بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان في رام الله، الخميس، "الحفاظ على الطريق نحو المفاوضات من أجل حل الدولتين"، وفق بيان للبيت الأبيض.
وقال البيان إن "سوليفان التقى في رام الله، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإعادة تأكيد اهتمام الإدارة الأميركية بتعزيز المشاركة مع السلطة الفلسطينية، وتعميق العلاقات مع الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن الجانبين "ناقشا دعم الولايات المتحدة للسلام، والحفاظ على الطريق نحو المفاوضات من أجل حل الدولتين، وتعزيز تدابير متساوية للأمن والازدهار والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين".
واستعرض سوليفان "التزامات الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم شبكة مستشفيات القدس الشرقية، وإنشاء البنية التحتية لشبكة الجيل الرابع في الضفة الغربية"، وفق البيت الأبيض.
وأشار البيان إلى أن سوليفان "ناقش حاجة القادة الفلسطينيين إلى المساعدة في تهدئة التوترات في الضفة الغربية، وتعزيز المؤسسات الفلسطينية.. كما تبادلوا وجهات النظر حول التدابير الرامية إلى بناء الثقة، وتعزيز الأمن، وتهيئة الظروف لأفق سياسي".
"إجراءات هدامة لحكومة إسرائيل"
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن عباس أطلع سولفيان على "ما تتخذه حكومة الاحتلال الإسرائيلية الجديدة من إجراءات هدامة وجرائم، بهدف تدمير حل الدولتين والاتفاقات الموقعة، وإنهاء ما تبقى من فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
وحذّر عباس خلال اللقاء "من خطورة الإجراءات الإسرائيلية وتداعياتها"، مطالباً الإدارة الأميركية بـ"التدخل الفوري قبل فوات الأوان لوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب، وما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلية من انتهاكات تتمثل بتكثيف الاستيطان، وعمليات القتل اليومية، واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، واستباحة المسجد الأقصى".
وشدد الرئيسي الفلسطيني على "أهمية إيفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها التي أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الأميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن".
"أوضاع خطيرة"
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قال على تويتر، إن الجانبين بحثا "الأوضاع الخطيرة جراء التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، التي تهدد الأمن والاستقرار وتدمر حل الدولتين".
ولفت الشيخ في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" إلى أن "الرئيس محمود عباس سيبلغ الإدارة الأميركية بأن القيادة الفلسطينية تتدارس الآن اتخاذ جملة من الإجراءات رداً على التصعيد الإسرائيلي بحق شعبنا".
وفي المقابل، تطرّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في محادثاته مع المستشار الأميركي إلى "التحركات الأخيرة للفلسطينيين على الساحة الدولية"، معتبراً إياها "هجوماً على إسرائيل يتطلب منا الرد".
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 30 ديسمبر الماضي، قراراً صوتت واشنطن ضده، يطلب من محكمة العدل الدولية الإدلاء برأيها في مسألة شرعية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية.
وفي رد انتقامي، أعلنت اسرائيل في 6 يناير عن حزمة عقوبات ضد فلسطين، بينها إجراءات مالية.
وكان جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قال، الأربعاء، إن سوليفان سيؤكد خلال زيارته على التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومعارضة "أي سياسات أو ممارسات من شأنها أن تقوض قابلية هذا الحل للحياة، أو من شأنها أن تهدد الوضع التاريخي الراهن".
فيما قال مسؤولون فلسطينيون لـ"أكسيوس"، إن "القيادة الفلسطينية محبطة للغاية من سياسات إدارة بايدن، وتريد من الولايات المتحدة أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة".
وشهدت الضفة الغربية المحتلة، وهي من بين المناطق التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها، تصاعداً في الغارات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وانهارت في 2014 محادثات السلام التي كانت تتوسط فيها الولايات المتحدة بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة. كما تضاءلت آفاق إحيائها بصورة أكبر منذ تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة، التي يعارض كثير من الشركاء فيها إقامة الدولة الفلسطينية، ويدفعون لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.