وزير الدفاع الأميركي الأسبق لـ"الشرق": يجب إنشاء تحالف شرق أوسطي على غرار "ناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا  خلال ندوة في جامعة واشنطن- 14 أكتوبر 2014 - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا خلال ندوة في جامعة واشنطن- 14 أكتوبر 2014 - REUTERS
دبي -الشرق

قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا، إن إنشاء تحالف شرق أوسطي على غرار حلف شمال الأطلسي "ناتو" بات أمراً ضرورياً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح بتحول أفغانستان مجدداً إلى ملاذ للجماعات "الإرهابية".

وأضاف بانيتا في مقابلة مع "الشرق"، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن ستفعل ما في وسعها لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط وحمايته من "التهديدات الإيرانية".

وعما إذا كان لا يزال يعتقد أن مهمة واشنطن تحققت في العراق، وفق خطاب ألقاه قبل 10 سنوات، اعتبر فيه أن العراق بات بلداً مستقلاً ويتمتع بالسيادة، قال بانيتا إنه "في ذلك الوقت لم يكن هناك أي تشكيك بدور واشنطن في العراق، لأنها أرادته أن يكون قادراً على تقرير مصيره.

وتابع: "الهيكلية الحاكمة في العراق آنذاك بدأت تتصدع مع قيام الشيعة بإقصاء السنة من الحكومة، وهكذا بدأ تقويض الاستقرار، وأدى لاحقاً إلى بروز تنظيم داعش في المنطقة، وسيطرته على أراض لا بأس بها، وهو ما أعاد الولايات المتحدة إلى الحرب مجدداً".

وعلى الرغم من دحر "داعش"، وفق تعبيره، فإن بانيتا يرى أن "العراق لا يزال مهدداً من الأذرع الإيرانية، ومن إيران ذاتها، ولذلك تحتفظ الولايات المتحدة بقوات هناك"، كما يقول.

وشدد على أنه من المهم جداً للولايات المتحدة بناء الشراكات والتحالفات في الشرق الأوسط مع بلدان مثل السعودية الإمارات ومصر والبحرين.

وأردف: "يجب أيضاً العمل مع إسرائيل، لنتمكن من الضغط على إيران حتى تمتثل للقواعد الدولية. أهم ما يمكن فعله بناء تحالف مثل (ناتو) في الشرق الأوسط لمجابهة كافة التحديات والتهديدات".

إيران والشرق الأوسط

أما بالنسبة لجدية الإدارة الأميركية في وضع حد للنفوذ الإيراني، قال بانيتا: "أظن أن الرئيس بايدن يعترف ويقر بأنه لدينا مصالح قومية أمنية تتعلق بالمنطقة، ونتيجة لذلك ستكمل واشنطن دورها القيادي العالمي، وهو ما بدا جلياً خلال زيارة بايدن الأخيرة إلى أوروبا ولقائه مع دول مجموعة السبع والناتو والاتحاد الأوروبي. ولذلك سنقوم بكل ما يمكننا لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط".

ولفت وزير الدفاع الأميركي الأسبق، إلى أن واشنطن تريد إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات حتى لا تتخطى الحدود في برنامجها النووي. لكن "بخلاف ذلك سنرد بكل جهودنا".

وفي رده على سؤال مقدمة برنامج "دائرة الشرق" زينة يازجي، عن تراجع الدور الأميركي في ظل سحب قواتها من العراق وأفغانستان وكذلك معدات عسكرية وأنظمة دفاع جوي من السعودية، أوضح بانيتا، أن هذه ليست استراتيجية الإدارة الحالية، واعتبر أن الضربات التي أمر بايدن بشنها على قواعد لجماعات مسلحة مدعومة من إيران على الحدود السورية العراقية، تثبت جدية الولايات المتحدة في التعامل مع ملفات المنطقة.

وزاد: "سنقوم بكل ما يلزم، ليس فقط من أجل حماية قواتنا، بل أيضاً لحماية أمننا القومي، وسحب الجنود الأميركيين لا يعني غياب دورنا، فهناك مسؤولية تتحملها واشنطن في المنطقة. سنواصل مساعينا لإقامة التحالفات وبناء حكومات يمكنها أن تحمي نفسها وبلادها. واشنطن لن تخرج أو تتنصل من هذه المسؤولية".

وبشأن ما يتعلق بخطر انهيار الحكومة الأفغانية في ظل انحسار الوجود الأميركي واتساع نفوذ طالبان، وهو ما عبرت عنه تقارير استخباراتية في الولايات المتحدة، اعترف بانيتا بأن "هناك أوجه قلق من حركة طالبان وأنا أفهم الأسباب التي دفعت الرئيس بايدن لاتخاذ قرار الانسحاب، لكن الرئيس أوضح أيضاً أننا لن نسمح لأفغانستان أن تصبح ملاذاً للإرهاب مرة أخرى".

وأشار إلى أن بايدن أكد لنظيره الأفغاني أشرف غني خلال زيارة الأخير لواشنطن، أن الولايات المتحدة ستواصل تدريب القوات الأفغانية لبناء إمكاناتها الدفاعية.

وتابع: "ربما لن نكون على الأرض الأفغانية ولكن سنكون في قواعد قريبة من أجل التدخل إذا ما دعت الحاجة، وسنعمل كذلك على الشق الاستخباراتي".

الهجمات السيبرانية وروسيا

وفي ملف الهجمات السيبرانية التي استهدفت الولايات المتحدة خلال الفترات الماضية، وكان بانيتا قد حذر منها في وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، أنه لا يزال يعتقد أن هذا المجال هو ساحة المعركة في المستقبل، خصوصاً أن لديه الإمكانيات لشل البلد المستهدف، بحسب تعبيره.

وقال: "هناك تقدم تم إحرازه لمواجهة مثل هذه المخاطر، لكن لا أظن بعد أننا طورنا استراتيجية شاملة للدفاع عن أنفسنا وحماية مصالحنا في المستقبل".

وأضاف: "هناك تعاون بين وكالات مختلفة وشركات للحماية من الهجمات، لكن النهج الأفضل باعتقادي يكمن في التعاون بين القطاعين العام والخاص، ووضع كل الإمكانات المطلوبة التي تخولنا الاستجابة في حال حدوث هجوم، وجعل المهاجمين يتحملون مسؤولية أفعالهم تجاه الولايات المتحدة".

وعما إذا كان يعتقد أن روسيا تقف وراء الهجمات السيبرانية التي تستهدف الولايات المتحدة، قال بانيتا: "ما من شك أن روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات من خلال المليشيات الإجرامية الموجود على أراضيها، والتي بالتأكيد تعرفها المخابرات الروسية جيداً".

وأضاف: "بايدن أخبر بوتين بشكل واضح خلال قمة جنيف أنه في حال استمرار الهجمات، فإن واشنطن ستتعامل بالمثل، لأن لدينا الإمكانات للتخريب والتعطيل كما يفعلون. وهذه رسالة في غاية الأهمية لروسيا ولأي بلد آخر يظن أنه يمكنه التعرض للمصالح الأميركية".

وتابع وزير الدفاع السابق قائلاً، إنه "على بوتين أن يفكر مرتين في حال أراد أن ينخرط في تهديد الولايات المتحدة سيبرانياً، إذا ما لعبوا بالنار، سنلعب بها أيضاً".

الصين و"الخطوط الحمراء"

وفي مسألة صعود الصين على المسرح الدولي والخطر الذي قد تشكله على الولايات المتحدة، قال بانيت إن بايدن يعتبر الصين منافساً مهماً، ولذلك "هناك قلق من تحركاتها لتوسيع نفوذها في بحر الصين الجنوبي والاعتداء على تايوان وهونغ كونغ".

وأكمل: "في الوقت ذاته، لدينا علاقات اقتصادية وتكنولوجية مع الصين. أظن أن علينا التعاطي مع الصين من منطلق القوة، بنفس النهج المتبع نحو روسيا، وهذا يعني أن نحدد كل الخطوط الحمراء التي لن نسمح بتخطيها من قبل روسيا أو الصين. ولهذا ستُبقي واشنطن على الحضور العسكري القوي في بحر الصين الجنوبي وعلى القوات في منطقة المحيط الهادئ".

وعلى الرغم من ذلك، فإن بانيت رأى أنه من المهم "أن تتحاور واشنطن مع بكين للتباحث بشأن مستقبل العلاقات التجارية والتصدي للتهديدات السيبرانية، إلى جانب القضايا المتعلقة بالفيروسات والسيطرة على جائحة كورونا، إذ من الممكن أن نحرز تقدماً، لكن على أن تقوم الولايات المتحدة بذلك من منطلق القوة".