بريطانيا تمنع السفر إليها من 33 دولة للحد من سلالات كورونا الجديدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مسافرون يرتدون كمامات في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن- 22 يناير 2021 - PIA JOSEPHSON via REUTERS
مسافرون يرتدون كمامات في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن- 22 يناير 2021 - PIA JOSEPHSON via REUTERS
لندن-محمود حبوش

في خطوة للحد من دخول سلالات كورونا الجديدة إلى أراضيها، أعلنت السلطات البريطانية، الثلاثاء، تشديد إجراءات السفر، بعد أن سجلت عشرات الإصابات بالفيروس المتحور، قادمة من جنوب إفريقيا.

وتأتي الإجراءات، التي أعلنها وزير الصحة، مات هانكوك، في خطاب أمام مجلس العموم، في وقتٍ انخفضت حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 47% في الأسبوعين الماضيين، بينما تواصل الهيئات الطبية حملات التطعيم بلقاح كورونا، وقد تلقى حتى الآن أكثر من 12 مليون شخص في بريطانيا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.

لكن رغم ذلك، يسود قلق في أوساط المسؤولين الحكوميين والخبراء الطبيين، من احتمال انتشار سلالات جديدة من الفيروس قد لا تتمكن اللقاحات المعتمدة من الحماية ضدها.

قائمة سفر حمراء

وتشمل الإجراءات المشددة التي تبدأ المملكة المتحدة بتطبيقها اعتباراً من الاثنين المقبل، فرض حجر صحي لمدة 10 أيام داخل مجموعة فنادق حددتها الحكومة، وإجراء اختبارين بعد دخول البلد للتأكد من خلو المسافر من الفيروس.

ويفرض هذا الإجراء منع قدوم المسافرين من 33 بلداً مشمولة في "قائمة حمراء"، معظمها في أميركا الجنوبية وإفريقيا، على أن يُستثنى منها المقيمون في بريطانيا، ويتكلف المسافر الواحد 1750 جنيهاً إسترلينياً مقابل الإقامة والفحوصات، على أن يتم مرافقته من مكان وصوله إلى الفندق.

كما سيتوجب على جميع المسافرين إلى بريطانيا عمل اختبار قبل سفرهم بـ72 ساعة، بالإضافة إلى اختبارين آخرين، الأول بعد يومين من الوصول، ثم بعد 8 أيام، فضلاً عن حجر أنفسهم لمدة 10 أيام.

ودعا وزير الصحة البريطاني المواطنين لتلقي لقاح كورونا في مواعيدهم المحددة، وقال إنه من المهم جداً البقاء في المنزل للمساعدة في مكافحة تفشي الفيروس.

عقوبات مالية وسجن

وقال هانكوك إن الحكومة ستشدد الرقابة على تطبيق الإجراءات الجديدة، مشيراً إلى أن غرامات مالية تصل إلى 5 آلاف جنيه إسترليني ستُفرض على المخالفين للقواعد الجديدة، إضافة إلى عقوبات بالسجن قد تصل إلى 10 سنوات لمن يأتي من واحدة من بلدان القائمة الحمراء، ولا يذكر ذلك لدى وصوله.

وأضاف "لا أقدم أي اعتذارات على شدة هذه الإجراءات، لأننا نتعامل مع واحد من أقوى التهديدات للصحة العامة التي نواجهها كأمة. أعرف أن معظم الناس يقومون بدورهم ويقدمون تضحيات كبيرة كجزء من المساعي الوطنية، لكن هذه الإجراءات تهدف إلى التأكد من أن جهودهم لن تذهب سدى بسبب أقلية ترفض اتباع القوانين". 

وكانت جنوب إفريقيا أعلنت، الاثنين، تعليقاً مؤقتاً لاستخدام لقاح شركة الأدوية البريطانية "أسترازينيكا" وجامعة أكسفورد، وذلك بسبب "عدم قدرته على حماية حالات الإصابة الطفيفة والمتوسطة"، لكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أصرّ على أن اللقاح الذي يُعد واحداً من بين 3 لقاحات معتمدة في المملكة المتحدة، قادر على منع الوفاة والإصابة بأعراض خطيرة.

وأشاد جونسون، في تغريدة على تويتر، بجهود التطعيم التي تجريها الكوادر الطبية في أنحاء البلاد.

انخفاض كبير بالإصابات

وسجلت بريطانيا 147 إصابة بالسلالة المتحورة القادمة من جنوب إفريقيا، وقامت بتكثيف الفحوصات في عدة مناطق من البلاد في محاولة للحد من انتشارها، كما سجلت انخفاضاً ملحوظاً في معدل الإصابة بالفيروس في الأسابيع الأخيرة، من قرابة 70 ألف حالة يومية في الأسبوع الأول من شهر يناير، إلى 14 ألف حالة أعلن عنها أمس.

وتستمر المملكة المتحدة في تنفيذ أكبر حملة تطعيم في تاريخها، إذ تلقى ما يزيد على 12.2% من سكانها جرعة على الأقل من اللقاحات المضادة للفيروس، بحسب وزير الصحة، وجميع هؤلاء هم من الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، أو من العاملين في القطاع الصحي ودور الرعاية، إضافة إلى المصابين بأمراض خطيرة.