
قال الجيش الصيني الأربعاء، إنه راقب سفينة حربية أميركية كانت قد أبحرت عبر مضيق تايوان وحذرها، وهي واقعة حدثت بعد قليل من تنفيذ الصين تدريبات بالقرب من الجزيرة.
وأفاد الأسطول السابع بالبحرية الأميركية بأن المدمرة "بورت رويال" المزودة بصواريخ موجهة قامت الثلاثاء "برحلة روتينية" عبر مضيق تايوان في المياه الدولية "وفقاً للقانون الدولي"، وهي
ثاني مهمة من نوعها خلال أسبوعين.
وتقوم الولايات المتحدة بمثل هذه الرحلات مرة واحدة تقريباً في الشهر، مما يثير غضب الصين، إذ تعتبر ذلك علامة على دعم تايوان التي تقول بكين إنها أرض صينية.
وقالت قيادة المنطقة الشرقية بالجيش الصيني في بيان إن قواتها "راقبت السفينة طوال الوقت وحذرتها". وأضافت: "الولايات المتحدة كثيراً ما تقدم على مثل هذه الأعمال وتثير القلاقل وترسل إشارات خاطئة لقوى استقلال تايوان، وتزيد التوتر عمداً عبر مضيق تايوان".
وتابعت: "تحافظ قوات المنطقة على حالة تأهب قصوى في كل الأوقات، وتتصدى بحزم لجميع التهديدات والاستفزازات، وتدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد".
من جهتها، لفتت البحرية الأميركية إلى أن السفينة "مرت عبر ممر في المضيق خارج المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية".
أما وزارة الدفاع التايوانية، فأكدت أن السفينة الأميركية أبحرت شمالاً عبر المضيق، مشيرة إلى أن الوضع في الممر المائي يسير "كالمعتاد".
تدريبات صينية
وأعلن الجيش الصيني الاثنين، أن قواته أجرت جولة أخرى من التدريبات بالقرب من تايوان الأسبوع الماضي لتحسين العمليات القتالية المشتركة.
وكانت المدمرة الأميركية "سامبسون" المزودة بصواريخ موجهة، عبرت مضيق تايوان في 27 أبريل، وهو ما استنكرته الصين، قائلة إن مثل هذه المهام "تتعمد" الإضرار بالسلام والاستقرار.
وليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان شأنها شأن معظم الدول، لكنها أهم داعم ومورد دولي للأسلحة لتايبه، مما يجعل ذلك مصدر توتر دائم بين بكين وواشنطن.
ضم تايوان "سلمياً"
وتأتي هذه التقارير غداة تأكيد لمسؤولين استخباراتيين أميركيين أن الصين تفضل ضم تايوان من دون عمل عسكري، لكنها تسعى للوصول إلى وضع يمكن لجيشها فيه فرض سيطرته حتى لو تدخلت الولايات المتحدة.
وأوردت مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هينز، للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "وجهة نظرنا أنهم (الصينيون) يعملون بجد لوضع أنفسهم بشكل فعلي في موقف يكون جيشهم فيه قادراً على السيطرة على تايوان رغم تدخلنا".
وناقشت هينز واللفتنانت جنرال سكوت بيرييه، مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية، في شهادتهما حول التهديدات العالمية للأمن القومي، الدروس التي قد تأخذها الصين من الحرب في أوكرانيا والرد الدولي عليها.
وقالت هينز إنها لا تعتقد أن الحرب ستسرع على الأرجح خطط الصين بشأن تايوان، فيما اعتبر بيرييه أن استخدام الجيش لتحقيق الهدف ليس الخيار الأمثل لبكين.
"التلاعب السياسي"
وفي وقت سابق الثلاثاء، انتقدت الصين، الولايات المتحدة، بعد تغييرها صياغة بشأن تايوان على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية، معتبرة أن "التلاعب السياسي" لن ينجح في تبديل الوضع الراهن في مضيق تايوان، ومحذرة واشنطن من "حريق".
وحذف القسم الخاص بتايوان على موقع الخارجية الأميركية، الصياغة الخاصة بالامتناع عن دعم استقلال تايوان، والاعتراف بموقف بكين بأن تايوان جزء من الصين، وفقاً لـ"رويترز".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن "هناك صيناً واحدة فقط، تنتمي إليها تايوان، معتبراً أن جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل البلاد بأكملها".
وأضاف أن تغيير الولايات المتحدة لورقة الحقائق الخاصة بها، بشأن العلاقات بين تايوان والولايات المتحدة، هو "عمل تافه من وحي الخيال وتفريغ لمبدأ صين واحدة".
وتابع تشاو أن "هذا النوع من التلاعب السياسي بشأن قضية تايوان، هو محاولة لتغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان، وسيؤدي حتماً إلى إشعال نار لن تحرق سوى الولايات المتحدة".