وسط دعم دولي وعربي.. مبادرة أممية لـ"لم الشمل" في السودان

time reading iconدقائق القراءة - 7
متظاهرون سودانيون ضد الجيش يحتجون في شوارع العاصمة الخرطوم - 6 يناير 2022 - AFP
متظاهرون سودانيون ضد الجيش يحتجون في شوارع العاصمة الخرطوم - 6 يناير 2022 - AFP
دبي-الشرق

أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة "يونيتامس" فولكر بيرتس، السبت، إطلاق مشاورات أوليّة لعملية سياسية بين الأطراف السودانية، كاشفاً أن الهدف هو "التوصل لاتفاق للخروج من الأزمة السياسية"، و"الاتفاق على مسار مستدام للتقدم نحو الديمقراطية"، وذلك وسط دعم وترحيب دولي وعربي.

وأوضح بيرتس في بيان أن "العنف المتكرر ضد المتظاهرين السلميين ساهم في تعميق انعدام الثقة بين كافة الأحزاب السياسية في السودان"، معرباً عن "قلقه الشديد" بأن يؤدي الانسداد السياسي الراهن إلى "الانزلاق بالبلاد نحو المزيد من عدم الاستقرار وإهدار المكاسب التي تحققت منذ قيام الثورة".

وقال إن "كل التدابير التي تم اتخاذها حتى الآن لم تنجح في استعادة مسار التحول الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني"، مشيراً إلى أن "الوقت حان لإنهاء العنف والدخول في عملية بنّاءة".

مبادرة للجميع

وأوضح رئيس بعثة "يونيتامس" أن "العملية التي تتولى الأمم المتحدة تيسيرها ستكون للجميع وستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين، من المدنيين والعسكريين بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة".

البيان الأممي جاء بعد ساعات من تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، "جرى خلاله التأكيد على أهمية استقرار الفترة الانتقالية وتشجيع الحوار بين كافة الأطراف السودانية، لضمان الانتقال السلس الذي يفضي لإجراء انتخابات".

رد فعل سوداني

ورحّب عضو المجلس السيادي الهادي إدريس السبت، بالمبادرة الأممية لحل الأزمة في البلاد، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية "سونا".

وقالت الوكالة إن إدريس عبّر "عن ترحيبه بالمبادرة الأممية المتمثلة في تبني الأمم المتحدة لحوار رسمي بين المكونات السودانية المختلفة والشركاء الدوليين للتوصل لاتفاق للخروج من الأزمة الحالية".

وأضاف: "نتطلع بأن تحدث المبادرة اختراقاً حقيقياً تجاه حل الأزمة السياسية السودانيةالراهنة"، مشيراً إلى أن "السودان أمام مفترق طرق ويستوجب التدخل الأممي".

من جهته، قال المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير في السودان السبت، إنه لم يتلق حتى الآن أي تفاصيل حول مبادرة البعثة الأممية في السودان، وحال تلقيها سيقوم بدراستها وإعلان موقفه للرأي العام.

وأضاف في بيان صحافي، أن موقف القوى المعلن هو مواصلة العمل الجماهيري السلمي لتأسيس سلطة مدنية، مشيراً إلى أن تعاطي البعثة الأممية مع الوضع الراهن يجب أن يدعم عملية الانتقال والتقدم نحو الحكم المدني الديمقراطي.

ترحيب دولي

وقالت وزارة الخارجية الأميركية السبت، إن مجموعة دول الرباعية، التي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا وأميركا، ترحب بالإعلان عن قيام بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان بمبادرة لتسهيل المناقشات لحل الأزمة السياسية في البلاد.

وأضافت في بيان: "ندعم بقوة مبادرة الحوار السودانية التي تيسرها الأمم المتحدة ونحث جميع الأطراف السياسية السودانية على اغتنام هذه الفرصة لاستعادة انتقال البلاد إلى الديمقراطية المدنية، بما يتماشى مع الإعلان الدستوري لعام 2019".

وتابعت الخارجية: "نتطلع إلى أن تكون هذه عملية تفضي لنتائج تذهب بالبلاد نحو انتخابات ديمقراطية، بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوداني الواضحة إلى الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة والازدهار".

من جهتها، رحبت السفارة الأميركية في السودان على تويتر، بالوساطة التي تقودها الأمم المتحدة، مؤكدةً استعدادها لدعم العملية.

وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون إفريقيا مولي فيي، عبر تويتر، أنها أجرت هذا الأسبوع اتصالات مثمرة مع القادة المدنيين السودانيين، وأعضاء مجلس السيادة، مشددةً على دعم "حوار شامل بقيادة سودانيين، يتم تيسيره دولياً بشأن الانتقال الديمقراطي".

دعم عربي

ورحب مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية السبت، بإعلان الأمم المتحدة، عبر موفدها إلى السودان، بالعمل مع الأطراف السودانية من أجل تسهيل عملية سياسية تهدف إلى تيسير الحوار السوداني ومعالجة الصعوبات التي تواجه الفترة الانتقالية.

وأوضح المصدر أن دعم الجامعة، يأتي انطلاقاً من حرصها على حفظ المكتسبات التي تحققت للشعب السوداني على مدار العامين المنصرمين، وعلى أهمية معالجة جميع أسباب عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد.

وأكد المصدر استعداد وعزم الجامعة التعاون الكامل مع الأمم المتحدة بغية المساعدة في  التوصل إلى توافقات يمكن أن تسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والتنمية والديمقراطية.

كما رحبت الخارجية السعودية بالحوار بين الأطراف السودانية ونوهت في بيانها بدور الأمم المتحدة وجهود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان لتسهيل الحوار وتشجيع قيم التوافق وتعزيز لغة الحوار واحياء العملية السياسية.

وفي نفس السياق، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان السبت، إنها تتابع عن كثب التطورات في السودان، مشيرة إلى أن القاهرة "تدعم التحرك الأممي لتحقيق الاستقرار من خلال تفعيل الحوار بين الأطراف السودانية من شأنه حل وتجاوز الأزمة الراهنة".

وناشدت الخارجية المصرية، كافة الأطراف للعمل على اختيار رئيس وزراء انتقالي توافقي جديد وتشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، معلنة استعداد مصر لدعم تلك الحكومة بكافة السُبُل الممكنة، مؤكدة أن "أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزء من أمن واستقرار مصر والمنطقة".

انسداد سياسي

وكانت مصادر سودانية أكدت لـ"الشرق"، الجمعة، وجود اتصالات أميركية للدفع نحو الدخول في حوار "سوداني - سوداني"، قائم على عدم تمديد الفترة الانتقالية والالتزام بموعد الانتخابات. 

وأضافت المصادر، أن الجانب الأميركي يسعى للبدء في حوار سوداني خلال أسبوع، ومن المتوقع إجراء اتصالات مكثفة مع القوى السياسية الأخرى، منها مجموعة الإعلان السياسي التي تضم اللجنة المركزية لـ"الحرية والتغيير"، وأحزاب "الأمة" و"الوطني الاتحادي" و"الجمهوري"، والمجتمع المدني.

وتشهد البلاد بين حين وآخر تظاهرات حاشدة في عدد من المدن السودانية للمطالبة بالحكم المدني وتنحي العسكريين عن السلطة، في وقت يستمر فيه خلاف الأطراف السياسية بشأن رؤية موحدة لاستئناف التحول الديمقراطي في البلاد، عقب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وبدأت أحزاب سودانية محاولات للتوافق على "ميثاق موحد"، وأكدت رفضها فرض المكون العسكري لـ"أمر واقع"، فيما تبدو الأمور حالياً أشبه ما تكون بالانسداد السياسي، بسبب تباين مواقف الأطراف السياسية بشأن مآلات التحول الديمقراطي خلال المرحلة المقبلة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات