جنوب إفريقيا بصدد حظر تربية الأسود بغرض صيدها

time reading iconدقائق القراءة - 4
سياح يتفاعلون مع شبل أسد في حديقة "ليون آند سفاري" بالقرب من جوهانسبرغ - REUTERS
سياح يتفاعلون مع شبل أسد في حديقة "ليون آند سفاري" بالقرب من جوهانسبرغ - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

في خطوة مفاجئة، كشفت جنوب إفريقيا عن خططها لحظر تكاثر الأسود داخل الأسر بهدف صيدها بعد ذلك، داعية إلى تجربة أكثر "أصالة" للزوار.

وجاء القرار، استجابة للتوصيات الواردة في دراسة حكومية حول الممارسة المثيرة للجدل، إذ درست اللجنة القواعد التي تحكم الصيد والتجارة، والاحتفاظ بالأسود والفيلة ووحيد القرن والنمور في الأسر.

وقالت وزيرة البيئة باربرا كريسي في مؤتمر صحافي، إن الدراسة أوصت بوقف "تدجين الأسود من خلال التربية في الأسر"، مشيرة إلى أن الحكومة "لا تريد تربية في الأسر، ولا صيد في الأسر، ولا مداعبة الأشبال في الأسر".

والقرار، الذي لم تتم صياغته بعد في مقترح سياسي أو قانوني، من المرجح أن يضع الحكومة في مسار تصادمي مع صناعة تربية الأسود الأسيرة، التي تقدر بملايين الدولارات.

وقالت الوزيرة إن التوصيات "لا تهدف لخنق صناعة الصيد"، مشيرة إلى أن "الصيد القانوني المنظم للأنواع سيستمر"، لكن التقرير حض على وقف "تفاعل السياح مع الأسود الأسيرة، بما في ذلك مداعبة الأشبال".

ولطالما كانت ممارسة صيد الأسود التي تربى في الأسر مثيرة للجدل في جنوب إفريقيا، حيث يتم حصر عدد كبير من الحيوانات في حظائر محاطة بأسوار كهربائية.

واكتسبت حملات حظر استيراد الأسود التي تُربى في الأسر، قوة في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة وأستراليا وعدة دول أوروبية.

"السياحة مهددة"

وقالت كريسي، إن صناعة السياحة في جنوب إفريقيا "كانت عرضة للتصورات السلبية"، جراء هذه الممارسات، مشيرة إلى أن الهدف من هذه التوصيات "ضمان أن تجربة الصيد ستكون برية"، وأن "الحيوانات التي تربى في أقفاص لن تتعرض للقنص".

ويوجد في جنوب إفريقيا ما بين 8 آلاف و12 ألف أسد في حوالي 350 مزرعة، حيث يتم تربيتهم للصيد والسياحة والبحث الأكاديمي، وفقاً لتقديرات مجموعات الحياة البرية، كما يتم تربيتها أيضاً من أجل عظامها، إذ تستخدم في الطب وصناعة المجوهرات في جنوب شرق آسيا، وفقاً للجمعيات المهتمة بالحياة البرية.

فيما يعيش حوالى 3 آلاف و500 أسد في البرية في جنوب إفريقيا. وأشادت منظمة حماية الحيوان بقرار الحكومة، ووصفته بأنه "شجاع".

وقالت إيديث كابيسيمي، مديرة حملة حماية الحيوان بجنوب إفريقيا، إن "الأسود التي تُربى في الأسر تعيش حياة بائسة في منشآت تجارية قاسية، لا يهمها سوى أن تتكاثر تلك الحيوانات"، مؤكدة أن القرار "يعد انتصاراً للحياة البرية، وسيضمن بقاء الأسود في مكانها الذي تنتمي إليه، وهو البرية".