تقنية حديثة تُقدّر "عُمر الدماغ" وتتنبأ بالسكتات الدماغية

time reading iconدقائق القراءة - 4
تصوير بتقنية الرنين المغناطيسي يظهر الدماغ من جهات مختلفة - Mayo Clinic
تصوير بتقنية الرنين المغناطيسي يظهر الدماغ من جهات مختلفة - Mayo Clinic
القاهرة-محمد منصور

تمكن باحثون من استخدام تقنية حديثة نسبياً تعرف باسم "السمات الإشعاعية" Radiomics، لتقدير عمر أدمغة المرضى الذين يُعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك بهدف تحسين عمليات التنبؤ باحتمالات إصابتهم بالسكتات الدماغية والأمراض الوعائية الأخرى.

والتقنية التي تعد ناشئة تستخرج عدداً من المعلومات من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي وتوصّف تلك البيانات من خلال مجموعة من الخوارزميات، إذ تملك قدرات كبيرة على فحص الأنماط المُتكررة في صور الرنين المغناطيسي والتي لا تستطيع العين المجردة المُدربة العثور عليها، ما يساعد في الكشف عن أمراض الدماغ.

وتوفر تلك التقنية من خلال تقدير عمر دماغ المريض، نظرة ثاقبة لمرونة الدماغ مع الوقت وعوامل الخطر القلبية الوعائية، ومدى إمكانية تعافي المرضى من الإصابة بالسكتة الدماغية.

وتستفيد التقنية من عمليات التحليل الرياضي المتقدم لاستكشاف بيانات التصوير العصبي المتاحة للأطباء، ما يسمح للخبراء بالتنبؤ بعمر الدماغ النسبي للمرضى مقارنة بالناجين الآخرين من السكتات الدماغية وتحليل صحة الدماغ العامة.

وقدمت الدراسة في مؤتمر السكتات الدماغية الأوروبية، صور رنين مغناطيسي لأكثر من 4 آلاف مريض بالسكتة الدماغية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا. 

أدمغة أكبر سناً

وأظهر الخبراء أن مرضى السكتة الدماغية لديهم أدمغة "تبدو أكبر سناً" وتتميز بعمر دماغ متوقع أعلى من العمر الزمني، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري.

ووجدت الدراسة أن العمر النسبي للدماغ يؤثر على نتائج السكتة الدماغية بشكل مستقل عن العمر الزمني وشدة السكتة الدماغية. وكانت الإصابة في السابق بسكتة دماغية هي العامل السريري الأكثر تأثيراً الذي أثر على العمر النسبي للدماغ، يليه مرض السكري.

ووفقاً للأبحاث، فإن واحداً من كل 4 ناجين من السكتات الدماغية يُصاب بسكتة دماغية أخرى، ومع ذلك قد يتم منع ما يصل إلى 80 % بالعلاجات الصحيحة وتغييرات نمط الحياة. 

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تؤكد على أهمية تقليل عوامل الخطر القلبية الوعائية وتسلط الضوء أيضاً على مدى الترابط الوثيق بين صحة القلب والأوعية الدموية وصحة الدماغ. 

ولفت الباحثون إلى أن تحديد عوامل الخطر التي يمكن تعديلها والتي تؤثر على صحة الدماغ باستخدام تقنية "راديوميكس" والعمر النسبي للدماغ كمؤشر حيوي يمكن أن يؤدي إلى تطوير تدخلات للوقاية من السكتة الدماغية والمساعدة في التعافي".

وكان المرضى ذوو الأدمغة الأكبر سناً، أقل عرضة لتحقيق نتائج إيجابية بعد السكتة الدماغية، مقارنة بنظرائهم الأصغر سناً.

وفي هذا الصدد، قال الباحثون إنه بينما يقيس العمر الزمني مقدار الوقت الذي يعيشه الشخص، فإنه من غير المرجح أن يحدد بدقة مدى تقدم عمر دماغ المريض.

ويعد العمر أحد أكثر العوامل المؤثرة في نتائج ما بعد السكتة الدماغية، ولكن لا يُعرف الكثير عن تأثير عمر الدماغ البيولوجي المشتق من التصوير العصبي. 

وتظهر النتائج أن القياس الكمي لعمر الدماغ النسبي لدى مرضى السكتة الدماغية، يمكن أن يكون مفيداً في تقييم صحة دماغ المريض على مستوى العالم، ومفيداً في التنبؤ بمدى تعافي المريض من السكتة الدماغية. 

اقرأ أيضاً: