ندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الاثنين، بقرار تعليق بيلاروسيا مشاركتها في مبادرة الشراكة الشرقية، الهادفة لتعزيز العلاقات بين التكتل ودول الاتحاد السوفيتي السابق، رداً على عقوبات فُرضت عليها إثر تحويلها مسار طائرة ركاب تابعة لشركة "راين إير" الشهر الماضي.
وأطلق الاتحاد الأوروبي في عام 2009 الشراكة الشرقية مع بيلاروسيا وأوكرانيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان، عارضاً توثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية مقابل إصلاحات.
وكتب ميشال على حسابه في "تويتر": "اتّخذت بيلاروسيا خطوة أخرى إلى الوراء اليوم، عبر تعليق مشاركتها في الشراكة الشرقية"، مضيفاً أن من شأن قرار مينسك أن "يصّعد التوتر".
"إجراءات بيلاروسية"
وكانت بيلاروسيا أعلنت في وقت سابق، الاثنين، تعليق مشاركتها في الشراكة الشرقية ضمن الاتحاد الأوروبي، الهادفة إلى تحقيق تقارب بين الأوروبيين والجمهوريات السوفيتية السابقة.
وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية في بيان: "لا نستطيع الوفاء بالتزاماتنا بموجب هذا الاتفاق في غمرة العقوبات والقيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي"، لافتة إلى أنها بدأت بـ"تنفيذ آلية التعليق".
وأضافت: "بيلاروسيا تواصل إعداد إجراءات مضادة، وخصوصاً ذات الطابع الاقتصادي. نأمل أن يكون مسؤولو الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مدركين للطابع المدمر والعبثي لأي مقاربة عدائية في العلاقات مع مينسك".
واعتبرت مينسك أن تعليق الشراكة الشرقية "سيؤثر سلباً في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي على صعيد مكافحة الهجرة غير القانونية والجريمة المنظمة"، كما سيمنع المسؤولين الأوروبيين ممن شاركوا في صوغ العقوبات من دخول أراضيها.
وأُبلغ رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في بيلاروسيا، ديرك شويبل، الذي استُدعي إلى وزارة الخارجية بهذه الإجراءات.
"عقوبات أوروبية"
ويأتي الرد البيلاروسي بعد حزمة أخيرة من العقوبات الاقتصادية والفردية تبناها الأوروبيون وبدأ تنفيذها الأسبوع الماضي، إذ استهدفت مسؤولين كباراً ورجال أعمال في بيلاروسيا، إضافة إلى قطاعات حيوية مثل البوتاس والنفط والتبغ.
وفرض الأوروبيون مزيداً من العقوبات على مينسك، لقمعها حركة احتجاج واسعة بدأت مع إعادة انتخاب الرئيس إلكسندر لوكاشنكو في أغسطس الماضي.
وأعلنت الخارجية البيلاروسية أيضاً استدعاء سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي "للتشاور"، في حين دعت رئيس البعثة الأوروبية في بيلاروسيا للعودة إلى بروكسل "ليبلغ مسؤوليه الطابع غير المقبول للضغوط والعقوبات".
وترى أوكرانيا وجورجيا أن هذا الاتفاق "يمهد لانضمامهما إلى الاتحاد، لكن المسؤولين الأوروبيين لم يطلقوا وعوداً بهذا المعنى". وأكد الاتحاد أن هذه الشراكة "لا تهدف إلى توسيع نفوذه، لكن روسيا اعتبرتها تدخلاً في منطقتها".