بطلة خارقة إسرائيلية في أفلام "مارفل" تثير حفيظة الجمهور العربي

time reading iconدقائق القراءة - 7
شخصية "صبرا" بأحد أعداد المجلات المصورة. - comicvine.gamespot
شخصية "صبرا" بأحد أعداد المجلات المصورة. - comicvine.gamespot
القاهرة -ميّ هشام

ردود فعل واسعة أثارها إعلان استوديوهات "مارفل"، خلال معرض D23 Expo، قبل أيام، اعتزامها إنتاج نسخة رابعة من سلسلة أفلام "كابتن أميركا"، بعنوان Captain America: New World Order، تمهيداً لعرضه في عام 2024.

وسيضم هذا الفيلم المُرتقب، البطلة الخارقة "صبرا"، وهي عميلة للموساد ذات قدرات خارقة في قصص "مارفل" المصورة.

وكشفت وسائل إعلام أميركية، عن تجسيد الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس، لشخصية البطلة الخارقة "صبرا"، لتُعد أول بطلة خارقة إسرائيلية في عالم "مارفل" السينمائي، الأمر الذي أثار غضب واستياء قطاع كبير من الجمهور العربي والداعمين للقضية الفلسطينية، فيما قوبل بثناءٍ واسع في تل أبيب.

فيلم Captain America: New World Order، يُشارك في بطولته أنتوني ماكي، إذ يجسد دور "كابتن أميركا" لأول مرة، بديلاً عن كريس إفانس، وذلك بالإضافة إلى تيم بليك نيلسون، مُجسداً شخصية "القائد".

ترويج عنف إسرائيل

وأبدى قطاع كبير من الجمهور العربي، رفضه من إحياء "صبرا" على الشاشة وانضمامها لعالم مارفل المرئي، إذ تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل وسم #CaptainApartheid (كابتن نظام الفصل العنصري)، في إشارة إلى ما تُتهم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين، انتقدوا فيه قرار "مارفل".

وأشار البعض إلى حساسية اختيار اسم "صبرا"، كونه يُعيد للأذهان مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 إبان الحرب الإسرائيلية اللبنانية، والتي راح ضحيتها قرابة 1000 فلسطيني، كما لفتوا إلى اختيار شركة "وارنر براذرز"، العام الماضي الممثلة الإسرائيلية جال جادوت، لتأدية دور الملكة كليوباترا في فيلم.

واعتبرت مؤسسة معهد تفاهم الشرق الأوسط IMEU في سلسلة تغريدات على تويتر، أن "اختيار مارفل صناعة فيلم عن بطلة خارقة إسرائيلية، أمر مثير للسخرية، بل أكثر من ذلك، أنه غير إنساني ومؤذي لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين".

وأضاف المعهد البحثي غير الهادف للربح، والداعم للفلسطينيين، أن "تمجيد جهاز الشرطة والجيش الإسرائيليين يعكسان ترويج مارفل لعنف إسرائيل ضد الفلسطينيين".

احتفاء واتهام

في المقابل، احتفى الجانب الإسرائيلي، باختيار الممثلة شيرا هاس، لتجسيد دور البطلة الخارقة، أبرزهم حساب Stand With Us، والذي يمثل مؤسسة توعوية وتعليمية إسرائيلية غير هادفة للربح وغير حزبية. 

ونقلت شبكة "سي إن إن"، تصريحات فنير أفراهام، مؤسس وكالة Spy Legends التي تُقدم استشارات للأفلام والبرامج التلفزيونية التي تصور جواسيس إسرائيليين، حيث اعتبر أنّ "هذا الفيلم فرصة لتعريف الجيل الجديد بالموساد، وعلامته التجارية، فضلاً  عن مُساعدة الموساد في تجنيد جواسيس ومصادر جدد، في دول أخرى حتى، كما أنه يدل على السمعة الإيجابية للجهاز المخابراتي الإسرائيلي عالمياً".

على الجانب الآخر، أبدى المؤلف الإسرائيلي يوري فينك، تحفظه على الفيلم، مُتهماً مارفل بسرقة الشخصية منه، إذ قال في تصريحات متلفزة نقلتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه أطلق نسخته من البطلة الخارقة عام 1978، في صورة شخصية "صبرا مان".

وأوضح أنه لم يقاضِ "مارفل" عندما انتحلت منه شخصية "صبرا"، كونه لم يكن يمتلك الإمكانيات آنذاك.

وأضاف فينك في تغريدات على تويتر، أن "الأمر لم يتغير بعد، فإمكانياتي لا تزال محدودة مقابل إمكانيات مارفل، التي اتحدت أخيراً مع ديزني، فأصبحت أكثر توحشاً".

كما أبدى فينك، تخوفه ألا تحصل إسرائيل على دقة وإنصاف في تصوير الصراع العربي الإسرائيلي، إذ نصح الممثلة شيرا هاس، بتوخي الحذر وتراجع كل تفاصيل السيناريو جيداً.

الجدل الواسع الذي قوبل به الكشف عن خطط مارفل، دفع استديوهات مارفل، لنشر بيانٍ، تؤكد من خلاله أنّ "الشخصيات السينمائية ليست مرآة للرسوم الهزلية".

وأضافت مارفل، عبر البيان الذي نقلته "نيويورك تايمز"، "في حين أن شخصياتنا وقصصنا مستوحاة من الرسوم الهزلية، فإنهم دائماً ما يتم تخيلهم حديثاً على الشاشة وجمهور اليوم، ويتخذ صانعو الأفلام نهجاً جديداً مع الشخصية (صبرا) التي تم تقديمها لأول مرة في المجلات الهزلية منذ أكثر من 40 عاماً".

وفي حين يصعب التنبؤ بالمنتج النهائي الذي ستنفذه مارفل برفقة ديزني، ومدى رضاء الطرفين عن تصوير طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي فيه، فإن عدة مقدمات يمكن أن تحكم على مسار ذلك المنتج.

وعمل على تطوير سيناريو الفيلم الكاتبان مالكولم سبلمان ودالان موسون، وفقاً لمجلة "فارايتي"، فضلاً عن اعتياد مارفل في الآونة الأخيرة على الاعتماد على  مستشارين ثقافيين لضمان عدم دعم الاستوديو للصور النمطية الضارة، كما حدث في فيلم Ms. Marvel، و Moon Knight الذي جرى الاستعانة فيه بعالم المصريات رامي روماني لمراجعة التفاصيل.

سابقة الأعمال الخاصة بمارفل أيضاً، من الممكن أن تشير بالخطوط العامة لملامح "صبرا"، وتعد شخصيتي "كابتن أميركا"، و"ذا ريد جارديان" (الحارس الأحمر)، أبرز شخصيات مارفل التي تحمل هوية ثقافية واضحة، بخلاف شخصية "بلاك بانثر" ذات البشرة السمراء، والتي تنتمي للوطن الخيالي "واكاندا".

أول ظهور 

في عام 1962، صُدر العدد الأول من سلسلة القصص المصورة The Incredible Hulk، ومنذ ذلك الحين توالت الأعداد، التي قدّم عبرها رسامون وكُتاب مختلفون العديد من الشخصيات والخطوط التي أسهمت في استمرارية السلسلة، وصولاً إلى عام 1980، حينما ظهرت لأول مرة شخصية البطلة الخارقة "صبرا".

من خلال الكتاب نصف الشهري، ظهرت "صبرا" لأول مرة في العدد 250، تلتها ظهورات عديدة لاحقاً، ووفقاً لقواعد بيانات عشاق السلسلة، فإن البطلة الخارقة طفلة إسرائيلية المولد واسمها الحقيقي روث بات ساراف، قام بابتكارها بيل مانتلو وسال بوسسيما.

 منذ صغر "صبرا"، اكتشفت قواها الخارقة فيما قضت سنوات عمرها الأولى في "الكيبوتس"، أو المستوطنات الإسرائيلية، وتدربت لتصبح أول ضابط متحولة في القوات الخاصة للموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي.

ومثلها مثل غالبية الأبطال الخارقين، لدى "صبرا" قوى عديدة كالسرعة وردود الفعل الخارقة، والشفاء بشكل متجدد، وتمرير طاقتها العلاجية للآخرين. 

وفيما تستطيع الشخصية الخيالية على صفحات القصص المصورة إنقاذ الناس من الموت أو منحهم قوى خارقة صغيرة لبعض الوقت، تكتمل قوتها برداء مضاد للجاذبية يسمح لها بالطيران، إلى جانب زي يطلق سهاماً من الرسغين.

ويتزامن الظهور الأول لـ"صبرا" مع رغبة صناع سلاسل القصص المصورة في الدخول بقوة في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تداول عدد من مستخدمي تويتر صفحة من أحد أعداد The Incredible Hulk عام 1981، تُظهر "صبرا" نادمةً على وفاة صبي فلسطيني، حينما لقنتها شخصية Hulk درساً خاطب فيها إنسانيتها.

تصنيفات