تتضافر جهود نحو 500 متحف في جميع أنحاء المملكة المتحدة، في أكبر مشروعٍ فنّي بيئي يحمل عنوان "The Wild Escape"، بمشاركة مئات الفنّانين ودعاة حماية البيئة من حول العالم.
وأطلقت المشروع مؤسسة الفنون الرائدة "Art Fund" بالتعاون مع مجلس الفنون في إنجلترا، بهدف "تغيير وعي الأجيال تجاه فقدان التنوّع البيولوجي، والتأسيس لعلاقة جديدة بين المتاحف الفنّية وعالم الطبيعة الذي يواجه تحديات هائلة، ومن أجل تصوّر مستقبل الحياة البرية في المملكة المتحدة من خلال المتاحف"، بحسب "جمعية المتاحف المستقلّة".
يجمع المشروع بين الفن والقدرة الاستثنائية للمتاحف "على تشكيل وعي مختلف لدى الأطفال والناشئة، والاستجابة بشكلٍ خلاق للتهديد الذي تتعرّض له البيئة الطبيعية في المملكة، من خلال البحث عن الحيوانات الموجودة في مجموعات المتاحف، وإنشاء أعمال فنّية خاصّة بهم تتعلّق بالحياة البرية".
عمل ملحمي فنّي
يحمل المشروع أفكاراً مبتكرة، إذ سيتم إحياء الحيوانات البرية في عمل فنّي ملحمي، تمّ تخيله وإنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، عبر استوديوهات ألعاب "PRELOADED"، التي تستخدم التقنيات الناشئة لخلق تجارب مرحة وهادفة، وسيتمّ الكشف عن العمل الضخم في "يوم الأرض" الذي يصادف في 22 أبريل 2023.
آلت جيني والدمان، مديرة "Art Fund" أوضحت في حديثٍ صحفي للجمعية، أن الحملة ستظهر كيف أنه يمكن للمتاحف الفنّية من خلال العمل معاً، أن تقدّم منظوراً جديداً للتعلّم، وتنبّه إلى التحدي البيئي الخطير الذي يواجه حياتنا البرية الثمينة".
مديرة المتاحف والممتلكات الثقافية في مجلس الفنون في إنجلترا، إيمي كيل، قالت إن" المشروع طموح ويساعد على انخراط المتاحف في جميع أنحاء البلاد في المساعدة على معالجة أزمة المناخ، من خلال الإبداع الفني".
أضافت: "نحن في مجلس الفنون فخورون بواحدة من أكبر المنح التي قدّمناها للمشروع، وأتطلّع إلى رؤية العمل الفنّي الذي أنشأه جيل بريطانيا الجديد" في "يوم الأرض" 2023.
رسالة عاجلة
واعتبرت مديرة التعليم ومشاركة الشباب في الصندوق العالمي للطبيعة، روزاليند ميست، أن الحملة "تمثّل رسالةً عاجلة كي نتحرّك لإعادة عالمنا إلى الحياة، والشباب هم المفتاح لتشكيل مستقبل العالم الطبيعي".
أضافت: "في جميع أنحاء العالم، وفي المملكة المتحدة، تجثو الطبيعة على ركبتيها، وقد انخفضت الحياة البرّية في العالم بنسبة 69% في المتوسط منذ عام 1970، لكن لم يفت الأوان بعد لتغيير الأمور، والشباب هم المفتاح لتشكيل مستقبل العالم الطبيعي".
وكان مستكشف اتجاهات التنوّع البيولوجي التابع لمتحف التاريخ الطبيعي، قد نشر عام 2021 دراسة، كشف فيها أن المملكة المتحدة "فقدت ما يقرب من نصف أنواع الحياة البرية والنباتات منذ سبعينيات القرن الماضي، نتيجة لتطوّر الإنسان والأرض، ولم يتبق إلا 53% من التنوّع البيولوجي فيها، مما يضع المملكة في أدنى 10% من دول العالم من ناحية التنوع.
وبحسب تقرير صادر عن وكالة البيئة نُشر عام 2022 ، تعدّ إنجلترا واحدة من أكثر الدول استنزافاً للطبيعة في العالم، إذ تسارعت التأثيرات منذ منتصف القرن العشرين، وأصبحت ربع الثدييات في إنجلترا وما يقرب من خمس نباتات المملكة المتحدة مهدّدة بالانقراض.
تجدر الإشارة إلى أن الحملة مستوحاة من سلسلة "Wild Isles" من "BBC One" التي قدّمها السير ديفيد أتينبورو، كما أن الحملة مدعومة من مؤسّسات عدّة مثل "Bloomberg Philanthropies"، و "Kusuma Trust"، و "Foyle Foundation"، فضلاً عن استخدام التمويل العام من مشروع اليانصيب الوطني التابع لمجلس الفنون بإنجلترا، والصناديق الائتمانية الأخرى.
اقرأ أيضاً: