Open toolbar

تضرر الاقتصاد المصري إلى حد كبير بسبب الإغلاق الجزئي لاحتواء فيروس "كورونا" - REUTERS

شارك القصة
Resize text
القاهرة

تباينت ردود الفعل بعد إعلان رئيس الحكومة المصرية مصطفي مدبولي، طلب حزمة تمويلية من صندوق النقد الدولي، طبقًا لبرنامج أداة التمويل السريع "RFI" وبرنامج اتفاق الاستعداد الائتماني "SBA"، لتعزيز قدراتها على مواجهة أزمة فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19).

وتعليقاً على الطلب المصري، أفادت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، في بيان، بأن التمويل الطارئ من خلال "أداة التمويل السريع" سيسمح للحكومة المصرية بـ"معالجة احتياجات ميزان المدفوعات العاجلة ودعم القطاعات الأشد تضرراً وفئات المجتمع الأكثر هشاشة".

وقالت جوروجيفا إنها تتوقع أن يتم عرض طلب الاستفادة من "أداة التمويل السريع" على المجلس التنفيذي للصندوق "في غضون الأسبوعين القادمين".

This picture taken on April 24, 2020 on the first Friday of the Muslim holy month of Ramadan shows a view of the area around Bab Zuweila (background), one of the remaining gates in the walls of the old medieval city of Egypt's capital Cairo, almost empty due to the COVID-19 coronavirus pandemic. (Photo by Mohamed el-Shahed / AFP) - AFP
فرضت الحكومة المصرية إجراءات مشددة لغلق الأنشطة التجارية بالكامل يومي الجمعة والسبت ضمن جهودها لاحتواء فيروس "كورونا" - AFP

وكانت جورجييفا قالت في منتصف أبريل: "قررنا استخدام طاقتنا الإقراضية الكاملة: تريليون دولار من أجل دعم البلدان، وخلال شهر أبريل سنوافق على نصف الطلبات الواردة، إذ تقدمت 172 دولة بطلبات تمويل، ووافقنا بالفعل على تمويل 15دولة، قدمنا لها التمويل في وقت قصير".

ونشر صندوق النقد الدولي قائمة بالدول التي طلبت تمويلاً سريعاً، تضمنت دولاً عربية وإفريقية وآسيوية. ومن بين الدول العربية التي سحبت من الخط الائتماني: المغرب وتونس والأردن، كما قدم لبنان أيضا طلباً للسحب.

قرض سابق

وسبق أن حصلت مصر على قرض من صندوق النقد بقيمة 12 مليار دولار على شرائح عدة ولمدة ثلاث سنوات، بدأت في 2016 وكان آخرها العام الماضي. وصاحب هذا القرض تطبيق برنامج إصلاح اقتصادي تم بموجبه تحرير سعر صرف الجنيه المصري، وإعادة هيكلة الدعم الموجه للطاقة.

FILE PHOTO: The International Monetary Fund (IMF) headquarters building is seen ahead of the IMF/World Bank spring meetings in Washington - REUTERS
صندوق النقد الدولي طرح خطة إنقاذ للدول التي ترغب في احتواء آثار فيروس "كورونا" الاقتصادية - REUTERS

إجراءات صعبة

وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري المستشار نادر سعد، لـ"الشرق" إن اتفاق الحكومة المصرية مع صندوق النقد في شأن طلب حزمة مالية جديدة "لا يتضمن أي إجراءات صعبة مثل القرض السابق"، لافتاً إلى أنه في ضوء البرنامج السابق "تم تحرير سعر الطاقة".

وأضاف سعد: "لا يوجد إجراءات جديدة صعبة يشعر بها المواطن المصري، ومعظم الإجراءات المقبلة ستكون مرتبطة بالإصلاح الهيكلي".

تراجع الاحتياطي

وقال المستشار السابق لصندوق النقد الدولي فخري الفقي إن "الاقتصاد المصري تأثر بشكل كبير نتيجة انتشار فيروس كورونا، خصوصاً في ظل توقف أنشطة السياحة والطيران، ما أدى إلى إغلاق مجالات عدة حماية لأرواح المواطنين".

وأكد الفقي لـ"الشرق"، أن "احتياط النقد الأجنبي في مصر  انخفض من 45.5 مليار دولار إلى 40.4 مليار دولار خلال شهر مارس، فى ظل انتشار فيروس كورونا، ما يعني أنه تراجع بنسبة 5.1 مليار دولار، وذلك بسبب توجيه هذه المبالغ لتوفير السلع الأساسية و سداد أقساط الديون".

Cars are stuck in a traffic jam before curfew to contain the spread of the coronavirus disease (COVID-19), in Shubra El Kheima, Al Qalyubia Governorate, north of Cairo - REUTERS
زحمة سيارات في أحد شوارع القاهرة - REUTERS

وأوضح أن القرض الذي طلبته مصر من صندوق النقد الدولي جاء "نتيجة قصور الموارد الدولارية من السياحة والنقد الأجنبي ولمواجهة آثار فيروس كورونا. وبالتالي، كانت مصر في حاجة إلى تمويل من صندوق النقد".

وأشار إلى أن الحكومة "ستدرس حجم القرض الذي ستحصل عليه من صندوق النقد، وفقاً لاحتياجاتها خلال الفترة الحالية، وذلك لتلافي التداعيات السلبية لفيروس كورونا".

وأكد أن "القرض السابق الذي حصلت عليه مصر من صندوق النقد،ةكان يستهدف علاج اختلال مالي في الموازنة العامة وميزان المدفوعات وسعر الصرف والاحتياطي النقدي الأجنبي، حتى يستقر سعر الصرف ويزيد حجم الاحتياطي. أما القرض الحالي".

مخاطر حقيقية

وطالبت عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الدكتورة بسنت فهمي رئيس الوزراء بـ"تحديد الغرض من طلب مصر دعماً مالياً من صندوق النقد الدولي"، مشددة على "ضرورة تحديد كيفية السداد".

وأشارت فهمي إلى أن "أي إجراءات ستتخذها الحكومة، لن تكون إجراءات تقشفية جديدة على المواطن المصري، ولكنها تهدف إلى دعم الاقتصاد".

A view of Toukh during the curfew in Cairo - REUTERS
حزمة الدعم الجديدة لن تمس المواطن المصري - REUTERS

وكشفت فهمي أن هناك 3 مخاطر حقيقية تهدد الاقتصاد في ظل استمرار وجود فيروس "كورونا"، يتمثل الخطر الأول في انخفاض معدل السياحة التي تدر العملة الصعبة لمصر، أما الخطر الثاني فهو توقف إيرادات المصريين في الخارج، والخطر الثالث يتمثل في ضعف إيرادات قناة السويس.

واقترحت حلاً بديلاً لطلب مصر دعماً مالياً من صندوق النقد الدولي، وهو أن يتم طرح سندات مالية بالجنيه المصري لمدة 5 سنوات، مثل سندات قناة السويس الجديدة، بحيث يحصل الشعب المصري على نسبة 17 في المئة.

الحل بمزيد من الانتاج

وقالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة هدى الملاح، إنه لو قابل القرض الذي طلبته مصر من صندوق النقد الدولي المزيد من الإنتاج "فلن يكون هناك إجراءات تقشفية جديدة على المواطن، أما إذا حصلت عليه لإقامة مشروعات غير منتجة، فسيصاحب ذلك إجراءات تقشفية بكل تأكيد".

وأشارت الملاح إلى أن "تحديد حجم التمويل المنتظر، سيكون على أساس ما سيتم إنفاقه على هذا القرض".

وأكدت الخبيرة الاقتصادية أن المبادرة التى طرحها رئيس الوزراء للاستفادة من القطاع العام والخاص في التصنيع "إيجابية جداً وتخدم مصر في طلبها للحصول على قرض صندوق النقد، ولكن لا بد أن يصاحبها منح تسهيلات كما ذكر رئيس الوزراء".

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.