
في وقت يواجه فيه تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك" ضغوطاً أميركية تتعلق بتأمين البيانات التي يجمعها من مستخدميه، قالت مصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، إن شركة "بايت دانس" الصينية، المالكة له، علّقت في وقت سابق من العام الجاري خططاً تتعلق بطرح أسهمها في الخارج لأجل غير مُسمى.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها، أن مسؤولين صينيين من جهات منظمة للفضاء السيبراني والأوراق المالية، طلبوا من "بايت دانس"، التركيز على معالجة المخاطر المتعلقة بأمن البيانات وقضايا أخرى، لذلك جمّد مؤسس الشركة زانغ يمينغ، أواخر مارس الماضي، خططه لإجراء طرح عام أولي لكافة أو بعض أعمالها في الولايات المتحدة أو هونغ كونغ.
وقال شخص مقرب من "بايت دانس" إن الشركة "لديها أسباب أخرى لتأجيل طرح أسهمها، من بينها عدم وجود مدير مالي للشركة في ذلك الوقت".
"قرار صيني"
وقالت مصادر مطلعة على الأمر، إن الشركات الصينية "لا تحتاج إلى إذن من إدارة الفضاء السيبراني لطرح أسهمها في الخارج"، لافتين إلى أن الحكومة بدأت إلزام بعض الشركات بضرورة إبلاغها عن عمليات الطرح الخارجية المحتملة، في أعقاب التوتر بين الولايات المتحدة والصين نهاية العام الماضي.
وأضافت أن الجهات التنظيمية في الصين "لم تطلب مطلقاً من الشركة تأجيل أي طرح محتمل لأسهمها، لكنها كانت تشعر بالقلق إزاء امتثال تطبيقات الشركة في الصين لقواعد أمن البيانات".
ولفتت المصادر إلى أن الجهات التنظيمية كانت حريصة على معرفة "طريقة جمع وتخزين وإدارة البيانات في بايت دانس".
وتأسست "بايت دانس" عام 2012، وجعلت من "تيك توك" أحد أكثر التطبيقات شعبية في العالم، بقاعدة تتجاوز 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، وزادت الشركة الناشئة إيراداتها أكثر من 4 مرات، من 8 مليارات دولار عام 2018، وتحقق الآن مبيعات مساوية لشركات ضخمة، مثل "نايك" و"كوكا كولا".
لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب رأت في التطبيق "تهديداً أمنياً"، وحظرته العام الماضي، معتبرة أن الحكومة الصينية قد ترغم "بايت دانس" على تسليم بيانات ملايين المستخدمين الأميركيين الشبان، ثم اتفقت شركتا "أوراكل" و"وول مارت" الأميركيتان على شراء 20% من "تيك توك"، في صفقة معقدة باركها الرئيس السابق، لكن نفتها الشركة.
"نهج حذر"
ورأت "وول ستريت جورنال" أن نهج "بايت دانس" الحذر يتناقض مع نهج عملاق خدمات نقل الركاب الصينية "ديدي غلوبال"، المُشغلة لتطبيق طلب السيارات واسع الانتشار في الصين.
"ديدي غلوبال" مضت قدماً في خططها لطرح أسهمها في الولايات المتحدة، على الرُغم من توصيات إدارة الفضاء السيبراني بعدم القيام بذلك، وسط مخاوف من "وقوع بيانات الشركة في أيد أجنبية".
وتقهقرت أسهم شركة "ديدي غلوبال" في عمليات تداول ما قبل افتتاح السوق مطلع الشهر الجاري، بعد أن أمرت جهة رقابة صينية بإزالة منصة الشركة من متاجر التطبيقات، بعد أيام من طرح عام أولي بقيمة 4.4 مليار دولار في الولايات المتحدة.
وانخفضت أسهم شركة التكنولوجيا، ومقرها في الصين، بنسبة 30% لتصل إلى 10.90 دولار، ما جعلها أقل من سعر الاكتتاب العام الأولي البالغ 14 دولاراً.
"اجراءات مشددة"
ووفقاً للصحيفة، فإن الحكومة الصينية تشدد الإجراءات على شركات التكنولوجيا في البلاد منذ نوفمبر الماضي، بعدما أطلقت حملة لمكافحة الاحتكار وقواعد جديدة للتحكم في جمع البيانات وممارسات الأمن السيبراني، إذ قالت الصين مؤخراً إنها "ستشدد الرقابة على عمليات الإدراج في الخارج".
وتعمل الجهات المنظمة للأوراق المالية على إعداد قواعد قد تُلزم الشركات المسجلة في الخارج بالحصول على موافقة الجهات المنظمة قبل بيع الأسهم في الأسواق الخارجية، في حين تقود إدارة الفضاء السيبراني الصينية عمليات الرقابة المشتركة بين الوكالات في عمليات الطرح الأولي، للتأكد من أن خطط الشركات "لا تعرض الأمن القومي للخطر".