انطلاق قمة العشرين بجزيرة بالي.. وأميركا تتوقع إدانة الحرب في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
قادة مجموعة العشرين خلال افتتاح القمة في جزيرة بالي الإندونيسية- 15 نوفمبر 2022
قادة مجموعة العشرين خلال افتتاح القمة في جزيرة بالي الإندونيسية- 15 نوفمبر 2022
بالي-وكالات

انطلقت قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي بإندونيسيا، الثلاثاء، حيث يبحث قادة الاقتصادات الكبرى أبرز التحديات في العالم، فيما تتوقع الولايات المتحدة أن يدين البيان الختامي الحرب الروسية في أوكرانيا.

وافتتح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو القمة، وقال قبل الجلسة الأولى: "إنه شرف لإندونيسيا أن تستضيف قمة مجموعة العشرين، وأنا أدرك أننا نحتاج إلى جهود ضخمة حتى نتمكن من الجلوس معاً في هذه القاعة".

وحض ويدودو الدول الأعضاء في المجموعة على "إنهاء الحرب"، في إشارة واضحة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف: "لكونكم مسؤولين هنا يعني أيضاً أنه يجب علينا إنهاء الحرب. إذا لم تنته الحرب، فسيكون من الصعب على العالم المضي قدماً".

ودون أن يسمي روسيا، دعا الرئيس الإندونيسي الدول الأعضاء في المجموعة لتجنب حرب باردة أخرى بين القوى الكبرى.

وقال: "يجب ألا نقسم العالم إلى أجزاء، وألا نسمح للعالم بالوقوع في حرب باردة أخرى".

وأشار ويدودو إلى أن تكتل الاقتصادات الكبرى في العالم يجب أن ينجح في معالجة الأزمات الأكثر إلحاحاً.

وتابع: "اليوم العالم ينظر إلينا. هل سنحقق نجاحاً؟ أم سنضيف فشلاً آخر؟ بالنسبة لي، يجب أن تكون قمة مجموعة العشرين ناجحة وألا تفشل".

وقف الحرب

خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة مجموعة العشرين خلال الجلسة الافتتاحية لقمتهم المنعقدة في بالي عبر الفيديو الثلاثاء قائلاً إن الوقت حان لإنهاء "الحرب المدمرة" التي تشنها روسيا. 

وأضاف في خطاب عبر الفيديو باللغة الأوكرانية حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه: "أنا مقتنع أنه حان الوقت الآن الذي يجب والذي يمكن فيه وقف الحرب الروسية المدمرة"، مضيفاً: "هذا سينقذ آلاف الأرواح".

وألقى زيلينسكي كلمته باللغة الأوكرانية مرتدياً ملابسه الخضراء العسكرية المعهودة، ومن بين الزعماء الذين استمعوا له الرئيسين الصيني شي جين بينج والأميركي جو بايدن.

وانتقد الرئيس الأوكراني "التهديدات المجنونة باستخدام الأسلحة النووية التي يلجأ إليها المسؤولون الروس"، في تلميح لإشارات بوتين التي جعلت حتى بكين تشعر بعدم الارتياح.

وأضاف: "لا توجد ولا يمكن أن تكون هناك أي أعذار للابتزاز النووي"، موجهاً الشكر إلى "مجموعة الـ19" - باستثناء روسيا - لـ"جعل ذلك واضحاً". 

كما دعا إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية مع روسيا الذي سينتهي في 19 نوفمبر الجاري، إلى أجل غير مسمى.

وأردف زيلينسكي: "أعتقد أن مبادرتنا لتصدير الحبوب تستحق تمديداً إلى أجل غير مسمى بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب"، وحض على توسيع الاتفاق ليشمل موانئ أخرى.

كما اتهم روسيا بـ"محاولة تحويل البرد إلى سلاح" بشن حملة من الضربات ضد البنية التحتية الرئيسية قبل الشتاء المقبل.

وأيّد زيلينسكي مسعى الولايات المتحدة لوضع سقف لأسعار صادرات النفط الروسية "حتى لا تُستخدم موارد الطاقة كأسلحة".

وزاد: "إذا كانت روسيا تحاول حرمان أوكرانيا وأوروبا وجميع مستهلكي الطاقة في العالم من استقرار الأسعار، فإن الإجابة على ذلك يجب أن تكون بفرض قيود على أسعار الصادرات الروسية".

"إدانة لروسيا"

وقال مسؤول أميركي كبير، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تتوقع من مجموعة العشرين أن تدين الحرب الروسية في أوكرانيا، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي في البيان الختامي لاجتماع الزعماء في بالي.

وأضاف المسؤول في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، أن معظم دول المجموعة توافقت في الآراء خلال محادثات في الأيام الماضية بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أعمال هذه القمة، فيما يمثله وزير الخارجية سيرجي لافروف.

ووجه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو نداءً جديداً لقادة المجموعة، وقال بعد اجتماع ثنائي مع  الرئيس الأميركي جو بايدن: "نأمل أن تقدم قمة مجموعة العشرين شراكات فعالة، يمكن أن تساعد في انتعاش الاقتصاد العالمي".

وقبيل انطلاق القمة، ظهرت إشارات إيجابية بعد اجتماع ثنائي بين بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، استمر 3 ساعات، وتعهد فيه الزعيمان بمزيد من الاتصالات مستقبلاً، على الرغم من الخلافات.

وتمثل مجموعة العشرين أكثر من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و 75٪ من التجارة الدولية، و 60٪ من سكان العالم.

تحديات قمة العشرين

وتبرز تحديات عدة أمام قمة مجموعة العشرين، خصوصاً خطر ركود الاقتصاد العالمي، وارتفاع التضخم على المستهلكين والشركات في جميع أنحاء العالم، كما زادت الضغوط على الدول الأكثر فقراً بسبب الارتفاع في تكاليف استيراد الغذاء والطاقة. 

ونتيجة لذلك، رفعت البنوك المركزية، وفي مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة بنسب كبيرة، ما أدى إلى تكثيف الضغط على النمو وزيادة تكاليف خدمة الديون على حكومات الأسواق الناشئة المثقلة بالديون.  

وقالت كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، الأحد: "بينما ننظر إلى هذه الصورة القاتمة، فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تصاعد الانقسام في أكثر وقت نحتاج فيه إلى بعضنا البعض. وأنا قلقة للغاية من أننا نسير نائمين نحو عالم أكثر فقراً وأقل أماناً نتيجة لذلك". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات