حصاد 2020 التكنولوجي.. هواتف فائقة وروبوتات مساعدة وإنترنت فضائي

time reading iconدقائق القراءة - 10
روبوت ذكي يرتدي قبعة بابا نويل في أحد مستشفيات موسكو الروسية - REUTERS
روبوت ذكي يرتدي قبعة بابا نويل في أحد مستشفيات موسكو الروسية - REUTERS
القاهرة-محمد عادل

كان عام 2020 حافلاً بالأحداث الكبيرة في عالم التقنية، سواء في المواجهات بين الحكومة وعمالقة وادي السيلكون، أو مع المستخدمين أو بين الشركات وبعضها.

ونستعرض في التقرير التالي، أبرز الأحداث التقنية التي شهدها عام 2020.

هواتف 2020.. كاميرا مذهلة وتقنيات للجميع

قدم سوق الهواتف الذكية للمستخدمين عدداً من الأجهزة التي طوّرت تجربة استخدام الهاتف الذكي، وانتقلت به إلى مستوى جديد من القدرات الفائقة للتصوير. وقدمت شركات سامسونغ وشاومي هواتف بكاميرا 108 ميغابكسل بمستشعر متطور ناتج عن تعاونهما معاً، وهو ISOCELL Bright HMX.

وزودت شركتا "هواوي" و"أبل" كاميراتهما الخلفية بمستشعرات التقاط وقت الطيران ToF، و"الليدار الضوئي" LiDAR، وهي تقنية تتيح التقاط أبعاد العالم بشكل ثلاثي الأبعاد، وهو ما فتح مجالاً واسعاً من التطبيقات مثل إضافة عناصر افتراضية إلى الفيديوهات والصور، بدقة تجعلها أكثر واقعية.

وفرض العملاقان سامسونغ وأبل، السيطرة على الإبداع التقني في سوق الهواتف بتوسيع تطبيقات الجيل الجديد من الموجات الخفية والتي تحمل اسم "موجات النطاق الترددي فائق العرض" (UWB)، والتي تتيح إمكانية نقل الملفات مع الأجهزة التي تدعم الموجات نفسها بسرعة كبيرة.

ولكن إن كان هناك صفة تعبر عن سوق الهواتف الذكية في 2020، فهي "عام الهواتف المتوسطة" باقتدار. 

وشهد عام 2020 سباقاً محتدماً بين عمالقة صناعة الهواتف، بما في ذلك "أبل" وهاتفها آيفون SE 2020، لتقديم هواتف بإمكانيات رائدة وبأسعار متوسطة تناسب الجميع، ليتمكن المستخدمون من الاستمتاع بتلك المزايا، على عكس السنوات الماضية التي كنت تلاحظ فيها فرقاً واضحاً بين فئات الهواتف الذكية.

روبوتات 2020.. تحارب كورونا

طفرة كبرى شهدها العالم خلال 2020 في عالم الروبوتات، مع التباعد الاجتماعي والإغلاق الذي نفذته معظم الدول، وكانت الروبوتات خلالها البديل المنطقي والأكثر عملياً للتأكد من التزام الأشخاص بتطبيق الإجراءات الاحترازية ودعم الأطقم الطبية في مواجهة كورونا وإجراء عمليات التعقيم ورعاية المرضى ومتابعة حالاتهم عن كثب.

وفي ظل أزمة كورونا، اعتمدت الدول المتقدمة على السيارات ذاتية القيادة والروبوتات لتوصيل البضائع والمستلزمات الطبية للأشخاص خلال ساعات الإغلاق التي يحظر تجول السكان في الشوارع.

ووصل الاعتماد على الروبوتات هذا العام إلى استخدامهم كبديل عملي يسهل على طلبة جامعة BBT اليابانية في طوكيو، حضور حفل تخرجهم عبر روبوتات بشاشات تعرض وجوه الطلبة، مرتدية ثوب التخرج.

السيارات الكهربائية.. بطارية متطورة ومنافس جديد

شهدت سوق السيارات الكهربائية خلال 2020 تطوراً جوهرياً من خلال كشف شركة "تيسلا" عن تصميمها الجديد لبطاريات سياراتها.

واعتمد التصميم الجديد على حذف الصمام الذي يربط خلايا البطارية ببقية مكوناتها، وذلك سيضاعف سعة البطارية من الطاقة بمعدل 5 مرات، بينما سيزيد من قوتها بمعدل 6 مرات، وسيوسع المسافة التي يمكن للسيارات قطعها بعد شحنة واحدة كاملة بنسبة 16%.

وشهدت سوق السيارات الكهربائية الدولية عودة منافس قوي لتيسلا، وهو شركة Nio الصينية الناشئة التي عادت إلى المنافسة من جديد بعد أن كانت على حافة الإفلاس.

وتلقت الشركة دعماً بقيمة مليار دولار من المستثمرين، بعضهم مدعومٌ من الحكومة الصينية، ما أنعش خطوط الإنتاج ونجحت في تسليم 10 آلاف طلب على سياراتها الكهربائية في الربع الثاني من العام الجاري، وارتفعت أسهم الشركة بمعدل 240%.

وفي المقابل، أطلقت شركة "تيسلا" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في أكتوبر الماضي تحديثاً تجريبياً لعدد محدود من المستخدمين يقدم لأول مرة، إذ جرّبت ميزة القيادة الذاتية الكاملة Full Self Driving، ولكن الشركة أوصت بضرورة إبقاء السائق يديه على عجلة القيادة للتدخل في أي لحظة، إذا اتخذت السيارة قراراً خاطئاً.

الفضاء.. أميركا تعود والصين تستكشف القمر

وفي الفضاء، حققت الشركة الأميركية "سبيس إكس" المملوكة أيضاً لإيلون ماسك، سبقاً كبيراً، إذ تمكنت من إعادة إطلاق الرحلات إلى الفضاء من داخل الأراضي الأميركية بعد 10 سنوات، على متن مركبتها "دراغون" Crew Dragon.

وشهد عام 2020 هبوط الصين على السطح المظلم من القمر، فضلاً عن جلب أول عينة من سطح القمر منذ عام 1976،  على متن المركبة شانغي 5.

كما كان للفضاء استخدامات أرضية مميزة في 2020، وكان أبرزها الحراك الذي شهدته سوق خدمات الإنترنت الفضائي والتي كان بريادة شركة إيلون ماسك "سبيس إكس" بخدمتها Starlink، والتي نجحت في الوصول بعدد الأقمار الصناعية في المدار المنخفض للأرض إلى 900 قمر،  لتغطية الأرض بالكامل بالإنترنت من الفضاء. وبدأت خدمات "ستارلينك" التجريبية بالفعل في بعض مناطق الولايات المتحدة وكندا.

شبكات التواصل.. "تيك توك" يتفوق

وفي منصات التواصل الاجتماعي، سيطر تطبيق "تيك توك" بجدارة على اهتمام المستخدمين هذا العام، إذ حصد لقب التطبيق الأكثر تحميلاً، متخطياً بذلك التطبيق الأشهر فيسبوك وخدماته المختلفة، وفقاً لتقرير موقع App Annies لإحصائيات تطبيقات الهواتف الذكية.

وأسهم هذا الانتشار في توغل مفهوم الفيديوهات القصيرة (لا تتعدى 10 ثوانٍ) في كل الشبكات الاجتماعية، وذلك بعد موضة القصص المصورة Stories.

انتشار الأجهزة القابلة للارتداء

وحقق سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء Wearables نمواً كبيراً نسبته 35.1% خلال الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، إذ بيع أكثر من 125 مليون جهاز، وفق تقرير لمؤسسة IDC البحثية.

رئيس قطاع أبحاث نظارات الواقع الافتراضي والمعزز داخل IDC، رامون لاماس، قال إن هذا النمو يعكس طلباً متزايداً على الأجهزة القابلة للارتداء، خصوصاً الساعات والأساور والسماعات الذكية واللاسلكية، وأرجع تلك الزيادة الكبيرة إلى أزمة جائحة كورونا.

وأضاف لاماس، إن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً مطرداً لمبيعات تلك الأجهزة، وأن المستخدمين الحاليين سيميلون إلى تحديث أجهزتهم خلال السنوات المقبلة.

مكالمات الفيديو.. روتينك اليومي في 2020

مع تداعيات الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا، أصبح التواصل بالفيديو عن بُعد، وسيلة عدد كبير من الشركات والجامعات والمدارس لمواجهة الحظر المنزلي والعزل، ليصبح طقساً تقليدياً يومياً يقوم به ملايين المستخدمين حول العالم.

ووفقاً لإحصائيات مؤسسة CSO للدراسات الإحصائية عن استخدام الأيرلنديين للإنترنت، أظهرت أن نحو 73% من مستخدمي الإنترنت يحصلون على حصص دراسية ويحضرون اجتماعات عمل عبر خدمات مكالمات الفيديو في 2020، مقارنة بـ48% فقط خلال العام الماضي. 

ووسط منافسة شرسة، نجحت خدمة "زووم" في إثبات قدرتها على الانفراد بلقب تطبيق التواصل الأكثر تحميلاً في 2020 عبر متاجر التطبيقات الرسمية.