الكرملين يعلن فوز "روسيا الموحدة" في الانتخابات وسط انتقادات

time reading iconدقائق القراءة - 5
عملية فرز الأصوات في مركز اقتراع بعد إغلاق صناديق الاقتراع خلال انتخابات برلمانية استمرت ثلاثة أيام في موسكو، روسيا، 19 سبتمبر 2021 - REUTERS
عملية فرز الأصوات في مركز اقتراع بعد إغلاق صناديق الاقتراع خلال انتخابات برلمانية استمرت ثلاثة أيام في موسكو، روسيا، 19 سبتمبر 2021 - REUTERS
موسكو-أ ف ب

أعلن الكرملين الروسي، فوز حزب "روسيا الموحدة" بأغلبية الثلثين، الاثنين، فيما نددت المعارضة، بما قالت إنه "عمليات تزوير واسعة النطاق" شابت الانتخابات.

ونال حزب "روسيا الموحدة" 49.85% من الأصوات بحسب نتائج فرز 99.69% من الأصوات، كما أكدت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا، التي قالت إن حزب "روسيا الموحدة" فاز بأكثر من ثلثي مقاعد مجلس النواب، الدوما، كما حصل في ختام الانتخابات التشريعية السابقة قبل خمس سنوات.

ونتيجة للانتخابات التي يمنح فيها نصف المقاعد بالنسبية، والنصف الآخر بالأغلبية من دورة واحدة، فإن الحزب الحاكم سينال 300 مقعد من أصل 450 في الدوما، وهو عدد كافٍ من أجل إجراء مراجعة للدستور.

"انتخابات نزيهة وشفافة"

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن "أهم شيء بالنسبة للرئيس هو بالطبع أن الانتخابات كانت تنافسية في ظل الشفافية والنزاهة"، مؤكداً أن حزب روسيا الموحدة "أدى مهمته".

من جهته قال بوتين خلال اجتماع مع بامفيلوفا، بثه التلفزيون: "أود أن أشكر بشكل خاص المواطنين الروس، وأشكركم على ثقتكم أيضاً أيها الأصدقاء الأعزاء".

وتقدم الحزب الحاكم على الحزب الشيوعي الذي حصل على 18.96% من الأصوات، لكنه في تراجع مقارنة بـ334 مقعداً التي نالها في 2016. وكانت نسبة أعلى، وبلغت 51.68% ما يدل بحسب بوتين على مقاربة "مسؤولة" من الناخبين.

وإلى جانب "روسيا الموحدة" والشيوعيين، هناك ثلاثة أحزاب مخولة دخول الدوما: القوميون (7.50%)، والوسطيون من "روسيا العادلة" (7.44%)، والوافد الجديد "الأشخاص الجدد" (5.33%). وهي كلها تنظيمات تعتبر "ضمن نهج السلطة".

وحل حزب الكرملين أيضاً أولاً في عشرات عمليات الاقتراع الإقليمية مثل الشيشان، حيث نال رمضان قديروف 99.6% من الأصوات.

"تزوير هائل"

ونددت المعارضة التي تم استبعادها من الاستحقاق، كما هو حال أليكسي نافالني، بحدوث "عمليات تزوير هائلة، مع حشو صناديق وتزوير التصويت الإلكتروني، واستبعاد مراقبين عن فرز الأصوات".

وهي شبهات طالبت برلين "بتوضيحها"، فيما ندد الاتحاد الأوروبي بأجواء "ترهيب". كما نددت لندن بـ"تراجع للحريات الديمقراطية" في الانتخابات الروسية.

ففي موسكو، معقل معارضي الكرملين، ندد هؤلاء بتزوير نتائج التصويت الإلكتروني، ما أتاح عكس الاتجاه المناهض لحزب روسيا الموحدة، والذي ظهر عند فرز التصويت على الورق.

وفي رسالة لفريقه على إنستجرام، سخر أليكسي نافالني من "الأيادي الذكية الصغيرة" لحزب "روسيا الموحدة" التي أتاحت أن "تعكس بالكامل" نتائج التصويت الإلكتروني.

وكانت شعبية الحزب الحاكم متراجعة قبل التصويت مع نسبة ثقة تقل عن 30% بحسب معهد الاستطلاع "فتسيوم". وعانى الحزب من فضائح فساد وتراجع مستوى معيشة الروس في السنوات الماضية.

وقال ليونيد فولكوف، حليف نافالني، على تويتر "هذا الدوما (المنتخب) هو بالتأكيد غير شرعي، ونحن لا نعترف به. حين تتيح عملية خاصة لحزب مع هامش تأييد يبلغ 30% أن يتجاوز 75% من المقاعد في البرلمان، فهذا بمنزلة توجيه إهانة للمواطنين".

كما ندد زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف، بحصول تزوير، ودعا بوتين إلى وقف "هذه العملية القذرة". لكن رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا، نفت هذه الاتهامات، مشيدة بـ"شفافية" الاقتراع.

"تصويت ذكي"

وعلى ضوء ارتفاع نتائج الشيوعيين في الانتخابات، أعلنت حركة نافالني نجاح استراتيجيتها القائمة على "التصويت الذكي"، أي الدعوة إلى التصويت للمرشحين الذين هم في أفضل وضع لمنافسة مرشحي حزب "روسيا الموحدة"، بسبب عدم تمكنها من المشاركة في الانتخابات.

وقبل الانتخابات التشريعية، تم حظر حركة أليكسي نافالني المسجون منذ يناير بعد عودته إلى روسيا، إثر تعرضه لتسميم ينسبه إلى الكرملين، بسبب "التطرف"، كما تم إقصاء أنصاره من الاقتراع.

وسبقت هذه الانتخابات أشهر من "القمع وإقصاء كل معارضي فلاديمير بوتين" تقريباً، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

كما أرغمت السلطات شركتي "أبل" و"غوغل" على حذف تطبيق لفريق نافالني يعطي فيه تعليمات حول التصويت.

اقرأ أيضاً: