فتحت الصين حدودها، الأحد، بعد طول انتظار، في آخر خطوات تفكيك سياسة "صفر كورونا" والتي ينتظر أن تطلق موجة عودة كبيرة للصينيين في الشتات وتخرج البلد من عزلة دامت 3 سنوات، رغم أن استعادة كاملة للرحلات الجوية ستستغرق وقتاً على الأرجح، وفق "بلومبرغ".
وبدءاً من الأحد، لن تفرض الصين حجراً صحياً على الواصلين إلى أراضيها، بعدما تخلت السلطات عن السياسة التي شكلت مع أسعار تذاكر الطيران المرتفعة رادعاً للمسافرين.
وفيما سيحتاج أي شخص يصل البلاد إلى اختبار سلبي لكورونا قبل السفر بـ48 ساعة، إلا أن التخفيف الكبير في القيود على الحدود قبل أسبوعين من عيد بداية السنة القمرية، يؤشر إلى نهاية جهود بكين لإبعاد الفيروس، الذي تم قبوله في العالم كله كفيروس وبائي.
وقالت "بلومبرغ" إن التأثير الفوري لفتح الحدود سيتمثل في زيادة كبيرة في عودة الصينيين بالخارج إلى بلادهم، وبعضهم لم ير عائلاتهم منذ سنوات.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن التدفق المنتظر للرحلات على الصين، من غير المرجح أن تقابله زيادة موازية في الطلب على الرحلات إلى خارج البلاد.
وقالت إن تدفق السياح الصينيين، والذين كانوا يشكلون قوة إنفاق عالمية في المراكز السياحية العالمية من باريس إلى طوكيو، وتبلغ نحو 280 مليار دولار عالمياً، على الخارج سيستغرق أشهراً إن لم يكن سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة
أكبر موجة انتقالات محلية
وبدأت في الصين، السبت، أولى أيام "تشون يون"، وهي فترة سفر تمتد 40 يوماً قبل حلول رأس السنة القمرية الجديدة. وكانت توصف قبل الجائحة بأنها أكبر انتقالات سنوية للبشر في العالم، وتستعد فيها البلاد لزيادة هائلة في عدد المسافرين وكذلك لانتشار عدوى كورونا، وفقاً لـ"رويترز".
وستكون عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، التي تبدأ رسمياً في 21 يناير، الأولى منذ عام 2020 بدون قيود على السفر محلياً.
وعلى مدار الشهر الماضي، شهدت الصين تحولاً في نظام "صفر كورونا" بعد احتجاجات غير مسبوقة ضد سياسة شملت اختبارات متكررة، وقيوداً على الحركة وعمليات إغلاق واسعة مما ألحق أضراراً جسيمة بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويأمل مستثمرون في أن تؤدي إعادة الفتح في نهاية المطاف إلى إنعاش اقتصاد تبلغ قيمته 17 تريليون دولار ويعاني من أدنى معدل نمو له منذ ما يقرب من نصف قرن.
انتشار الفيروس
لكن التغييرات المفاجئة جعلت العديد من السكان البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة عرضة للفيروس لأول مرة، مما تسبب في موجة من العدوى ضغطت على بعض المستشفيات، ونفاد الأدوية في الصيدليات، وتكدس طوابير طويلة أمام محارق الجثث.
وهناك مخاوف واسعة من أن الهجرة الكبيرة للعمال في المدن إلى مسقط رأسهم ستؤدي إلى انتشار العدوى في البلدات الصغيرة والمناطق الريفية الأقل تجهيزاً بالخدمات الطبية مثل الرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي.
وتلزم أكثر من 12 دولة الآن المسافرين الصينيين بإجراء اختبار كوفيد إذ قالت منظمة الصحة العالمية إن البيانات الرسمية للإصابات في الصين لا تعكس النطاق الفعلي لتفشي المرض.
وأشار تعميم نشرته 4 وزارات حكومية، السبت، إلى إعادة تخصيص موارد مالية للعلاج، ووضع خطة للمالية العامة لدعم 60% من تكاليف العلاج حتى 31 مارس.
في غضون ذلك، أفادت مصادر لـ"رويترز" بأن الصين تجري محادثات مع شركة فايزر للحصول على ترخيص يسمح لشركات الأدوية المحلية بتصنيع وتوزيع نسخة من عقار باكسلوفيد المضاد للفيروسات الذي تنتجه الشركة الأميركية.