موسكو وواشنطن.. عقوبات وخلافات وخطوط حمراء

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حضوره عبر الفيديو قمة المناخ التي يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن - 22 أبريل 2021 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حضوره عبر الفيديو قمة المناخ التي يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن - 22 أبريل 2021 - AFP
دبي -الزبير الأنصاري

تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة منذ قدوم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وجه منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض بإجراء مراجعة شاملة لما تعتبره واشنطن "أنشطة عدوانية لموسكو".

وبلغ الخلاف بين الطرفين ذروته، على خلفية خلافات بشأن أوكرانيا، واتهامات بالتجسس والتدخل في الانتخابات الأميركية، وهجمات إلكترونية منسوبة إلى موسكو، إضافة إلى مصير المعارض الروسي أليكسي نافالني القابع في السجن.

وفرضت الولايات المتحدة، الخميس الماضي، سلسلة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا المتهمة "بزعزعة الاستقرار الدولي"، وشن هجمات إلكترونية على المصالح الأميركية.

وأعلنت واشنطن طرد 10 مسؤولين يعملون في السفارة الروسية، اتُهم بعضهم بأنهم أعضاء في أجهزة استخبارات موسكو، ولأول مرة يذكر رسمياً جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي على أنه منفذ الهجوم الإلكتروني الذي طال برمجية "سولارويندز" كورب.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 16 كياناً روسياً و16 شخصية.

خطوط حمراء

ومع تصاعد الخلافات حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، من أن موسكو سترد بطريقة "قاسية وسريعة" على أي استفزازات خارجية، بعد الشكوى من استمرار "الأعمال غير الودية التي لا أساس لها" ضد روسيا، مشيراً إلى أن "الجيش الروسي في تطور مستمر".

وأكد بوتين، في خطاب حالة الاتحاد السنوي، أمام كبار المسؤولين والمشرّعين في مجلسي البرلمان الروسي، أن موسكو تسعى جاهدة لإقامة علاقات جيدة مع الدول الأخرى وتأمل "ألا تتجاوز أي دولة أجنبية الخطوط الحمراء" لروسيا.

"بوتين قاتل"

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حدد مسار العلاقات مع روسيا في وقت مبكر من فترته الرئاسية، عندما وصف في مارس الماضي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالقاتل.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن لـ"شبكة "إيه.بي.سي نيوز" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قاتل"، و"سيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الأميركية"، التي فاز فيها أمام الرئيس السابق دونالد ترمب.

ورد الرئيس الروسي على الجانب الآخر بالقول: "الولايات المتحدة تظن أننا مثلها، ولكن لدينا شيفرة جينية مختلفة". وأضاف: "بشأن تصريحات زميلي الأميركي، بماذا أرد عليه؟ سأقول له: كن معافى... أتمنى له الصحة"، مشيراً إلى أنه لا يقول ذلك "سخرية أو مزاحاً".

كما أشار إلى أنه ينبغي له ولبايدن إجراء محادثات تبث على الهواء، لافتاً في تصريح لاذع إلى أن المرء "لا يرى إلا خصاله".

التدخل في الانتخابات

وتأتي تصريحات بايدن في سياق الاتهامات المتكررة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية، إذ خلص تقرير للاستخبارات الأميركية في مارس إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجّه جهوداً على الأرجح لمحاولة قلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لصالح الرئيس السابق دونالد ترمب.

كما أعلنت وزارتا الأمن الداخلي والعدل الأميركيتان أن روسيا استهدفت بنى تحتية للانتخابات الأخيرة من دون أن يؤثر ذلك على النتائج.

وجاء في تقرير مشترك للوزارتين، أوردت تفاصيله وكالة "فرانس برس"، أن "حملات استهداف روسية واسعة النطاق طالت قطاعات عدة بنى تحتية أساسية أثرت على أمن شبكات كانت تتولى إدارة بعض المهام الانتخابية".

وتنفي موسكو ضلوعها في أي عملية تستهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كما تحمّل واشنطن موسكو مسؤولية الهجمات الإلكترونية، من قبيل تلك التي طالت البرمجية واسعة الانتشار التابعة لشركة "سولار وايندز"، التي تتخذ من ولاية تكساس الأميركية مقراً، وأفضت إلى اختراق عدد من الوكالات الحكومية والشركات الخاصة؛ وهو ما تنفيه موسكو أيضاً.

الوضع الأوكراني

وزادت حدة الخلافات أيضاً بسبب الوضع في أوكرانيا، حيث نشرت روسيا خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية، بحسب الاتحاد الأوروبي؛ وهو ما خشيت كييف أن يكون مقدمة لغزو روسي.

وكثفت روسيا تدريباتها في البحر الأسود وشبه جزيرة القرم في الأيام الأخيرة، بعدما نشرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع أوكرانيا.

ورداً على هذا الحشد العسكري، أعلنت واشنطن نيتها إرسال سفن حربية دعماً لأوكرانيا، قبل أن تتراجع لاحقاً عن هذه الخطوة.

وفرضت موسكو قيوداً لمدة 6 أشهر على ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية، في 3 مناطق قبالة شبه الجزيرة الملحقة بها، لا سيما حول شبه جزيرة كيرتش.

والمنطقة الأخيرة هي الأكثر حساسية، كونها قريبة من مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، وهو ذو أهمية بالغة لصادرات الحبوب أو الصلب المنتج في أوكرانيا.

ووصفت الخارجية الأميركية الخطوة بأنها "تصعيد بلا مبرر"، خصوصاً أن مثل هذا الإجراء يؤثر في دخول السفن إلى الموانئ الأوكرانية، مؤكدة دعمها الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دولياً، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية.

لكن مع إعلان روسيا الخميس عزمها سحب قواتها المحتشدة قرب الحدود الأوكرانيا، فإنه من المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تخفيف التوتر بين واشنطن وموسكو، وإن كانت الخلافات حول الملف الأوكراني ستبقى مع استمرار الصراع في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين الذين تدعمهم روسيا.

أليكسي نافالني

كما نددت الولايات المتحدة بمصير المعارض الروسي أليكسي نافالني، المسجون والمضرب عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع.

ودعت واشنطن الثلاثاء موسكو للسماح "فوراً" لأطباء "مستقلين" برؤية نافالني الذي يعاني من وهن شديد، ولا يلقى العناية المناسبة في مستشفى معتقله، حسب فريقه.

وعلى الرغم من التوترات، إلا أن البلدين بحاجة للتعاون في التعاطي مع بعض الأولويات، مثل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ومحادثات الحد من التسلح، ومكافحة التغيّر المناخي.

والخميس، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة الافتراضية التي يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن حول المناخ.