هكذا ستؤثر سياسات "أبل" الجديدة بشأن الخصوصية على فيسبوك

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي- الشرق

حذر خبراء من خسائر كبيرة في أرباح "فيسبوك" حين تطبق شركة "أبل" سياستها الجديدة بشأن الخصوصية، في وقت تشير تقارير إلى أن "فيسبوك" تعتزم الجوء إلى القضاء.

واشتكت شركة "فيسبوك" هذا الأسبوع من أن سياسات الخصوصية الجديدة التي ستطبقها "أبل" على طريقة عمل أجهزتها قريباً تشكل خطراً على أعمالها التجارية، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.

وسيرغم آخر تحديث ستطرحه "أبل" هذا العام لنظام تشغيلها "آي أو إس" مطوري التطبيقات على إظهار شفافية في جمع أو استخدام البيانات الشخصية للمستخدمين، وهذا سيؤثر على الإعلانات على التطبيقات التابعة لشركة "فيسبوك".

تحوّل جذري

ومن شأن السياسات الجديدة أن تمنع تطبيقات "فيسبوك" و"إنستغرام" من تتبع ورصد أنشطة مستخدمي أجهزة "أبل"، من دون موافقة المستخدمين.

وكانت شركة "فيسبوك" تعتمد على جمع المعلومات الشخصية لمستخدميها بهدف توجيه الإعلانات على منصاتها بشكل أكثر دقة، حسب اهتمامات كل شخص.

ومن شأن هذا التغيير أن يصعّب على المعلنين قياس نسبة نجاح الإعلان بعد الترويج لمنتجاتهم عبر منصات "فيسبوك".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن سايمون بولتون، نائب رئيس شركة "وي بروموت" للتسويق الرقمي، إن "سوق الإعلانات قد يتجه نحو تغيّر جذري. فإذا كنت تسوّق لمنتجاتك على فيسبوك وترى أن الفعالية انخفضت، فإنك ستغيّر المنصة".

وقالت الصحيفة إن حجم الخسائر المرتقبة في عائدات "فيسبوك" من الإعلانات غير معروف حتى الآن، علماً أن هذه العائدات فاقت 86 مليار دولار العام الماضي. 

اتهامات متبادلة

واتهم الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، "أبل" بمحاولة الإضرار بشركته أكثر من حماية المعطيات الشخصية لمستخدمي أجهزتها.

وكتب زوكربيرغ في بيان على موقع "فيسبوك" أن التغييرات "تهدف إلى إلحاق الضرر بمصالح فيسبوك التجارية وليس حماية الخصوصية"، مشيراً إلى أن "أبل قد تقول إنها تفعل هذا لمساعدة الناس، لكن من الواضح أن هذه الخطوة متعلقة بمصالحهم التنافسية".

ولفت زوكربيرغ إلى أن شركة أبل تستخدم موقعها لمساعدة خدماتها الخاصة، لا سيما خدمة "iMessage "الخاصة بها، والتي تتنافس مع خدمات "فيسبوك ماسنجر" و"واتساب".

وأوضح زوكربيرغ أن "iMessage هي ركيزة أساسية لنظامهم الإيكولوجي وتأتي مثبتة مسبقاً على كل هواتف آيفون، ويتم منحها ميزات تفضيلية في واجهات برمجة التطبيقات والأذونات الخاصة، وهذا هو السبب في أن iMessage هي خدمة المراسلة الأكثر استخداماً في الولايات المتحدة".

وردّ الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، على اتهامات "فيسبوك" من دون أن يشير إلى الشركة بالاسم، وندّد بـ "نظريات المؤامرة التي تؤججها الخوارزميات"، وفق تصريحات أوردتها الصحافة الأميركية.

وقال كوك "لا يمكننا التغاضي عن النظرية التي تفيد بأن كل التفاعلات الإلكترونية جيدة ويجب أن تستمر لأطول وقت"، مضيفاً: "إذا ما بنت شركة أسسها على قدرتها في غش المستخدمين واستغلال البيانات وعلى خيارات لا تمنح حقيقة أي خيار، فهي لا تستحق منا الثناء بل الازدراء".

توجه إلى القضاء

ووسط تصاعد التوتر بين "أبل" و"فيسبوك"، ذكرت تقارير أن شركة "فيسبوك" تحضر منذ أشهر ملفاً لإطلاق ملاحقات قضائية في حق "أبل"، بسبب ما تراه ممارسات مانعة للمنافسة.

وقال موقع "ذي إنفورميشن"  الخميس إن "فيسبوك" استعانت بمكتب محامين لتحضير ملف تتهم فيه الشركة المنتجة لهواتف "آيفون" بـ"استغلال سلطتها في سوق الهواتف الذكية لإرغام مطوري التطبيقات على اتباع قواعد متجرها الإلكتروني للتطبيقات (آب ستور)، من دون أن تسري على تطبيقات (أبل)".

وعلّق ناطق باسم "فيسبوك" لوكالة "فرانس برس" على هذه المعلومات قائلاً: "كما قلنا مراراً في السابق، نظن أن أبل تتصرف بطريقة مانعة للمنافسة عبر استخدام سيطرتها على متجر التطبيقات آب ستور لزيادة أرباحها على حساب صغار المطورين والشركات".

وليست "فيسبوك" وحدها في مواجهة مع "أبل"، إذ تأخذ شركات عدة على هذه الأخيرة منذ سنوات استيفاءها عمولة كبيرة تصل إلى 30% على العمليات المالية التي يجريها مستخدموها من خلال متجر التطبيقات "آب ستور".