تركيا.. أزمة دواء غير مسبوقة تنذر بكارثة بسبب انهيار الليرة

time reading iconدقائق القراءة - 4
صيدلي تركي في صيدلية بالعاصمة التركية أنقرة - 13 ديسمبر 2021 - AFP
صيدلي تركي في صيدلية بالعاصمة التركية أنقرة - 13 ديسمبر 2021 - AFP
أنقرة-أ ف ب

يعاني الأتراك من نقص في عدد كبير من الأدوية التي لم تعد متوفرة في السوق مع انهيار الليرة، وأصبحت مجموعة كاملة من العقاقير المخصصة لعلاج أمراض مثل السكري والسرطان أو حتى نزلات البرد غير متوفرة في نحو 27 ألف صيدلية في البلاد.

وفقدت الليرة التركية أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام أمام الدولار، بل تراجعت بشكل حاد منذ إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان الشهر الماضي ما أسماه "حرب الاستقلال الاقتصادي".

وفرض الرئيس التركي على البنك المركزي خفض أسعار الفائدة بانتظام، ما زاد من التضخم الذي تخطى 21% خلال عام. وبلغ سعر صرف الدولار، الجمعة 17 ليرة بعد أن كان 9.6 مطلع نوفمبر.

وبيّن الأمين العام لاتحاد أطباء تركيا، فيدات بولوت، أن بلاده "تمر بأزمة دواء"، مشيراً إلى انسحاب العديد من الموردين من السوق بسبب خسارتهم المال، موضحاً أن "وزارة الصحة تسدد المال لهم بسعر الدولار عند 4 ليرات تركية".

وقال بولوت، إن أكثر من 700 دواء انقطعت من السوق، مشيراً إلى أن "القائمة تطول يوماً بعد يوم، لكن السلطات تنفي وجود أزمة".

اتهام الشركات

والأسبوع الماضي، اعتبر وزير الصحة فخر الدين قوجة، أن "الأنباء التي تثير نقص الأدوية لا تعكس الواقع"، متهماً شركات الأدوية بمحاولة بيع منتجاتها بأسعار مرتفعة، وهو ما يراه بولوت "إنكاراً للواقع"، مؤكداً أن الأزمة نفسها تطال أيضاً المعدات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية.

وحذّر الأمين العام لاتحاد أطباء تركيا من أن "العديد من العمليات عُلقت اليوم. وصحة مواطنينا في خطر".

وأمام يأس المرضى الذين يطلبون تأمين أدوية لم تعد متوفرة، يدعو الصيادلة الحكومة لإعادة تقييم أسعار الأدوية 3 مرات على الأقل في السنة.

وأوضح رئيس نقابة الصيادلة في أنقرة تانر إركانلي أن "الوضع تدهور بسبب انهيار الليرة التركية"، مضيفاً: "تخيلوا حريقاً يُسكب عليه الزيت، هذا ما نعيشه".

ورأى الصيدلي جوكان بولموس أن الأزمة تتفاقم، قائلاً إن "كمية أدوية مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والربو، والالتهاب الرئوي تتراجع أكثر وأكثر". وأضاف "نتجه نحو نقص معمم. ما بقي اليوم هو آخر الأدوية، وبعد ذلك لن نتمكن من استبدالها".

واختبر أمين دورموس، (62 عاماً)، الأمر عندما بحث دون جدوى عن دواء ضد السعال لحفيده البالغ من العمر 5 سنوات. وقال "نحن في وضع بائس. آمل أن يسمعنا المسؤولون".

كما يعاني إركان أوزتورك، الذي يدير مركزاً صحياً في أنقرة، من نقص أدوية الحمى والغثيان والمسكنات. وقال: "نواجه صعوبات جديّة في إيجاد حقن لخفض الحمى لدى الأطفال".

اقرأ أيضاً: