تقرير: فشل استخباراتي وراء غارة أميركية أسقطت 10 مدنيين بأفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلو طالبان يقفون عند نقطة تفتيش في كابول، 5 نوفمبر 2021 - REUTERS
مقاتلو طالبان يقفون عند نقطة تفتيش في كابول، 5 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي - الشرق

قال مسؤولان عسكريان بارزان في الولايات المتحدة، إن الجيش الأميركي لم يستطع تحديد الموقع الذي يتخذه تنظيم داعش مخبأ لعناصره في العاصمة الأفغانية كابول، والذي أدت معلومات استخباراتية "غير دقيقة" بالعثور عليه، إلى ضربة عسكرية فاشلة نهاية أغسطس أسقطت 10 مدنيين أفغان، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وكان الجيش الأميركي استهدف مقراً بطائرة مسيرة، كان يعتقد أنه لأحد عناصر التنظيم في كابول 29 أغسطس الماضي، إلا أنه أعلن لاحقاً أن الضربة التي أدت لوفاة 10 مدنيين بينهم 7 أطفال كانت بالخطأ.

وأفاد مسؤولون عسكريون أميركيون قبل يومين من تنفيذ الضربة، بأنهم تأكدوا من خلال عمليات الاعتراض الإلكتروني، والمراقبة الجوية، ومُخبرين، أن عناصر التنظيم كانوا يستخدمون مُجمعاً يقع على بُعد 3 أميال شمال غرب مطار كابول، لتسهيل الهجمات المستقبلية التي تُستخدم فيها الصواريخ، والسترات الانتحارية، والسيارات المُفخخة.

ولكن تحقيقاً أجراه الجنرال سامي سعيد، المفتش العام للقوات الجوية الأميركية، قال إن ذلك كان خطأ، مشيراً خلال مقابلة هاتفية أُجريت الأسبوع الماضي مع صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنه "لم نعثر على أي مخبأ".

وقالت الصحيفة الأميركية إن الجنرال سعيد لم يناقش المعلومات الاستخباراتية الأصلية التي قادت المحللين العسكريين إلى التركيز على المخبأ، وإرسال 6 طائرات مُسيرة من طراز "ريبر" لمراقبته. واكتفى بالقول إن "المعلومات الاستخباراتية لم تكن خاطئة، لكنها فقط لم تكن دقيقة".

معلومات غير دقيقة

وأكد مسؤول عسكري أميركي آخر، أن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة عن الموقع الذي تم استهدافه "لم تكن دقيقة بما يكفي".

وقال مسؤولون إن "كل شيء تقريباً أكده كبار مسؤولي الدفاع في الساعات ثم الأيام والأسابيع التالية للضربة الجوية تبين أنه خاطئ"، وأوضحوا أن المتفجرات التي زعم الجيش أنه تم تحميلها في صندوق سيارة من طراز "تويوتا" بيضاء ضُربت بصاروخ "هيلفاير" كانت زجاجات مياه، وأن الانفجار الثاني الذي حدث في المنطقة المكتظة بالسكان التي وقع بها الهجوم، ربما كان بسبب غاز البروبان أو خزان وقود.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن قادة بارزين في وزارة الدفاع الأميركية أقروا بأن سائق السيارة، يُدعى زيماري أحمدي ويعمل منذ فترة طويلة مع جماعة إغاثة أميركية، "ليس له علاقة بتنظيم داعش، على عكس ما أكده المسؤولون العسكريون في وقت سابق".

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن الصلة الوحيدة لأحمدي بداعش كانت تعاملاً عابراً وغير ضار مع أشخاص في مكان يعتقد الجيش الأميركي أنه مخبأ للتنظيم في كابول.

لكن مسؤولي البنتاجون يقولون إن هذا التقدير كان خطأ أيضاً، بعدما كشف تحقيق أجرته الصحيفة أن المخبأ كان في الواقع مقر إقامة رئيس أحمدي في العمل، والذي قال عنه المسؤولون العسكريون أيضاً إنه لا صلة له بداعش.

ولم يجد الجنرال سعيد أي مخالفات قانونية ولم يوص بأي إجراء تأديبي. وقدم التحقيق الذي أجراه المفتش الأميركي، توصيات عدة لإصلاح العملية التي يتم من خلالها إصدار أوامر تنفيذ الضربات، وتضمن ذلك تدابير جديدة لتقليل خطر الانحياز التأكيدي ومراجعة الإجراءات المستخدمة لتحديد تواجد المدنيين، بحسب الصحيفة.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، الأسبوع الماضي، إن وزير الدفاع لويد أوستن، وافق على نتائج وتوصيات الجنرال سعيد، "وترك مسألة تأديب أو توبيخ أي شخص بسبب الضربة الجوية لقادة قيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة".

وأشار الجنرال سعيد إلى أن مقاطع فيديو المراقبة أظهرت وجود طفل واحد على الأقل في المنطقة قبل دقيقتين من تنفيذ الهجوم بالطائرات المُسيرة.

وقدم الجنرال الأميركي تفاصيل إضافية في مقابلة لاحقة، إذ قال إن مقاطع الفيديو أظهرت تواجد 4 أشخاص بالغين وطفلين، وهو أكبر عدد من الأشخاص يتم تصويرهم قبل الغارة وقبل 9 ثوانٍ من إطلاق الصواريخ.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين الاثنين، إن وكالة المخابرات الأميركية أخطرت الجيش بوجود طفل في موقع الضربة في 29 أغسطس، ولكن المسؤولين العسكريين قالوا إن التحذير جاء متأخراً بعد إطلاق الصواريخ.

اقرأ أيضاً: