن الملكة إليزابيث الثانية في 2021، بحسب "بيزنس إنسايدر".

وخلال زيارة للكاريبي في مارس الماضي، قوبل الأمير ويليام وزوجته كاثرين بتظاهرات في بيليز وجامايكا، حيث طالب المتظاهرون باعتذار ملكي رسمي عن الدور الذي لعبته العائلة في استبعاد الأفارقة وطالبوا بتعويضات.

وقالت "بيزنس إنسايدر" إن وفاة الملكة ستقود إلى أسئلة متزايدة بشأن الكومنولث، وهو ما قد يؤدي لانفصالات جديدة لدوله.

ويضم اتحاد الكومنولث اليوم سنغافورة، ونيوزيلندا، وجنوب إفريقيا، والهند، وباكستان، وسريلانكا، وغانا، وماليزيا، ونيجيريا، وقبرص، وسيراليون، وتنزانيا، وجامايكا، وأوغندا، وكينيا، وزامبيا، وغامبيا، وبوتسوانا، وبنجلاديش، وجزر البهاما، وجرينادا، وجزر المالديف، وناميبيا، والكاميرون، وموزمبيق ورواندا، فضلاً عن الكثير من جزر الكاريبي.

وتختص منظمة الكومنولث ببحث أشكال التعاون بين دول الاتحاد، دون تداخل في السلطات، إذ ليس لدى الأعضاء أي التزام قانوني أو رسمي تجاه بعضهم البعض، وتتمحور أوجه التعاون حول اتفاقات تجارية وامتيازات متبادلة بين الدول الأعضاء.  تعمل من أجل تحقيق أهداف مشتركة للازدهار والديمقراطية والسلام.

ويقول موقع الكومنولث، إن لكل الأعضاء "رأياً متساوياً بغض النظر عن الحجم أو الثروة"، في البلدان الـ56 المنتشرة في إفريقيا وآسيا والأميركتين وأوروبا والمحيط الهادئ، وتتنوع بين أكبر وأصغر وأغنى وأفقر دول العالم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات